الجمعة 02 نيسان , 2021 03:16

نفط العراق: الضمانة الأخيرة لإعادة النور الى لبنان

ميشال عون و الوفد العراقي

في ظل أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان نتيجة النقص في الفيول وعجزه عن تأمين ثمن شحناته بالعملة الصعبة بسبب الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة، وإثر اعلان وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال "ريمون غجر" عن أن احتياطي الفيول المتبقي يكفي لتغطية شهرين كحد أقصى؛ الأمر الذي يهدد بالعتمة، يراهن لبنان على الشروع في توقيع اتفاقيات مهمة مع العراق لتأمين الفيول المشغل لمعامل توليد الكهرباء.

اتفاقيات استثنائية تؤسس لمرحلة جديدة تفتح كوة أمل في النفق المظلم أمام اللبنانيين يقضي بتزويد العراق، لبنان بالفيول، وفي المقابل يقدم لبنان الخدمات الطبية والعلاجية لا سيما في مجال إدارة المستشفيات والخبرات العلمية والتخصصية في هذا المجال، وقد أعلن غجر ان "الاتفاق مع العراق، سيشكل انطلاقة لتعاون مستقبلي ممكن أن يضاعف الكمية من 500 ألف طن إلى ثلاثة ملايين طن من النفط الأسود". وبحسب غجر فإن ثمن هذه الكمية من النفط الثقيل لن يتم تحويلها إلى العراق، بل ستكون بمثابة وديعة مالية عراقية بالليرة اللبنانية في "مصرف لبنان المركزي" الأمر الذي يساهم في تحريك الاقتصاد اللبناني.  

ومن المفترض أن يتوجه وفد حكومي لبناني يترأسه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب إلى العراق من أجل توقيع هذه الاتفاقيات، وينتظر الوفد تحديد موعد مع الحكومة العراقية بعد إقرارها لموازنة ماليتها العامة.

وتعد هذه الاتفاقيات جزءًا من الدعم العراقي للبنان، فقد بدأ الحديث عنه إثر زيارة وفد عراقي للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في آب المنصرم، حيث تم البحث مع المسؤولين اللبنانيين حول التعاون في القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة والتكنولوجيا، إضافة الى تقديم الخدمات الصحية والتي تشمل التعاون مع الكوادر الطبية والأكاديمية، وجرى الاتفاق حوله أمس الخميس خلال زيارة وزير الصحة العراقي حسن التميمي إلى بيروت ولقائه بوزير الصحة اللبناني حمد حسن.

زيارة وزير الصحة العراقي  الى بيروت والاتفاقيات بين البلدين أثنى عليها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استقبل الوفد العراقي بحفاوة، ولاقت ترحيباً حكومياً وشعبياً لأهميتها في تعزيز التعاون بين البلدين على غير صعيد، وقد استهل الوزير العراقي الزيارة بلقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزير الصحة حمد حسن، وعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً معه، حيث رحب حسن بالوفد العراقي، منوهًا "بدعم الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمهم دولة العراق التي لم تقصر تجاه لبنان وبرز التأثير الإيجابي لما قدمته من دعم خصوصا بعيد انفجار المرفأ الذي أرخى بآثاره على الواقع الاستشفائي كما السياسي في وطننا، واليوم يتابع العراق من خلال هذه الزيارة مسيرة العطاء من خلال شحنة الدعم المقدمة للقطاع الصحي عبر وزارة الصحة العامة". فيما أكد التميمي من جهته، على أن زيارته إلى لبنان "تأتي بتوجيهات من رئيس الوزراء العراقي لتقديم الدعم للبنان في مواجهة الجائحة التي أثرت بشكل كبير على سير الحياة في الكثير من بلدان العالم ومن بينها العراق ولبنان"، مشيرًا إلى أن "الحكومة العراقية جادة بدعم الشعب اللبناني في المجالات كافة". كما لفت إلى أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة إلى لبنان، وسيتم تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة البرامج الثنائية.


المصدر: وكالات

الكاتب: غرفة التحرير



وسوم مرتبطة

دول ومناطق


روزنامة المحور