الجمعة 13 آب , 2021 08:39

هآرتس: هاتف ماكرون كان هدفًا للمخابرات المغربية

وقّعت المغرب مؤخرًا اتفاق في مجال السايبر مع كيان الاحتلال، والذي دخل حيّز التنفيذ حيث يعتبر الأخير انه يستطيع استغلال القدرة المغربية في هذا المجال، حيث يراها "غير سيئة"، إضافة للتعاون في مجالات أخرى.

صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها إلى ان "أحد أرقام هواتف الرئيس إيمانويل ماكرون أشير إليه كهدف محتمل للمتابعة من قبل أجهزة المخابرات المغربية. وأن جهاز الأمن استخدم في ذلك برنامج "بيغاسوس" التابع لشركة السايبر الإسرائيلية "ان.اس". معتبرة ان هناك "مخاوف من العمالة المغربية التي ستغرق إسرائيل".

النص المترجم:

بعد توقيع إسرائيل والمغرب في بداية تموز على التعاون في نقل معلومات في مجال السايبر الدفاعي، بدأت مؤخرا طواقم السايبر في إسرائيل ونظراؤها في المغرب في العمل معاً، ونقل تحذيرات حول تهديدات سايبر ومحاولات مهاجمة يشخصونها.

يتعلق قسم من الحوار بين الطرفين بتكنولوجيا الدفاع في مجال السايبر التي تستخدمها إسرائيل. "في الأماكن التي نُسأل فيها عن رأينا، نوصي بمنظومات دفاع تعمل على نحو جيد، ولا نخاف من التحذير بخصوص منتجات سايبر غير ناجحة"، قال مصدر حكومي رفيع، وأضاف: "بعد التوقيع على الاتفاق، هناك ارتفاع في الاتصالات والحوار بين الدولتين"، وتطرق إلى العمليات التي تقوم بها شركات إسرائيلية خاصة في المغرب. مقابل ذلك، يسافر وزير الخارجية، يئير لبيد، إلى المغرب لفتح مكتب ارتباط بين الدولتين.

بالنسبة لحكومة المغرب، يعتبر التعاون في مجال السايبر جزءاً مهماً لجعل العلاقة بين الدولتين دافئة. ووفقاً لذلك، فإن وزير الدفاع الوطني في المغرب عبد اللطيف اللويدي، نظير وزير الدفاع الإسرائيلي، هو من قدم رعاية للاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الرباط في تموز بين رئيس منظومة السايبر في إسرائيل يغئال اونا، ونظيره في المغرب الجنرال مصطفى الربيعي.

ومن ناحية إسرائيل أيضاً، هناك أهمية لهذا الاتفاق. ففي الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، قبل فترة قصيرة من التوقيع على الاتفاق في أسبوع السايبر في إسرائيل، تطرق إلى حاجة لعقد تحالفات دولية جارية في هذا المجال. وحسب أقوال المصدر الحكومي الرفيع: "ثمة مؤشر على أن مستوى المغرب في مجال السايبر غير سيئ. فهي لاعبة ليست غبية في هذا المجال، لاعبة لنا مصلحة في العمل معها".

بعد مرور بضعة أيام من التوقيع على الاتفاق بين الطرفين، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في إطار تحقيق دولي، أن أحد أرقام هواتف الرئيس إيمانويل ماكرون أشير إليه كهدف محتمل للمتابعة من قبل أجهزة المخابرات المغربية. وأن جهاز الأمن استخدم في ذلك برنامج "بيغاسوس" التابع لشركة السايبر الإسرائيلية "ان.اس. أو". وحسب مصادر مطلعة على الاتفاق بين إسرائيل والمغرب، لم يتم طرح هذا النشر في المحادثات بين الطرفين. وحسب أقوال المصدر الحكومي: "هم لا يخافون، بل يثقون بنا. في نهاية المطاف، جهاز السايبر في إسرائيل يوفر الحماية".

  تعاون في مجال الزراعة

هناك مجال آخر فيه تعاون بين الدولتين، وهو الزراعة. وقد أعلن وزير الزراعة، عوديد فورر، في هذا الأسبوع بأن وزارة الزراعة تجري نقاشات مهنية في إطار مجموعات عمل مع نظراء من المغرب في مجال البحث الزراعي التطبيقي، وفي إطار مجموعة عمل في إدارة المياه، مع التأكيد على الزراعة في ظروف المناخ الصحراوي.

حسب أقوال فورر، ثمة نية لزيادة ذلك أيضاً في مجالات تتعلق بالزراعة المائية، مثل تربية سمك التونة وفطريات الطعام والصناعة الطبية وتصدير تكنولوجيا زراعية من إسرائيل. تعمل وزارة الزراعة الآن على وضع ملحق للزراعة في الممثلية الإسرائيلية التي ستقام عند زيارة لبيد.

جهات رفيعة في قطاع التجارة، ناشطة في المغرب، قالت بأنها تتلقى طلبات من منتجي أغذية في الدولة، ويطمحون إلى تصدير منتوجاتهم إلى إسرائيل. "هم دائمو التوجه لنا، يريدون بيعنا كل شيء، سواء الأفوكادو أو السردين أو البندورة المجففة"، قالت هذه الجهات.

الضربة هي 2 رحلة جوية في الأسبوع بدلاً من 20. إزاء ذلك، إن أحد الفروع الرئيسية التي كان يجب أن تستفيد من زيادة دفء العلاقات، ثم تعرضت لضربة في الأسابيع الأخيرة، هو فرع السياحة. تأجل فتح الخط المباشر بين إسرائيل والمغرب عدة مرات بسبب تعويق الترتيبات الأمنية المطلوبة للشركات الإسرائيلية عقب الإغلاق الذي فرض على الدولة بسبب كورونا. مؤخراً، كانت هناك موجة إلغاء لطلبات السفر لعدم الثقة فيما يتعلق بموضوع ما إذا كان المغرب سيدخل ضمن قائمة الدول "الحمراء".

في السطر الأخير، إذا كانت شركات الطيران الإسرائيلية قد خططت قبل شهر لعشرين رحلة جوية إلى المغرب، ففي هذه الأثناء ليس هناك سوى رحلتين فقط، وحتى أنهما غير مليئتين. مقابل مشكلة كورونا، فإن إصدار تأشيرات دخول المواطنين من الدولتين الذين يهتمون بزيارة إسرائيل والمغرب، تحول إلى أمر معقد. إن الخوف من العمالة المغربية التي ستغرق إسرائيل، أدى إلى مطالبة وزارة الخارجية إجراء مقابلات شخصية للسياح في المغرب الذين يريدون القدوم إلى إسرائيل. وردت السلطات المغربية من ناحيتها على ذلك بالمطالبة بإجراء مقابلات مشابهة للسياح من إسرائيل في ممثلية المغرب بتل أبيب.

 يمكن رؤية اهتمام القطاع الخاص الإسرائيلي بالمغرب، في قائمة رجال الأعمال الذين يشكلون الجمعية العمومية لمكتب التجارة الإسرائيلي – المغربي، التي ستعقد غداً في مركز تراث يهود شمال إفريقيا بالقدس. ومن بين المدعوين لهذا الحدث رجل الأعمال ايتان ستيفا، الذي كان ناشطاً في السابق في صفقات أمنية في إفريقيا ويعمل الآن في أوروبا في مشاريع مدنية؛ ومنعم أيضاً ايلي العزرا، صاحب شركة تأمين وشركة التأجير "البر"، ومنهم مردخاي الغرابلي، مدير عام شركة الأدوية "روكح"، ورجل الأعمال في مجال الفنادق، يوآف ايغرا.

قال رئيس المكتب، يهودا لنكري، في هذا الأسبوع، إن "المكتب أقيم في موازاة مكتب مشابه في المغرب. هدفه إجراء حوار مع النظراء المغاربة فيما يتعلق بتبادل البعثات والاجتماعات في موضوع الزراعة والمياه والطاقة المتجددة والأمن والسايبر والعلوم والصحة والتكنولوجيا المتجددة. فلديهم توقعات كبيرة من "الهايتيك" التي نملكها في مجال أمن وحماية المعلومات. والسياحة تعنيهم جداً. إذا كان قد زار المغرب 70 ألف سائح إسرائيلي في السنة قبل كورونا، فإن هدف وزيرة السياحة المغربية الوصول إلى 200 ألف سائح إسرائيلي في السنة.

 المغرب مرتبط باليهودية واليهود

المستويات الحكومية الإسرائيلية متفائلة فيما يتعلق بالعلاقة مع المغرب. "المغرب مرتبط باليهودية واليهود أكثر من أي دولة أخرى في العالم العربي. اليهود جزء من ثقافتهم، ولسنا نبتة غريبة بالنسبة لهم، بل العكس هو الصحيح"، قال مصدر حكومي رفيع عاد مؤخراً من زيارة في المغرب.

"إن هجرة أشخاص مغربيين لهم نفوذ في المجتمع الإسرائيلي، تعتبر نوعاً من التفاخر. لا يذكر أن رئيس هيئة الأمن القومي السابق، مئير بن شباط، يتحدث لغتهم ويعيش ثقافتهم. وبالنسبة لهم هذا دليل على أن المغاربية قد وصلت بعيداً. يشاهدون أننا نحتضن هذه العلاقة ولا نركلها. هذا بالنسبة لهم محفز لأمور أخرى"، قال المصدر الرفيع.


المصدر: هآرتس

الكاتب: حجاي عميت




روزنامة المحور