الخميس 17 آذار , 2022 03:13

راشيل كوري: حقوقية أمريكية قتلتها "اسرائيل" في غزة!

الحقوقية الأمريكية راشيل كوري

راشيل كوري، مناضلة حقوقية أمريكية، ولدت في في أولمبيا بولاية واشنطن عام 1979، التحقت بحركة "التضامن الدولية" (ISM) التي تدعم القضية الفلسطينية، وذهبت الى فلسطين المحتلّة في إطار عملها على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أمام اعتداءات كيان الاحتلال.

شاركت في الكثير من الفعاليات وبثّت الرسائل المصوّرة التي شرحت من خلالها أمام الرأي العام مختلف انتهاكات جيش الاحتلال. وفي إحدى رسائها قالت كوري " أحيانا كنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس وأنا أدرك تماما أن الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة تحاصرنا وتحاول قتل هؤلاء الفلسطينيين الذين أجلس معهم". كما عُرفت باستنكارها لقتل الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال.

جرافة الاحتلال تقتل كوري

بتاريخ 16 آذار من العام 2003  انتقلت كوري الى غزّة، وتحديداً الى مدينة رفح جنوب القطاع، وأثناء وجودها هناك انضمت إلى مجموعة من حوالي ثمانية ناشطين في حركة التضامن وحاولت التصدي لإقدام جيش الاحتلال على هدم المنازل الفلسطينية.

وقفت كوري أمام الجرافات لتجعل من نفسها درعا بشرياً وهي تمسك بيدها مكبر للصوت كي يسمعها الجنود الإسرائيليون، الا أن جرافة الاحتلال أسقط عليها الرمل وداست على جسدها ذهاباً وإياباً. عمل أصدقاؤها على انتشال جسدها لكنها كانت قد فارقت الحياة بعد أن تهشّمت كامل عظامها عن عمر يناهز الـ23 عاماً!  

الاحتلال يزوّر الحقيقة

عمد الاحتلال الى طمس الحقيقة في قضيتها - كما في كل القضايا الفلسطينية - حيث زعم تحقيق جيش الاحتلال أن أن الوفاة كانت حادثًا، وأن سائق الجرافة – جندياً في الجيش - لم يستطع رؤية كوري بسبب محدودية الرؤية من موقعه.

طعنت منظمتي العفو الدولية وحقوق الانسان بالتحقيق، وفي العام 2005 تقدّم والدا كوري بدعوى قضائية ضد الكيان الاسرائيلي، واتهموه بعدم إجراء تحقيق كامل وموثوق، كما اتهموا الجنود بقتل كوري عمدًا، لكن محكمة الاحتلال رفضت تلك الدعوى في آب / أغسطس2012 وبقيت متمسكة بالادعاءات الأولى وفي محاولة جديدة للاستئناف ضد هذا الحكم عام 2014 رفضت محكمة الاحتلال العليا الاستئناف.

كوري رمز فلسطيني

شكّلت كوري رمزاً فلسطينياً، فبعد وفاتها مباشرة انتشرت لافتات في رفح تشيد بنضالها وقد كتب عليها "كانت راشيل مواطنة أمريكية بدماء فلسطينية"، ونُظّم لها جنازة على غرار جنائز الشهداء الفلسطينيين. كما تم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية.

كذلك في العام 2008 احتفل والداها بذكرى رحيلها في مدينة نابلس في الضفة الغربية وحضر أكثر من 150 فلسطيني وأجنبي لوضع نصب تذكاري لها في أحد الشوارع، تخليدًا لذكراها وتنديدًا بمقتلها على يد قوات الاحتلال.

تابع والدها مسيرتها في محاولة لتعزيز السلام والوعي بقضية الفلسطينيين من خلال تأسيسه "مؤسسة راشيل كوري من أجل السلام والعدل". وكان رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات قد منح والدي كوري قلادة "بيت لحم 2000″، وهو وسام فلسطيني رفيع يمنح عادة لرؤساء الدول وكبار الشخصيات. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور