الجمعة 20 أيار , 2022 12:39

وحدة المشاة في السرايا...أسباب تمنع الاحتلال من المعركة البرية!

جيش الاحتلال

خلال معركة "سيف القدس" في أيار / مايو قدّمت المقاومة الفلسطينية نموذج مواجهة متكاملة الأركان. فكانت إمكاناتها العسكرية قادرة على تغطية المعركة لأشهر، كما كانت على جهوزية لصدّ أي أشكال من هجمات الاحتلال. ومن بينها تهديد الكيان المؤقت بالاجتياح البري لقطاع غزّة بعد ارتباك جبهته الداخلية من كثافة إطلاق المقاومة للصواريخ التي استهدفت المستوطنات وأخرجت المرافق الحيوية للاحتلال عن الخدمة.

وحدة المشاة في سرايا القدس

خرج الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" في رسالة قال فيها للكيان أنه "إذا فكّرت بالمعركة البرية فهذا سيكون بالنسبة لنا أقصر الطرق الى النصر الواضح الأكيد، وسنريك كيف نحاكي وننفّذ مناوراتنا البرية واقعاً".  فللسرايا ضمن تشكيلاتها العسكرية وحدة المشاة أو "قوات المشاة" التي تتولّى مهمة العمل البري حيث تعرّفها المصادر الفلسطينية الخاصة لموقع "الخنادق" بأنها "أحد وحدات سرايا القدس للتعامل مع الاسلحة المباشرة ميدانياً من خلال المواجهة بالرؤية للقوات المعادية حيث يكون جندي المشاة مجهزاً للتعامل مع العتاد العسكري الخفيف والمتوسط أو ما يسمى بالسلاح ذات الفُريضة والشُعيرة. وتنقسم قوات المشاة الى فرق وعقد ومجموعات وفصائل وسرايا ومحاور يبلغ عدد المقاتلين في المجموعة القتالية 7 مقاتلين تتوزع على الشكل الآتي: مقاتلان للهندسة، مقاتلان للتعامل مع السلاح الخفيف، ومقاتل للتعامل مع سلاح الدروع المحمول على الكتف ("ار بي جي") بالإضافة الى مقاتل للتعامل مع السلاح المتوسط (البيكا)".

الاحتلال لا يملك قدرة الاجتياح البري!

في المقابل، لا تعدّ المعركة البرية جولة سهلة ومضمونة النتائج بالنسبة للكيان حيث أن عدّة أسباب حالت دون اجتياح قوات الاحتلال البرية لغزّة، يلخّصها الخبير في الشأن الإسرائيلي حسن لافي في حديثه مع موقع "الخنادق":

_ الخشية من الخسائر البشرية في الجنود خاصة بعد تجربة الحرب عام 2014 في بيت حانون ورفح وخانيونس، حيث أثبتت المقاومة أن لديها القدرة على تكبيد الاحتلال الخسائر.

_ تطوّر القوة الصاروخية للمقاومة وتعدّد مدياتها تسلب التوغّل البري الى جزء من غزّة - مسافة من 7 الى10 كيلومترات - هدفه العملي حيث أنه لن يحيّد هذه الصواريخ عن الجبهة الداخلية.

_ في موضوع الانفاق الهجومية التي بسببها أدخل الاحتلال جنوده عام 2014 الى القطاع، يدرك الاحتلال أن الجدار تحت أرضي الذي بناه لم ينجح في منع القوة الهجومية للأنفاق، وبالتالي يستنج أن منظومة الانفاق الداخلية للمقاومة قوية وقادرة، وحال دخول قواته الى عمق غزّة ستكون لقمة سهلة لقوات المقاومة البرية.

_ تفاجأ الاحتلال بكثافة النيران التي تعرّضت لها الجبهة الداخلية ولم يشهدها من قبل، ما كان سبباً في تراجعه عن فكرة الدخول البري لعدم إطالة أمد المعركة وزيادة المقاومة من بنك أهدافها.

ويشرح "لافي" أن "إسرائيل" اليوم، أمام عدم قدرتها على الدخول البري، تبحث عن طرق أخرى لتحقيق "النصر" كما يدعي رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أو أن يكون الاجتياح البري محدود بشكل لا يؤثر على حجم الخسائر البشرية والمادية. والمقاومة تعلّمت خلال أكثر من 16 عاماً من الحروب شبه النظامية مع الاحتلال كيف تستخدم سلاح البر الذي يعتبر ميزة خاصة لديها، حيث أن المجاهد الفلسطيني يقاتل في أرضه وجغرافيّته التي يدركها وبالتالي لديه قدرة على ضبط الميدان والأهم من ذلك البعد الأمني حيث أن غزّة جبهة مصطفة حول المقاومة.  فيصبح الاحتلال أمام مقامرة اذ ما اتخذ قرار الاجتياح البرّي الذي لن يتمكّن من تحمّل تكلفته.   

التكامل بين الوحدات: القوة الجوية حاضرة أيضاً

كشفت سرايا القدس، في إطار ما تنشره لأول مرة لمناسبة الذكرى السنوية الأولى للانتصار في "سيف القدس"، مشاهد صوّرتها طائرتها المسيرة التي أطلقتها لتبيّن ادعاءات الاحتلال حول تهديده بالاجتياح البري للقطاع حيث لم تسجّل المسيرة أيّ تحشيدات لجيش الاحتلال عند الخط الفاصل، وكانت المسيرة قد عادت الى قواعدها بسلام بعد إتمام مهمتها.  

كان الاحتلال قد أقدم على مناورة خلال المعركة لإيهام المقاومة بالاجتياح البري تحت اسم "مترو الأنفاق" وتدمير قوة النخبة البرية للمقاومة داخل الأنفاق وتم استخدام أكثر من 130 طائرة في هذه العملية، لكنّ صحيفة "معاريف" العبرية كانت قد كشفت أن " تقرر إلغاء استكمال الهجوم كما هو مجدول له بعد إدراك ضباط الجيش فشل العملية"، فيما رفض المتحدث باسم الجيش الاحتلال تأكيد أو نفي أخبار الصحيفة.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور