الإثنين 14 شباط , 2022 01:56

الشيخ علي سلمان: رائد الثورة السلمية لتحصيل الحقوق

الشيخ علي سلمان

في مثل هذا اليوم منذ 11 عاماً، انطلقت ثورة اللؤلؤة أو ثورة 14 فبراير في البحرين، في إطار الاحتجاج الشعبي السلمي الواسع، على الظلم التاريخي الواقع في هذا البلد، ومحاولة تحصيل العديد من المطالب والحقوق.

وبالرغم من محافظة البحرانيين على سلمية هذه الثورة، إلا أن السلطات الحاكمة قمعتها باستخدام الذخيرة الحيّة، وسقط ضحية ذلك عشرات الشهداء والجرحى. ولم تقف عند هذا الحد، بل وقامت بهدم معلم اللؤلؤة، واستعانت بدخول درع الجزيرة إلى البحرين، لقمع الثورة التي وُصفت بـ "الطائفية". وأدى دخول هذه القوات، الى استشهاد وجرح المزيد من الثوار، والى اعتقال الآلاف ونزع الجنسية عن كثيرين، وتشريد البقية الى بلدان عدة.

الى أن كل هذه الانتهاكات، لم تنل شيئاً من عزيمة البحرانيين، بل زادتهم تمسكاً باستمرار حراكهم، رغم تجاهل الإعلام العالمي له، ورغم نفي واعتقال قاداتهم، وعلى رأسهم الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الذي ظلّ رغم كل التضحيات مصراً على حفاظ الثورة لسلميتها.

فما ما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة الشيخ علي سلمان؟

_ الشيخ علي سلمان أحمد سلمان من مواليد الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر للعام 1965، في قرية البلاد القديمة.

_ في العام 1984، أكمل دراسته الأكاديمية باختصاص الرياضيات، في جامعة الملك فيصل بمدينة الدمام لمدة 3 سنوات.

_ بعد ذلك في العام 1987، هاجر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران لبدء مسار دراسة العلوم الإسلامية، في الحوزة العلمية بقم. ثم عاد الى بلاده في العام 1993، والتزم حينها بإمامة الصلاة في جامع الإمام الصادق بمنطقة الدراز، نيابةً عن الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي سافر وقتذاك إلى قم لمواصلة مسيرته العلمية. وبعد عودة المرجع الشيخ قاسم من قم، التزم الشيخ سلمان إمامة الصلاة في مسجد الصادق عليه السلام بمنطقة القفول بالعاصمة المنامة.

نشاطه السياسي

_ كانت بداية تشكل وعي الشيخ السياسي، بل والمنعطف الأساسي في حياته، في الـ 11 من شهر محرم عام 1985، عندما قامت قوات مكافحة الشغب بمحاصرة قرية الدّراز(التي يقطنها المرجع الشيخ عيسى القاسم)، وفرضت حظر تجوال لمسيرات المواكب الحسينية المتجهة الى مقره، مستخدمةً خلال عمليات القمع الغاز المسيل للدموع لتفريق المواكب، ومن ثم اعتقال بعض المشاركين.

_ شارك في العديد من فعاليات المعارضة، مثل التوقيع على العريضة النخبوية في العام 1992، وتبني العريضة الشعبية في منتصف العام 1994.

_ قامت أجهزة أمن السلطة باعتقاله أكثر من مرة، بين عامي 1993 و1994. ومن ثم تمّ إبعاده لدولة الإمارات في العام 1995، التي انتقل منها الى العاصمة البريطانية لندن.

وفي العام 2001، عاد إلى وطنه بعد طرح الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمشروع ميثاق العمل الوطني، الذي إدعى الملك من خلاله، توجهه لإحداث تغيرات جذرية في منهج العمل والأداء، وتحديث سلطة الدولة ومؤسساتها، تنفيذاً لرغبته وتطلعات شعب البحرين.

_ في نفس العام، أسس الشيخ سلمان جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وتولى مسؤولية الأمانة العامة فيها، وقرر المشاركة في العملية السياسية والانتخابات في العام 2006، من خلال الترشح عن الدائرة الأولى للمحافظة الشمالية، والتي فاز فيها فأصبح نائباً في مجلس النواب.

_ بعد اندلاع الثورة البحرينية، دعى الشيخ سلمان، إلى عدم استعمال العنف كوسيلة، بل الحفاظ على سلمية المظاهرات، داعياً السلطات للسماح للشعب بإعطاء رأيه ضمن حرية التعبير التي يكفلها الدستور وعدم قمع المتظاهرين السلميين.

حتى أن جمعية الوفاق قد أعلنت، بأن شعار إسقاط النظام لا يمثلها، بل هي تطالب بإصلاح سياسي وتعديل الدستور وإعطاء صلاحيات إضافية للبرلمان، وجعل الشعب مصدر السلطات بدلاً من تفرد العائلة الحاكمة بالسلطة.

_واعتبر الشيخ سلمان دخول قوات درع الجزيرة للبحرين خطأ استراتيجيا، أدى لإعطاء الأزمة بعداً إقليميا بل وزاد من تعقيداتها. فقام بتوجيه الدعوة لدول الخليج بأن تكون جزءا من الحل، وليس جزءاً من المشكلة.

_ وبعد تعثر جهود جمعية الوفاق بوقف عمليات قتل المواطنين، على ايدي أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية، أعلنت الكتلة النيابية التابعة لها الانسحاب من المجلس النيابي ومقاطعة أي انتخابات مقبلة.

ومنذ ذلك الوقت أصبح الشيخ سلمان، أبرز قادة الحراك المعارض، إلى حين اعتقاله صباح يوم الـ 28 من كانون الأول/ ديسمبر للعام 2014.

_ شهر كانون الثاني / يناير من العام 2019، أصدر القضاء البحريني حكماً بالسجن المؤبّد على الشيخ علي سلمان، ذاكراً بأنه حكم نهائي ولا يجوز استئنافه، بتهمة "التخابر مع دولة قطر".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور