السبت 07 أيار , 2022 12:54

هآرتس: "إسرائيل" لا تستطيع ضبط الشارع لو جنّدت 50 سرية

فلسطين

توازياً مع ما تشهده فلسطين المحتلة من عمليات فدائية متكررة والتي تسفر عن مقتل عدد من المستوطنين، يطفو على الواجهة الحذر الشديد الذي تتعامل به القيادة الإسرائيلية رغبة في الحفاظ على سقف مضبوط تمنع به تدهور الأوضاع والذهاب إلى التصعيد مع الفصائل الفلسطينية المقاوِمة.

صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها إلى ان "جولات العنف الدورية داخل "إسرائيل" تفرض علينا أن نستفيق من أملٍ وهمي. الجيش الإسرائيلي، حتى لو جنّد 50 سرية لتأمين الطرقات، ليس حلاً لمعالجة الانفصالية القومية".

النص المترجم:

الحرب في "حارس الأسوار" دارت في جبهتين: الأولى حيال أعمال شغب فلسطينيين مواطني "إسرائيل"، والأخرى ضد "حماس". الجبهة الداخلية تنذر بالسوء أكثر من "الحماسية". كثيرون في "إسرائيل"، بمن فيهم في الشاباك والجيش الإسرائيلي والشرطة، وخصوصاً في الإعلام، أنكروا مغزى التعصب القومي لأعمال العنف التي جرت في الشمال وفي الوسط وفي الجنوب. العرب قتلوا وجرحوا وقطعوا طرقات وأحرقوا كنس ومبانٍ سكنية، اقتلعوا رموز الدولة، ورفعوا أعلام العدو وهاجموا سيارات. ردّ الجيش الإسرائيلي: "الامتناع عن التنقل على الطرقات التي هوجمت". "بالروح بالدم"، صرخ "عرب إسرائيل"، مثلما يصرخ أخوتهم في نابلس ورام الله "نفديك يا فلسطين".

جولات العنف الدورية داخل "إسرائيل" تفرض علينا أن نستفيق من أملٍ وهمي. الجيش الإسرائيلي، حتى لو جنّد 50 سرية لتأمين الطرقات، ليس حلاً لمعالجة الانفصالية القومية. عنوان آخر، مثل "حرس وطني"، لا يوجد. الشرطة؟ عجزها التنفيذي والرؤيوي معاً خبرناه حينها ونختبره اليوم.

سنواتٌ كثيرة صدّق الجمهور اليهودي أنّه كلما تحسّن وضع الفلسطينيين في "إسرائيل" من ناحية اقتصادية وتعليمية، ستتقلص الانفصالية تبعاً لذلك، وربما تختفي. فقط يهود مشاعرهم الوطنية سطحية قادرون على تبسيط المشاعر القومية العميقة لمن خسروا كرامتهم وأرضهم. لأجل ذلك، حتى أحداث على شاكلة "يوم الأرض" القاتل في سنة 1976، والتمرد الدموي في تشرين أول/أكتوبر 2000، واضطرابات العام الماضي، لم يوقظوا الجمهور الإسرائيلي، بمن فيه قادته السياسيين والأمنيين، من الأمل الوهمي.

كلما تمكّنوا اقتصادياً، وكلما حصّلوا تعليماً، وكلما كانوا واثقين بأنفسهم أكثر، السكان الفلسطينيون في "إسرائيل" يرفعون رؤوسهم ويقسمون بأن يُزيلوا "بالروح بالدم" ما يصفونه "عار النكبة". أيضاً في هذه الصحيفة صحافيون فلسطينيون يعظون بذلك علناً. ولا نصدّقهم، مثلما أننا لم نصدّق عرفات، ومثلما أننا لم نصدّق نصر الله والسنوار وخامنئي، ومثلما أننا لم نصدّق المفتي قبل 85 سنة.

"استيقظي"، كتب الشاعر ليفين كيبنيس في سنة 1917، "استيقظي، استيقظي يا إسرائيل".


المصدر: هآرتس




روزنامة المحور