الخميس 21 نيسان , 2022 05:36

كيف تؤثر "القائمة العربية الموحدة" في إسقاط حكومة بنيت؟

أعضاء "القائمة العربية الموحدة"

على غرار ما يعصف بحكومة الائتلاف الحالية (بنيت – لابيد) من تهديدات خارجية قد تؤدي بها نحو التفكّك، فان المشاكل الداخلية من التحالفات غير المنسجمة، الى تراشق التّهم في كل حدث بين مكوناتها والانتقادات اللاذعة التي تتعرّض لها، والى استقالة عضو الكنيست ايديت سيلمان (من حزب "يمينيا") التي أفقدتها الأكثرية، وتلويح أعضاء آخرين بالاستقالة أيضاً وسط تحريض مستمر لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، وصولاً اليوم الى تعليق "القائمة العربية الموحدة" عضويتها في الكنيست وهي التي تشكّل أحد الأطراف التي يتمسّك بها رئيس الوزراء الحالي نفتالي بنيت للإبقاء على الحكومة.  

كيف تؤثر القائمة العربية الموحدة على تشكيل أو إسقاط حكومة الاحتلال

تجد القائمة العربية الموحدة نفسها اليوم في مأزق شعبي، نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين والمرابطين، وأي موقف عكس التيار الشعبي في هذه القضية سيؤثر عليهم انتخابيًا، فذهبوا إلى تسجيل "موقف" عبر تعليق نشاطهم في "الكنيست". ذلك أن القائمة العربية الموحدة هي أحد مكونات الائتلاف الحاكم في الكيان المؤقت، وانسحابها يؤدي الى تغيّر الموازين والنتائج بسبب مقاعدها النيابية، واليوم بنيت في مأزق، حيث لا يزال هناك مقعد واحد فقط يفصل الائتلاف عن التعثر تشريعياً أو حتى الإطاحة الكاملة بحكومته، وإذا انسحبت القائمة العربية فإن سقوط الحكومة سيكون حتمياً.

أمّا بالنسبة لدعم القائمة العربية المشتركة لنتنياهو الذي يسعى لزعزعة استقرار الحكومة الحالية طمعاً بالعودة الى رئاسة الوزراء، فقد صرّح رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة قائلاً: "إذا كان هناك من يعتقد أننا سنتشارك مع نتنياهو في تصويت بنّاء على حجب الثقة - فهذا مستحيل".

وفي شهر تموز 2021، هددت القائمة العربية الموحدة بإسقاط حكومة بينيت وحرمانه من الأغلبية في "الكنيست"، على خلفية إقرار مشاريع الموازنة.

ما هي "القائم العربية الموحدة"

تعتبر القائمة العربية الموحدة الذراع السياسية للحركة الإسلامية التي تشارك في الانتخابات الإسرائيلية العامة، والمعروفة باسم الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي). خاضت القائمة الموحدة الانتخابات منذ عام 1996 عندما حدث الانشقاق في الحركة الإسلامية في أراضي 1948، بين تيار يؤيد الدخول للكنيست برئاسة الشيخ عبد الله نمر درويش (توفي عام 2017)، وتيار يعارض المشاركة في الكنيست برئاسة الشيخ رائد صلاح. عُرف التيار المعارض باسم الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي)، وحظرته قانونيًّا الحكومة الإسرائيلية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد ملاحقات رئيسه الشيخ صلاح، إثر مواقفه الداعية لحماية المسجد الأقصى، منذ انتفاضة الأقصى عام 2000. وفي الكنيست الـ 24 الحالي تحظى هذه القائمة بزعامة منصور عباس بـ 4 مقاعد.

الخلفية والتشكيل

في عام 2015 تشكلت "القائمة المشتركة" من الأحزاب الفاعلة في صفوف المجتمع العربي الفلسطيني في الكيان، وكانت القائمة الموحدة إحدى مركباتها الأربعة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة/ الحزب الشيوعي الإسرائيلي، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة العربية للتغيير، والقائمة العربية الموحدة). وفي الانتخابات الإسرائيلية العامة في أبريل/نيسان 2019، انقسمت القائمة المشتركة إلى قائمتين، واحدة كانت بتحالف الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير وحصلت على ستة مقاعد، والثانية بتحالف التجمع الوطني والقائمة الموحدة وحصلت على أربعة مقاعد. وفي جولتي الانتخابات التاليتين في سبتمبر/أيلول 2019 ومارس/آذار 2020، عادت القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة وخاضت الدورتين المذكورتين وحققت في انتخابات 2020 إنجازًا كبيرًا بحصولها على 15 مقعدًا، ما أهلّها لتكون القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي السابق.

بعد انتخابات 2020 قررت القائمة المشتركة دعم رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، المكلف وقتها بمهمة تأليف الحكومة الإسرائيلية، ولكن غانتس رفض تأليف حكومة بالاعتماد على القائمة المشتركة، وأقام حكومة بالتحالف مع زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، إثر ذلك ظهرت بوادر خلاف في القائمة المشتركة، وعشية الانتخابات الأخيرة التي جرت في آذار/مارس 2021، قررت القائمة الموحدة الانشقاق عن القائمة المشتركة، وخاضت الانتخابات بشكل منفصل وحصلت فيها على أربعة مقاعد، في حين ظلت القائمة المشتركة بمركباتها الثلاثة الأخرى وحصلت على ستة مقاعد.

الأيديولوجيا:

تدعي هذه القائمة مجموعة من العناوين:

_ مبدأ "سلام عادل"، وحل الدولتين.

_ "إسرائيل دولة لكل مواطنيها".

_ "عدالة" اجتماعية واقتصادية.

_ الاعتراف بعرب 48 كـ"أقلية قومية".

موقف المقاومة الفلسطينية من هذه القائمة:

صرّحت حركة حماس أن "القائمة العربية الموحّدة" لا تعبّر عن "الموقف الوطني الأصيل لشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل. إن شعبنا يعبر في كل المحطات عن التحامه في ساحات الفعل النضالي مع كل مكونات الفلسطينية ضد الاحتلال وسياسته العدوانية". 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور