الإثنين 16 أيار , 2022 05:25

يديعوت أحرنوت: مهاجمة جنازة أبو عاقلة كان غباءً!

جنازة الشهيد شيرين ابو عاقلة

لم يشاهد العالم فقط الانتهاك المتعمّد لجيش الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين عبر قتله الصحفية شيرين أبو عاقلة، بل شاهد أيضاً، بالبث المباشر، اعتداء شرطة الاحتلال على جنازتها وعلى المشيعين الفلسطينيين بالضرب ومحاولة قمع هذا العرس الوطني في القدس المحتلة.

ما أقدم عليه الاحتلال اعتبره الكاتب الإسرائيلي ايتامار ايخنار في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية "غباء فقط" منتقداً "ما المنطق في خوض معركة كهذه وكأن الحديث يدورعن تهديد وجودي على دولة إسرائيل" وأشار الى أن "أفراد الشرطة الذين هاجموا بالهراوات حملة نعش ابو عاقلة ضربوا ايضا ما تبقى من شرعية دولية لنا".

النص المترجم:

مشاهد أفراد الشرطة يضربون بالهراوات المشاركين في جنازة الصحافية شيرين ابو عاقلة هي عملية مضادة اعلامية وسياسية بالنسبة لإسرائيل. المرة تلو الاخرى نقع في الفخ الذي يعده لنا الفلسطينيون. في حدث موت ابو عاقلة نجحت اسرائيل في تقزيم الاضرار في أنها شككت فيمن قتلها حقا: مسلحون فلسطينيون أم جنود في الجيش الاسرائيلي. أما هنا فلم يكن مكان للشك؛ غباء فقط. سفير الولايات المتحدة في اسرائيل توم نايدز طلب ان تكون جنازة الصحافية، التي هي ايضا مواطنة امريكية، محترمة. الشبان الفلسطينيون خرقوها – وعندها انقض افراد الشرطة عليهم بالهراوات الشرطة محقة: كان هناك رشق حجارة وزجاجات، ولكن ايضا كان هناك صحافيون وطواقم اعلامية من كل العالم بثوا الجنازة بالبث الحي والمباشر. هذا بالضبط ما أراده المشاغبون الفلسطينيون – أن تهاجم الشرطة نعش ابو عاقلة ووسائل الاعلام العالمية ترى من المعتدي ومن الضحية.

غُمرت الشبكة في نهاية الاسبوع بتنديدات حادة لإسرائيل: وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن، سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ليندا توماس غرينفلد، وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيف بورل، مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط ثور فينسلند، وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي الذي لا يفوت فرصة للتشهير بإسرائيل، وهذه المرة كان له، لأسفنا، ما يبرر ذلك. بسبب الجنازة حتى الرئيس الامريكي جو بايدن تطرق لأول مرة لقضية وفاة ابو عاقلة وقال ان "الاحداث واجبة التحقيق". وجاءت الذروة بالبيان الصحفي لمجلس الامن مع شجب حاد لوفاتها والدعوة لتحقيق شفاف. مذهل، لكن مجلس الامن نجح في خلق اجماع بين الولايات المتحدة، روسيا والصين. افراد الشرطة الذين هاجموا بالهراوات حملة نعش ابو عاقلة ضربوا ايضا ما تبقى من شرعية دولية لنا.

متى سيفهمون في القيادة الاسرائيلية بأنه لا يجب أن نكون محقين جدا. فلماذا لا نكون حكماء قليلا ايضا؟ مسؤولون في القدس شرحوا بأن الجنازة كانت مسيحية والمسلمون سيحاولون السيطرة عليها. في كل وضع آخر، كما ادعوا، ما كانت الشرطة لتتدخل. لكن هذا بالضبط هو الموضوع: ابو عاقلة هي ايقونة فلسطينية. كان واضحا أن المسلمين سيأتون الى جنازتها. كان واضحا أنهم سيرفعون اعلام فلسطين وسيحاولون تحويل الحدث الى مظاهرة وطنية. فما المنطق في خوض معركة كهذه وكأن الحديث يدورعن تهديد وجودي على دولة اسرائيل.

كان من الصواب احتواء الحدث. فليرفعوا اعلام فلسطين. ليس لطيفا، لا بأس. الضرر الذي لحق بالمواجهة مع المشاغبين (الفلسطينيين) تبين كأخطر بكثير.

أين كان وزير الامن الداخلي بار ليف؟ ليس واضحا. هل كان ينبغي لرئيس الوزراء بينت أو وزير الخارجية لبيد أن يديرا الحدث في الزمن الحقيقي؟ يحتمل. مسؤول اسرائيلي قال انه سيكون فحص مرتب. الفحص هو امر هام، لكن كان يمكن الامتناع عنه مسبقاً. محافل الاعلام اعدت الشرطة للحدث القابل للتفجر، حذروها من المضاعفات، لكن هذا لم يكن كافيا.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: ايتامار ايخنار




روزنامة المحور