الأحد 03 تشرين أول , 2021 03:57

البحرين تشتري أمن "إسرائيل"

البحرين و"إسرائيل"

ينظر كيان الاحتلال للبحرين على أنها قاعدة عسكرية تقع قبالة السواحل الإيرانية، وما كانت الجهود المبذولة من قِبل "إسرائيل" طيلة سنوات لتبادل السفارات وتعزيز العلاقات إلا لرغبة إسرائيلية في استغلال هذا الموقع الاستراتيجي للبلاد، التي تعد حلقة الوصل بين موانئ الخليج والمحيط الهندي والمفتاح الأساسي لشبه الجزيرة العربية اتجاه المياه الإقليمية والبحار العليا.

حيث ان الاتفاقيات التي تم توقيعها والتي يبلغ عددها 12 مذكرة المتعلقة بمجالات النقل والزراعة والاتصالات والتمويل لا تعدو كونها قالب من الدعاية الشعبوية حتى لو تم تطبيقها فعلياً. فـ "إسرائيل" وتبعاً للتجربة التي راكمتها منذ احتلالها لفلسطين وإعلان قيام دولتها لم تقم علاقات مع أي من البلدان لأجل عقد استثمارات ريعية أو للدفاع عن حقوق الانسان فيها. ليكون بذلك النظام البحريني قد باع استقراره واشترى أمن "إسرائيل".

على وقع التظاهرات الشعبية المناهضة له قال وزير خارجية كيان الاحتلال في زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى البلاد ان "هذا لقاء تاريخي حميمي ومفعم بالأمل، يرسم الطريق لمواصلة العلاقات" زاعماً ان "قيادة العاهل البحريني وإلهامه أفضيا إلى تعاون حقيقي بين الدولتين". الأمر الذي أكد عليه العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بالقول أن "التوقيع على هذه الاتفاقات إنجاز تاريخي مهم على طريق تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط... البحرين تحرص على دعم ومساندة كل الجهود من أجل تحقيق السلام".

نظراً للتبعية البحرينية الكاملة للمملكة السعودية فقد يرى التطبيع والحماسة التي يبديها نظام آل خليفة ما هي الا خطوة تمهيدية لتطبيع الرياض التي تنتظر الظروف المناسبة للإعلان عن ذلك رسمياً على الرغم من التعاون السري الدائم الذي يجري بين الطرفين.

يمكن تصنيف الاتفاق الإسرائيلي-البحريني على أنه تحالفاً استراتيجياً أكثر مما هو اتفاق تطبيع، فلا استثمارات ضخمة يعول عليها الطرفان، إنما أتت في سياق التحالفات التي تقوم في المنطقة خلال السنوات الأخيرة وتوسيع تل أبيب لنطاق تواجدها خاصة على الممرات المائية الدولية وخاصة تلك التي بإمكانها ان تؤمن مكاناً مثالياً لرصد التحركات الإيرانية في المنطقة. الأمر الذي تحدثت عنه واشنطن صراحة خلال المؤتمر الأمني في وارسو عام 2019 "لبناء استراتيجية عالمية ضد إيران"، والذي حضره قادة أمنيين وسياسيين من الرياض وأبو ظبي وواشنطن وتل أبيب وغيرهم من الدول. في حين لا يمكن اغفال القلق الخليجي من جهود تركيا لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وهذا ما يبدو واضحاً في عدد من الملفات حيث يترجم التصادم بشكل علني كالانقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وليبيا إضافة لدعم تركيا لقطر لمواجهة الحصار الخليجي الذي فرض عليها.

وكانت البحرين قد وقعت اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال في 15 أيلول 2020، خلال مراسم رسمية في الولايات المتحدة على عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث كانت الامارات طرفاً ثالثاً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور