الثلاثاء 05 تشرين أول , 2021 04:51

هآرتس: إرهاب يهودي يمارس في "إسرائيل"

حاولت الدول الغربية وكيان الاحتلال طيلة السنوات الماضية تحييد صورة العنف والعنصرية التي رسخت في أذهان الأجيال، ونقلت مباشرة على وسائل الاعلام العربية والعالمية وإعادة رسم صورة أخرى أكثر ديموقراطية وإنسانية عن هذا الكيان، غير ان انتهاكاتها المستمرة الفاضحة على طول الأرض الفلسطينية وجوارها جعل من الأمر محكوماً بالفشل مسبقاً حتى أصبحت وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها تتحدث عنها.

صحيفة يديعوت أحرنوت أشارت في مقال لها إلى أن "ارتفاع حجم الجريمة القومية المتطرفة التي يمارسها اليهود ضد الفلسطينيين في السنتين الأخيرتين في الضفة الغربية تستوجب فحصاً متجدداً لصورة الإسرائيلي الذاتية".

النص المترجم:

لا شيء أكثر نفياً في إسرائيل من جريمة اليهود القومية، فما بالك بالإرهاب اليهودي. فالمخربون كما يراهم الوعي الإسرائيلي هم دائماً عرب، والتطرف الديني إسلامي دائماً، والعنصريون والعنيفون هم الآخرون. أما الإسرائيليون واليهود فهم دائماً الضحية – ضحايا الإرهاب، ضحايا الكراهية، ضحايا اللاسامية. عندما يتعارض الواقع مع الآراء المسبقة للإسرائيليين أنفسهم، فإن الرد الجماهيري متشابه: هذا استثناء لا يشهد على القاعدة. عندما يهاجم اليهود الفلسطينيين، ويقتلون، ويحرقون، ويطلقون النار، ويلاحقون، ويسلبون وينهبون، ويفسدون، ويسرقون، وينكلون، ويرشقون الحجارة… فهذا دوماً حدث فردي، لا يتراكم ليصبح إحصاء، أو -لا سمح الله- ظاهرة. "أعشاب ضارة".

وعندما يدخل طفل فلسطيني، ابن ثلاثة أعوام، إلى مستشفى سوروكا، مرضوضاً في رأسه، بعد رشق عشرات المستوطنين الملثمين الحجارة نحوه ونحو عائلته وأبناء قريته، بينما يهدمون ويفسدون كل ما يجدونه في طريقهم، في حدث لا يمكن وصفه إلا كاعتداء جماعي؛ حتى في هذه اللحظة لا يلتصق العنف بصورة الإسرائيليين في نظر أنفسهم. الحالة فظيعة، سيتفق الجميع تقريباً، ولكنها لا تمثل. والبربرية، والإرهاب، والعنف والقومية المتطرفة الإجرامية هي للفلسطيني دوماً.

على هذه الخلفية، فإن ارتفاع حجم الجريمة القومية المتطرفة التي يمارسها اليهود ضد الفلسطينيين في السنتين الأخيرتين في الضفة الغربية تستوجب فحصاً متجدداً لصورة الإسرائيلي الذاتية. في نقاش أمني مغلق، حذرت أجهزة الأمن مؤخراً كبار رجالات الجهاز وممثلي القيادة السياسية من الارتفاع في الجريمة القومية اليهودية. 363 جريمة كهذه وثقت داخل الضفة عام 2019. في السنة الماضية ارتفع العدد إلى 507. في النصف الأول من العام 2021 وثق حتى الآن 416 أكثر من الجرائم القومية في 2019 كله.

إن ارتفاع حالات العنف يعود مصدره إلى إحساس لدى خارقي القانون في الضفة بأن لا أحد في الساحة السياسية يريد الاصطدام بهم؛ لأن هذا سيكلفهم ثمناً سياسياً. غير أن إسرائيل بصفتها احتلالاً، ملزمة بحماية الفلسطينيين من المستوطنين لا أن تحمل المستوطنين فيما يلحقون الأذى بالفلسطينيين.

إن المرحلة الأولى في معالجة الجريمة القومية اليهودية هي الاعتراف بها. مثلما يوجد سارقون وقتلة يهود، يوجد أيضاً قوميون متطرفون يهود، تملأهم الكراهية، ومستعدون لأن يتجاهلوا القانون، ثمة متطرفون يهود متدينون خطيرون، ومعتدون يهود، وكذا مخربون يهود. كيف نعالجهم – لا حاجة لتعليم السلطات الإسرائيلية.


المصدر: هآرتس

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور