الخميس 16 كانون الاول , 2021 04:38

القائد صلاح شحادة: مؤسس كتائب القسّام

الشهيد القائد صلاح شحادة

بعد 34 عاماً على الانطلاق الفعلي لحركة حماس في فلسطين والتي تتبنى العمل العسكري المقاوم في سبيل إتمام مشروعها "التحرير والعودة"، كان للعديد من قادتها الدور البارز في نظم الصفوف العسكرية لجناحها المسلّح والاشراف على عملياته الميدانية التي غيّرت مسار المواجهة والصراع مع كيان الاحتلال.

ومن أهم المؤسسين الأوائل لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، كان الشهيد القائد صلاح الشهادة الذي كرّس حياته في بناء الخلايا العسكرية في فلسطين المحتلّة.

مرحلة التأسيس

في عام 1984 أسس القائد صلاح شحادة أول جهاز عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، كان عبارة عن مجموعة من الخلايا العسكرية السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد الاحتلال، وكان المسؤول عن تدريب الأفراد على استخدام السلاح. 

وعام 1988، طوّر شحادة من استراتيجية المقاومة لتنتقل إلى مرحلة جديدة من قتل الجنود إلى أسرهم من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية، فشكل الوحدة الخاصة في الكتائب "101" التي أوكل إليها مهمة أسر الجنود، ووضع خارطة الطريق لتشكيل بنية المؤسسة العسكرية التي صار اسمها كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 1991 والتي أصبحت تحاكي الجيش النظامي اليوم.

الاعتقالات ومواصلة العمل الجهادي

تعرّض القائد صلاح شحادة للعديد من الاعتقالات في سجون الاحتلال كما لملاحقات من السلطة الفلسطينية، ففي عام 1984 اعتقله، ثم أطلق سراحه سنة 1986، ليعاد اعتقاله عام 1988 على خلفية اتهامه من الاحتلال بالمسؤولية عن عميلة أسر الجنديين الإسرائيليين آفي سبورتس وإيلان سعدون.

وتلقى القائد شحادة قبل خروجه من السجن عام 2000 تهديدًا من ضباط مخابرات الاحتلال باغتياله في حال قيامه بأي نشاطاتٍ عسكرية، وبعد عدة أشهر قدم الشيخ استقالته من عمله وتفرغ لمقاومة الاحتلال حيث استكمل شحادة بناء الجهاز العسكري وترتيب صفوفه من جديد، وكان المشرف والعقل المدبر للعمليات الاستشهادية في الانتفاضة الثانية أسفرت عند مقتل العشرات من جنود الاحتلال واعتبرها القائد "نقطة انطلاق نحو تحرير فلسطين".

 المطلوب الأول للاحتلال

أما من ناحية حجم القلق الإسرائيلي من هذا القائد المؤسس على كيان الاحتلال، فقد صنفه بـ "أخطر رجل"، ووضعه على رأس قائمة الاغتيال، وسعى بكل أجهزته لمطاردته والوصول اليه.

 واعتبره رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أريئيل شارون بمثابة "العدو الأول لإسرائيل"، الذي قال عند استشهاد القائد شحادة "ضربنا أكبر ناشط في حماس، الشخص الذي أعاد تنظيم حماس في الضفة الغربية من جديد، إضافة إلى النشاطات التي نفذها في قطاع غزة"، فيما قال الرئيس الأسبق لجهاز "الشاباك" يكوف بيري: 'هذا الرجل هو اليد اليمنى لأحمد ياسين".

وقد أشار الجنرال في جيش الاحتلال عاموس غلعاد الى ان القائد شحادة “كان ينوي تحويل حياة الإسرائيليين إلى جهنم".

الاستشهاد

في الثالث والعشرين من شهر تموز عام 2002 ألقت طائرات الاحتلال الحربية قنبلة تحمل وزناً كبيراً من المتفجرات في حي الدرج شرق مدينة غزّة (تشير الأوساط الفلسطينية أنها كانت تزن طناً)، فاستشهد القائد صلاح شحادة ومعه 18 فلسطينياً بينهم زوجته وأطفال، في عملية وصفت بالمجزرة.

وبعدها أعلنت قيادة حركة "أن الاحتلال أصبح كله هدفًا مشروعًا لها". 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور