الأربعاء 08 أيلول , 2021 05:34

ما هي أبعاد الاتفاقية العراقية مع توتال الفرنسية؟

الكاظمي

تشهد الساحة العراقية تحولات وأحداث كبيرة، خلال هذه الفترة الزمنية القليلة، التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة في 10 تشرين الأول القادم. فكان آخرها توقيع حكومة الرئيس مصطفى الكاظمي اتفاقية كبرى في مجال الطاقة، مع شركة توتال الفرنسية بقيمة 27 مليار دولار. هذه الاتفاقية قد يكون لها تأثيرات إيجابية في صالح الشعب العراقي، لكنها تأتي في وقت دقيق بالنسبة للعراق وفرنسا أيضاً، التي بدأت فيها مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية في شهر نيسان 2022.  

الاتفاقية الضخمة

تم الاتفاق بين وزارة الطاقة العراقية وشركة "توتال" على تنفيذ 4 مشروعات ضخمة في المنطقة الجنوبية، سيتم عرضها على مجلس الوزراء من أجل نيل الموافقة النهائية، أبرزها:

1)مشروع جمع وتكرير الغاز في جميع الحقول خارج اتفاقية غاز البصرة: أرطاوي، غرب القرنة2، مجنون، الطوبة، اللحيس، التي يتم فيها حرق كميات كبيرة من الغاز.

2)مشروع ماء البحر المتكامل المخصص لضخ مياه البحر، من أجل معالجة بعض الحقول النفطية الموجودة في منطقة الجنوب العراقي، لمساعدتها على عدم فقدان الضغط وانخفاض معدلات ضخ النفط.

3)تطوير حقل أرطاوي من خلال تعظيم كميات الغاز واستثمارها.

4)بناء منشآت لإنتاج 1000 ميغا/واط من الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية.

الكاظمي ودوره المستقبلي

يرى المراقبون للساحة العراقية، أن هناك تحركات كبيرة يقوم بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من رعاية مؤتمر الشراكة الى توقيع العديد من الاتفاقيات، تؤشر الى أنه ربما حصل على وعود من قوى سياسية معينة، تضمن له الاستمرار بموقعه ما بعد الانتخابات النيابية المبكرة، خصوصاً في ظل علاقاته الإيجابية جداً مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الذي لا يترك مناسبة إلا ويتوجه له فيها بالتحية والشكر، لا سيما خلال إعلانه العودة عن قرار مقاطعة الانتخابات.

ماكرون للاستثمار الانتخابي

يعتبر توقيع هذه الاتفاقية هو من نتائج زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى العراق، التي جرت منذ أيام، عقب مشاركته في مؤتمر الشراكة والتعاون، والتي تبعها جولات في عدة مدن. لذلك فإن توقيع هذه الاتفاقية الضخمة مع الشركة الفرنسية "توتال"، له فوائد اقتصادية كبيرة، سيسعى ماكرون لاستثمارها بشكل كبير داخلياً، كما يحاول استثمار دوره المستجد في لبنان منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت في آب 2020. كما  أنه أيضاَ يسعى لاستغلال الانسحاب الأمريكي من المنطقة في أفغانستان ونهاية العام من العراق، من أجل لعب دور ما يمكنه من امتلاك نفوذ خارجي لبلاده، والعراق يمثل البيئة الأهم لذلك.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور