الجمعة 20 أيار , 2022 03:51

هل يكون اختيار ولي العهد أول تحدٍّ أمام بن زايد؟

محمد بن زايد

بعيد وفاة رئيس الامارات خليفة بن زايد آل نهيان، وتولي أخيه محمد مقاليد الحكم، برزت إشكالية اختيار ولي العهد بعدما تمت مسألة "انتخاب" الأخير دون أي منافسة او تأويل. حيث يرى مراقبون بأن الرئيس الجديد يواجه خيار الوريث، في وقت يتوقع فيه أن يعين ابنه كخليفة له".

 صحيفة "فايننشال تايمز" اشارت في مقال له إلى انه "في الوقت الذي تدفق فيه قادة العالم على الإمارات لتقديم التعازي بوفاة حاكمها الشيخ خليفة، فقد ضجت المحافل الدبلوماسية بالتكهنات حول قيام خليفة الرئيس الراحل بكسر التقاليد المعمول بها وتعيين نجله ولياً للعهد بدلاً من أحد أشقائه".

ويؤكد كاتب التقرير وهو مراسل الصحيفة في دبي، سايمون كير، ان "ترشيح ولي للعهد يستخدم كإشارة على استقرار في أبو ظبي، الإمارة الغنية بالنفط والتي تقود الدولة ويتمتع حاكمها بقوة وتأثير في المشاورات بين أشقائه وإخوته وبقية العشائر القوية. كما تلعب الإمارات وبشكل متزايد دوراً مؤثراً في الشرق الأوسط. وقبل عقدين أشار مؤسس الإمارات زايد والد الشيخ خليفة والشيخ محمد وبقية المسؤولين المؤثرين إلى أن الحكم يجب أن يتداوله أبناؤه. وهناك الكثيرون يتوقعون من الحاكم القوي البالغ من العمر 61 عاماً، ان يختار ابنه خالد. وتقول سينزيا بيانكو، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هناك مظاهر قلق من رغبة محمد بن زايد بإنشاء عائلته الحاكمة واختيار خالد. وسيكون تحولاً كبيراً في ديناميات السلطة التقليدية في الإمارات...محمد بن زايد يقوم بعملية مركزة أصلاً، ولكن هذه مركزة بشكل مفرط".

"وكوَلي للعهد على مدى الـ18 عاماً الماضية عمل محمد بن زايد على تحويل أبو ظبي وإعادة ترتيب الحكم المحلي وتنويع الاقتصاد، وتحضيرها لمرحلة ما بعد النفط. وقام بقمع المعارضة المحلية وتدخل في نزاعات من ليبيا إلى اليمن بزعم منع الإسلام السياسي من تعزيز مكاسبه في مرحلة ما بعد الربيع العربي. وزادت سيطرته بعدما أصيب الشيخ خليفة بجلطة دماغية عام 2014، وتقاعد من الحياة السياسية. ومنذ ذلك الوقت، أشرفت العائلة الحاكمة على تغييرات محلية جذرية وعملت على علمنة المجتمع ومزقت قواعد اللعبة السياسية بالمنطقة من خلال تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، حسب ما اشارت الصحيفة التي تابعت القول "ونظراً لسن محمد بن زايد الشاب نسبيا فإنه قد يميل لاختيار ابنه وريثا له أكثر من أشقائه. وبحسب كريستيان أورليتشنسن، الزميل بمعهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس “من المنطقي أن يظل محمد بن زايد رئيساً لمدة عقدين تقريباً، لكن في حال لم تساعده صحته، فحدسي أنه يريد تسمية واحد من أبنائه كولي للعهد".

ويتابع الكاتب "فابنه خالد، - 40 عاماً- تعلم في الولايات المتحدة وبدأ عمله الرسمي بالحكومة في قوات الأمن ليصبح في السنوات الأخيرة مسؤولاً عن السياسة المحلية، بما في ذلك جهاز أبو ظبي التنفيذي. وزاد تأثيره بعد تقلده في السنوات الماضية مهام بارزة في الحكومة.

ولو قرر محمد بن زايد مواصلة التقاليد العائلية واختار واحداً من أشقائه، فالمرشح الأبرز هو مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد. ولعب طحنون دوراً بارزاً في التدخلات الإقليمية بالعقد الماضي بما فيها الحرب في اليمن. وأقام في الوقت نفسه علاقات قريبة مع أجهزة الأمن الغربية الحليفة وتولى ملفات دبلوماسية حساسة تتعلق بالعلاقة مع تركيا وإيران مثلاً. ويشرف طحنون على أعمدة اقتصاد أبو ظبي منها الشركة القابضة "إي دي كيو" وأكبر مصرف حكومي "أف إي بي". ولديه مصالح تجارية خاصة وواسعة بما فيها مجموعة شركات "إي أتش سي" التي تطورت من شركة مزارع سمك لتصبح واحدة من أكبر شركات ابو ظبي بمصالح متعددة وعمليات استحواذ.

وهناك شقيق آخر مرشح وهو الشيخ منصور، نائب رئيس الوزراء ومالك نادي مانشستر سيتي البريطاني ومصالح تجارية أخرى. لكنه ارتبط بفضيحة مالية تتعلق بالشركة الماليزية (1أم دي بي). ومن المرشحين أيضاً الشيخ هزاع والذي تم الحديث عنه كولي عهد في المستقبل ومن سنوات طويلة.

 ولا توجد إجراءات لتعيين ولي للعهد، فقد اختار الشيخ زايد الشيخ خليفة كنائب له عام 1966 وعين قبل وفاته الشيخ محمد بن زايد كنائب لخليفة. ويرى عدد من المراقبين أن الإعلان عن ولي العهد الجديد سيتأخر لحين انتهاء مدة الحداد وهي 40 يوماً. ويقول الزميل المشارك بجمعية هنري جاكسون، كريستوفر دافيدسون، إن قوة محمد بن زايد تعطيه الحرية للتحرك "غداً أو بعد عام ولكنه قد ينتظر حتى ينجلي الغبار" ويعطي وقتاً من أجل تقوية صورة ابنه في الإعلام. وربما اتبع محمد بن زايد مثال والده بتعيين شقيقه طحنون وليا للعهد وابنه كنائب لولي العهد، بحيث يعطي ابنه وقتاً لكي يتعلم ويكبر في الدور. وقالت بيانكو: "يفكرون في عدة خيارات، واحد هو ولي العهد بحكم الواقع وهذا خيار يحظى بدعم لأنه لا يوجد مرشح مجمع عليه"، وفق ما ذكرت الصحيفة.


المصدر: فايننشال تايمز

الكاتب: سايمون كير




روزنامة المحور