الخميس 09 حزيران , 2022 03:50

معهد ترومان اليهودي: عدائية كبيرة للعرب والفلسطينيين

معهد ترومان اليهودي

تأسس معهد "ترومان لدراسات الوفاق والسلام" عام 1967 في إطار الجامعة العبرية، وعقد أول مؤتمر دراسي له في العام 1970، حيث خصّص المؤتمر لدراسات أفكار وطروحات الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان، تقديراً – على ما يبدو – لدوره وموقفه في خدمة الصهيونية والكيان المؤقت.  تعاطى المعهد منذ تأسيسه بحثياً مع موضوعات متفرقة ذات مضامين وأبعادج محلية وإقليمية ودولية.

يقرّر سياسة المعهد وعمله مجلس جامعي ومجلس مراقبين، مهمة المجلس الجامعي تعيين الحقول الدائمة والمؤقتة لنشاطات المعهد الأكاديمية والموافقة على مقترحات الأبحاث والتقارير المتعلقة بها، بينما يوافق مجلس المراقبين على حقول النشاط التي يوصي بها مجلس الجامعة، ويقدّم توصيات بشأن العمل في حقول جديدة، يقرّر الموازنة السنوية والتقرير المالي، ويراجع تقرير المعهد السنوي ويقرُّه.

من الشخصيات البارزة التي عملت في معهد ترومان، خبير شؤون العالم الثالث هارولد شيفيرين، وقد شغل منصب رئيس المعهد. وماكس كامبلمن، رئيس مجلس إدارة المعهد، وسيمحا دينتس (نائب رئيس الجامعة العبرية). كما يشغل البروفسور إسحاق رايتر منصب باحث كبير في المعهد، يختص في علوم الشرق الأوسط. ويرأس هيئة الأبحاث ورئيس قسم دراسات أرض "إسرائيل" في كلية اشكلون الأكاديمية. واهتم رايتر بالصراعات على الأماكن المقدسة، وفي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وعرب إسرائيل، والسياسة في الشرق الوسط والشريعة الإسلامية وينشط في الحوار اليهودي العربي في "إسرائيل" وفي محادثات السلام غير المباشرة بين الكيان المؤقت والفلسطينيين.

يرتبط معهد ترومان بعلاقة وثيقة مع الأجهزة الرسمية الإسرائيلية، كما يعقد دورات خاصة للكوادر العسكرية المختلفة، وينظّم دورات خاصة للطلاب اليهود من أميركا الشمالية.

قُسّمت المشاريع البحثية التي عالجها المعهد إلى عدة وحدات، تختص كل وحدة منها بشؤون منطقة معينة، هي: الشرق الأوسط – آسيا – إفريقيا – أميركا اللاتينية، إضافة إلى وحدة خامسة اختصت بدراسة التحديث والتنمية على الصعد العامة. كما أنشأ المعهد مركزين لجمع الوثائق الخاصة بعمل وحدتي الشرق الأوسط وآسيا، واستفاد بصورة خاصة من الاتفاقية التي عقدها مع "معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية" التابع للجامعة العبرية نفسها، حيث حوَّل "معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية" إلى معهد ترومان وثائق مهمة بهذا الشأن. كما عقد معهد ترومان اتفاقية مماثلة مع دائرة دراسات أميركا اللاتينية في الجامعة العبرية. وكان من بين نشاطاته المتنوعة الحصول على أكثر من ألفي تقرير ونشرة حول التنمية الاقتصادية والقضايا الأخرى في البلاد النامية، ووضع فهرس لمكتبة الفليسوف اليهودي مارتن بوبر، التي حصلت مكتبة المعهد عليها، والتي تضم 15 ألف مجلد تتعلق بتاريخ الأديان والحضارات والفلسفة، وغير ذلك.

وفي مجال الشؤون العربية والصراع العربي الاسرائيلي، تركزت جهود معهد ترومان على معرفة الواقع العربي، بالاستفادة من المطبوعات العربية (كتب – تقارير – نشرات – دوريات – مجلات – صحف ...) التي يتم الحصول عليها مباشرة أو بالواسطة من مصادر مختلفة. في مطلع السبعينيات كان عدد الصحف والدوريات العربية التي تصل إلى معهد ترومان نحو 40 مطبوعة، إضافة إلى صور عن مجلات الحائط التي يصدرها الطلبة العرب في البلاد العربية وغيرها. وقد قامت مكتبة المعهد بإعداد فهارس (تتضمن تعليقات وحواشي) للمواد المتوفرة لديها عن الشؤون العربية والصراع.

اعتباراً من العام 1975 نشط معهد ترومان في نشر الكتب، وتوزعت منشوراته على خمس أنواع، كل نوع منها يختص بمنطقة محدَّدة حسب أقسام (وحدات) المعهد البحثية. ومن الكتب التي أصدرها معهد ترومان "سياسات العرب الفلسطينيين" الذي حرّره موشي معوز وشارك فيه ببحث عن "المنظمات الفلسطينية والاتحاد السوفياني"، وتضمَّن هذا الكتاب دراسات لأربعة مستشرقين وباحثين إسرائيليين.

كما أصدر المعهد بحثاً كتبه ع. لانسين بعنوان "هوّيات وأشكال العصابات العربية خلال اضطرابات 1936-1939"، وبحثاً كتبه أ. باري بعنوان "الفلسطينيون تحت الحكم الأردني 1948-1967".

أجرى المعهد مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، دارسة استطلاعية احصائية حول حل الدولتين، حيث شمل الاستطلاع حوالي 2,000 بالغ – 1,200 فلسطيني من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة و802 بالغ إسرائيلي وذلك في أوائل شهر حزيران/ يونيو 2015.

ومن نشاطات المعهد دعوته الى أمسية في 17 كانون ثاني / يناير 2017 تحت عنوان "لأول مرة في إسرائيل في معهد ترومان: ممثلون عن المعارضة السورية يحضرون إلى معهد ترومان ويتحدثون مباشرة أمام الجمهور الاسرائيلي"، وبحسب الدعوة يومذاك فإنّ معارضين سوريين سيتحدثون عن "الحياة في ظل الموت، اللاجئين وإسرائيل ". وفي الأمسية تم أيضاً عبر البث المباشر، استضافة "ضبّاط ومسلحين معارضين شاركوا في المعارك السورية"، وأقيمت الأمسية في كامبوس هار هتسوفيم- الجامعة العبرية، في القدس المحتلة.

والجدير ذكره ان معهد ترومان يؤمن بعدائية كبيرة تجاه العرب والفلسطينيين على عكس ما يتضمنه عنوانه.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور