الثلاثاء 07 أيلول , 2021 12:49

هآرتس: واشنطن ستقلص حرية عمل "إسرائيل" أثناء الحرب

تتصدر الجبهة الداخلية والتنسيق والدعم الأميركي إضافة للتطورات في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية-الفلسطينية أي استراتيجية جديدة يضعها كيان الاحتلال. غير ان الأحداث الأخيرة والفشل الاستخباراتي الكبير في سجن جلبوع إضافة لتراجع واضح في حماسة إدارة بايدن باتجاه الدعم غير المفتوح "لإسرائيل" يفاقم مخاوفها.

صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها إلى ان "هامش المناورة الذي ستمنحها إدارة بايدن لإسرائيل في حالة مواجهة في "المناطق" سيكون أضيق من الذي منحتها إياه إدارة ترامب... هذه ظاهرة لم تواجهها إسرائيل من قبل ومن شأنها أن تقلص حرية عملها أثناء الحرب".

النص المترجم:

 جبهة داخلية مكشوفة

راكمت إسرائيل نجاحات كثيرة في إطار هجمات المعركة بين حربين. فقد حدت من تحركات إيران في المنطقة وأحبطت تهريب سلاح لحزب الله في لبنان، وأعاقت في السنوات الأخيرة جزءاً من جهود التمركز للمليشيات التي يشغلها حرس الثورة الإيراني في سوريا.

لكن إسرائيل تقترب من مفترق الطرق الذي سيجبرها على إعادة تقييم سياستها. رغم جهودها، إلا أنها لم توقف جهود حزب الله وإيران كلياً في أن يقيموا خطوط إنتاج مستقلة في لبنان لتطوير قدرات إصابة الصواريخ التي لدى حزب الله. هذا هو "مشروع زيادة الدقة"، الذي يمكنه تغيير ميزان القوة بين إسرائيل وحزب الله. للبنان، كما يبدو، 100 أو أكثر من الصواريخ الدقيقة، إضافة إلى قدرة أولية على تصنيعها على أراضيه. إذا استمرت هذه الترسانة في الازدياد فهذا سيمكّن حزب الله من إصابة دقيقة لأهداف مدنية وبنى تحتية وقواعد عسكرية في إسرائيل في الحرب المقبلة.

خلال سنين، لم تخاطر إسرائيل بحرب مبادر إليها لإحباط جهود التسلح وبناء القوة لدى خصومها باستثناء حالتين شاذتين، وهما: المجال النووي، مثل قصف المفاعل النووي في العراق عام 1981 وقصف المنشأة السورية في 2007. مشروع زيادة الدقة يزيد شدة المعضلة لأنه يزيد الخطر الكامن على جبهة إسرائيل الداخلية. وستقف هذه معضلة في السنوات القريبة القادمة على عتبة حكومة بينت-لبيد أو الحكومة التي ستليها.

في الوقت الحالي، تزعم المؤسسة الأمنية بأن حزب الله منشغل بالمشكلات الداخلية في لبنان. وهو يخشى من مواجهة أخرى مع الجيش الإسرائيلي كي لا يشعل الجبهة. للوهلة الأولى، هذا تحليل منطقي، لكن فحص المعارك الأخيرة في لبنان وغزة، من العام 2006 فصاعداً، يظهر بأن الطرفين لم يقدرا الوضع بشكل صحيح ولم يخططا مسبقاً للتدهور إلى مواجهة عسكرية واسعة.

الفضاء سيتقلص

اللقاء الذي جرى بين وزير الدفاع بني غانتس، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل أسبوع في رام الله، يعكس ما هو متوقع في العلاقات مع السلطة في السنة القادمة. بينت لا يهتم هو نفسه بالالتقاء مع عباس، لكنه سيسمح لجهاز الأمن بتنسيق وثيق وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين. الخطر الأساسي لإشتعال آخر في قطاع غزة، ربما يكون في الأشهر القريبة القادمة. يأخذ بينت في الحسبان احتمالية مرجحة لتصعيد جديد. وسجل الجيش الإسرائيلي عدة نجاحات عملياتية في عملية "حارس الأسوار" في أيار الماضي. ولكن التبجح بعرض إنجاز يضمن الهدوء إزاء حماس لبضع سنوات قد يتحطم على صخرة الواقع؛ فإسرائيل التي وعدت بأن "ما كان لن يكون" سبق وتنازلت عن معظم أوراق المساومة التي احتفظت بها أمام حماس (تقييد مساحة الصيد، ومنع خروج العمال)، دون أن تتعهد حماس بوقف طويل لإطلاق النار أو حل مسألة الأسرى والمفقودين.

سيكون على إسرائيل أن تأخذ في الحسبان تغييراً مهماً. تعاطف إدارة بايدن مع إسرائيل واضح وغير مشكوك فيه، لكن هامش المناورة الذي ستمنحها إياه في حالة مواجهة في "المناطق" سيكون أضيق من الذي منحتها إياه إدارة ترامب. في عملية "حارس الأسوار" استخدم عليها ضغط كبير أكثر مما اعترف به الطرفان من أجل أن توافق على وقف إطلاق النار بسرعة.

في أي مواجهة مستقبلية، تدرك الإدارة بأنها ستجد صعوبة أكبر في تحويل مساعدات عسكرية سريعة لإسرائيل، خصوصاً إذا تعلق الأمر بتسليح هجومي دقيق، ويكمن السبب في صعود الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي من شأنه أن يضع عقبات على هذه الخطوة في الكونغرس. هذه ظاهرة لم تواجهها إسرائيل في حرب لبنان الثانية أو في عملية "الجرف الصامد"، ومن شأنها أن تقلص حرية عملها أثناء الحرب.


المصدر: هآرتس

الكاتب: عاموس هرئيل




روزنامة المحور