الإثنين 16 آب , 2021 03:25

شينكر: أمريكا منعت إنقاذ لبنان

ديفيد شينكر

لم يعد خافياً على أيّ متابع لمجريات الامور في لبنان، انّ هناك خطة أميركية بدأت الولايات الاميركية بتنفيذها مستغلة بذلك الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تسبّبت بها سياسة الحصار الاقتصادي والمالي الأميركية ضد محور المقاومة بهدف إجهاض انتصاراته على المشروع الأميركي وإحباط أهدافه التي سعى إليها عبر قوى الإرهاب ذات الصناعة الأميركية السعودية. وفي ظل اسراع قيادات سياسية وروحية لبنانية لتنفيذ الأجندة الأميركية في لبنان اعتراف خطير كان قد أدلى به ديفيد شينكر.

اعتراف خطير

اعترف ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط للفترة 2019 – 2021، أن بلاده قامت بمنع إنقاذ لبنان، وركّزت على كل المفاهيم التي إذا تم تطبيقها ستقوّض حزب الله، مشددًا على أن جزءًا مما فعلته إدارته في لبنان هو معاقبة حزب الله، داعيًا إدارة بايدن إلى مواصلة هذه السياسة.
ونشر"موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، ملخّصاً لمناقشة جرت مع شينكر حول الفترة التي قضاها في منصبه، وكيف تطورت التحديات والفرص في المنطقة في بداية إدراة جون بايدن.

وخلال مناقشة شاركه فيه روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن قال شينكر: "لقد تلقّيت عشرات الطلبات أو أكثر من لبنانيين أميركيين – ورسائل من الكونغرس – لتشجيع الإدارة على تعيين مبعوث خاص إلى لبنان، وأضاف لدينا سفيرة رائعة وهي دوروثي شيا. لذلك، هذا ليس مطلوبًا. هذا ليس الموقف الأنسب بالضرورة لشخص من خارج الحكومة".

تهديد أميركي للفرنسيين

أشار شينكر إلى أنه مرت سنوات عديدة  في الصراع والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران على الدولة اللبنانية. واعترف أنه بينما كان لبنان على وشك الانهيار المالي لم يركّزوا في إدارتهم على الشخصيات، بل على ما سمّاه "مبادئ الشفافية ومحاربة الفساد والإصلاح"، وكل هذه المفاهيم التي إذا تم تطبيقها ستقوض حزب الله. وقال: تمكّنا من إبقاء الفرنسيين في حالة تحفّظ، ومنعنا إنقاذ الدولة قبل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.

 وأضاف خلال المناقشة التي عقدت شهر آذار الماضي ان الإدارة الاميركية فرضت سلسلة من العقوبات على حزب الله وحلفائه اللبنانيين، بما في ذلك، والأهم من ذلك، غير الشيعة، وبلغت ذروتها في تصنيف جبران باسيل بموجب قانون "ماغنتسكي" بسبب الفساد.

وقال: أعتقد أن جزءاً مما فعلناه في لبنان، وأشجّع الإدارة الحالية على الاستمرار فيه، ليس فقط معاقبة حزب الله. يجب عليها أيضًا معاقبة حلفائها والأشخاص الفاسدين من أجل إرسال رسالة واضحة جدًا: أنه لم يعد بإمكانكم امتلاك حساب مصرفي في أوروبا إذا كنتم تسرقون أموال لبنان، وتتنقّلون بالسيارات مع حزب الله وتساعدون في الحفاظ على مركزه. وتحدّث شينكر عن تهديد إدارته للفرنسيين من أجل إدخال تعديلات على مشروع قرار خاص باليونيفيل في لبنان قائلاً: "أقنعنا الفرنسيين الذين كانوا قيّمين على كتابة مشروع القرار حول مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بإجراء بعض التغييرات الصغيرة ولكن المهمة، تحت التهديد باستخدام حق النقض الفيتو".
تحديث صواريخ حزب الله

ولفت إلى وجود فرص لحدوث عدوان إسرائيلي، قائلًا: إحدى الطرق الأخرى التي يمكن أن تزداد عبرها الأمور سوءًا في لبنان هي حرب أخرى مع "إسرائيل"، ويبدو أن فرصها تتحسّن كل يوم، حيث يواصل حزب الله مسيرته بتحديث الصواريخ الموجّهة بدقة، واستيراد أنظمة مضادة للطائرات أكثر تقدّمًا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور