الخميس 21 تشرين أول , 2021 01:34

ما هو دور إسرائيل والإمارات في التلاعب بنتائج الانتخابات العراقية؟

شركة DARK MATTER الاماراتية

تتزايد المعلومات والأدلة الحسية، حول أن الانتخابات النيابية العراقية التي جرت منذ أيام، قد شابها الكثير من التجاوزات المقصودة (التزوير، الفروقات الكبيرة في احتساب الأصوات) أو غير المقصودة (مع الاحتمال الضعيف لذلك مثل التعطل المفاجئ لأجهزة التصويت).

وآخر ما كشف كان بالأمس، عبر إعلان تم نشره على موقع " Raidforums"، المتخصص بتسريب وعرض وبيع المعلومات السرية. حيث ادعى فريق-يتبين بعد التدقيق في هويته من خلال رقم الهاتف على تطبيق التلغرام (@Arielsapir برقم00972568988640) بأنه إسرائيلي- أنه تمكن من اختراق السيرفر الرئيسي لشركة "دارك ماتر- DarkMatter" الإماراتية، واستطاع الحصول على ملف كبير يحتوي على معلومات 9.5 مواطن عراقي، وتفاصيل بطاقات تصويتهم في الانتخابات البرلمانية، الموجودة في أرشيف الشركة، مقدماً عرض ببيع هذه المعلومات مقابل 2 مليون "بيتكوين". مع الإشارة هنا الى أن شركة "دارك ماتر" هي التي تولت مسؤولية تقديم الدعم الفني وتوفير حماية الأمن الرقمي لعملية الانتخابات. ما يعني أن سهولة اختراق خوادمها، تسمح بالشك في صحة كل عملية التصويت الالكتروني، والطعن بالنتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات.

الشركة الإماراتية مشبوهة أصلاً

لكن في هذا الموضوع لا يجب التوقف فيه على عملية الاختراق فقط، بل يجب الانتباه والتدقيق ايضاً بهذه الشركة وطبيعة نشاطاتها، ولماذا تم اختيارها واعتمادها لتولي هذه المسؤولية، مع وجود الكثير من المعطيات التي تثير الشكوك حولها، أهمها:

_ جديدة التأسيس والانشاء: بحيث تأسست في العام 2014، ولم يرد في مسيرتها ذكر أي تجربة انتخابية كانت قد أجرتها سابقاً. فكيف تؤمن هكذا شركة على تأمين انتخابات في بلد يعايش واقعاً استراتيجياً مفصلياً في تاريخه ومستقبله.

_ تم التبليغ عنها كثيراً وخلال العديد من المقالات بأنها متورطة في الأمن السيبراني (نشاطات القرصنة)، بالنيابة عن الحكومة الإماراتية.

_ تأسست الشركة من قبل "فيصل البناي"، مؤسس شركة الهواتف المحمولة أكسيوم تليكوم وابن لواء في شرطة دبي. وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة DarkMatter الفنلندية. ما يعني أن هذه الشركة مقربة بشكل وثيق بنظام الحكم الإماراتي (والدليل أكثر من 80% من عقودها هي لصالح الحكومة ومجلس الامن القومي والمنظمات ذات الصلة)، كما أن مرجعها الأساسي فنلندا، ما يفتح المجال امام الكثير من الاحتمالات المريبة.

_ ورد بأن الشركة تسعى دائماً لتوظيف أصحاب الخبرات الاستخباراتية السابقة من الأجهزة الأمريكية، حتى أنها وظفت خريجين من وحدات التكنولوجيا في جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدفع لهم ما يصل إلى مليون دولار سنويًا.

_ كانت المسؤولة الرئيسية عن هجمات تجسس "كارما"، التي حصلت في العام 2016، ضد الهواتف المحمولة للعديد من الشخصيات ذوي النفوذ السياسي.

عصائب أهل الحق تتهم الإمارات

بناءً على ما تقدم من معطيات حول عملية الاختراق وهوية الشركة، يصبح مفهوماً وطبيعياً ما جاء في إعلان حركة عصائب أهل الحق من اتهام للإمارات بأنها اللاعب الأساسي في تزوير الانتخابات. خاصة وأن التلاعب بالانتخابات وتزويرها أمرٌ وارد، حتى في الدول الكبرى مثل أمريكا. كما أنّ سلوك المفوضية مثل التردّد في إعلان النتائج الكاملة، ورفض الفرز اليدوي الشامل لكل المحطات، يثير شبهات كبيرة يعبر عنها في جانب من الجوانب كمية الطعون التي قدمت (1400 طعن)، 107 منها قام بتقديمها تحالف الفتح كشكاوى حمر موثقة بالأدلة الكافية. فيما اتهم المتحدث الأمني باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري، رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنّه عرّاب تزوير الانتخابات.

لذلك فإن من المتوقع جداً، ان تستمر تحركات احتجاج القوى السياسية والشعبية الرافضة للنتائج، وربما ستدخل البلاد في أزمة سياسية طويلة، لا تخرج منها إلا بإعادة إجراء الانتخابات من جديد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور