الأربعاء 13 تموز , 2022 04:57

إشكاليات تحاصر طموحات الاحتلال من زيارة بايدن

بايدن في مطار "بن غوريون"

وصل الرئيس الأمريكي الى محطته الأولى (فلسطين المحتلّة) في زيارته الأولى الى الشرق الأوسط والتي سيتم خلالها طرح العديد من الملفات. وعلى الرغم من حفاوة استقباله من قِبل المسؤولين الإسرائيليين في مطار "بن غوريون" في مدينة اللد المحتلّة ومن تصريحاته الأولى التي تعبّر عن دعمه للكيان المؤقت الا أنّ الكثير من الإشكاليات تحاصر طموحات مسؤولي الكيان من هذه الزيارة.

"الناتو العربي": مبالغة إسرائيلية

في وقت ينتظر الاحتلال من هذه الزيارة الدعم السياسي من واشنطن لتشكيل "حلف شرق أوسطي" على غرار الناتو لـ "مواجهة إيران" ويسعى الى إشراك أكبر عدد ممكن من الدول العربية المطبّعة، اعتبر محرر الشؤون العربية في صحيفة  عوديد غرانوت في صحيفة  السابقة نفسها أن "الأوساط الإسرائيلية بالغت في حديثها عن مبادرة بايدن الخاصة بتأسيس الحلف الشرق أوسطي، لأن هناك مجموعة تحديات تمنع تحقق هذا المسعى، أهمها الانشغال الأمريكي بمطالبة السعوديين بتخفيف الارتفاع المذهل في أسعار النفط عن طريق زيادة الإنتاج، مقابل ضم المملكة إلى دول عربية قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل". وأضاف أن "التطلع الإسرائيلي لإقامة نوع من التحالف الدفاعي بين الدول العربية وإسرائيل، بهدف إنتاج رد إقليمي على التهديد الإيراني، يأتي لزيادة التدخل الأمريكي النشط في الشرق الأوسط، لكن مثل هذا الحلف تحول دون تحقيقه عقبات جدية أهمها ضرورة أن تسفر جولة بايدن في المنطقة، خاصة إلى السلطة الفلسطينية، عن استئناف المفاوضات بينها وبين دولة الاحتلال، رغم أنه لا يمكن توقع أن تفتح الحكومة الانتقالية في إسرائيل مفاوضات حول حل الدولتين، في ذات الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون لمضاعفة المساعدات الأمريكية".

كما أن صحفاً عالمية وأمريكية كانت قد رأت أيضاً أن هذا الحلف بمثابة "حلمٍ لن يتحقق" نتيجة التباين في الرؤية والتعامل مع إيران بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية حتى تلك التي وقعت اتفاقيات التطبيع مع الكيان. وكانت مصر أول الخارجين من هذا الحلف.  

كذلك، فإن الولايات المتحدة لا تأخذ خطوة التعامل عسكرياً مع إيران بجدية، فقد أشارت "إسرائيل اليوم" في مقال آخر الى أنه من "المقرر أن يوقع رئيس وزراء اسرائيل يائير لبيد والرئيس الأمريكي جو بايدن على بيان إعلان القدس" وهي "وثيقة تاريخية من شأنها أن تعبر بقوة عن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل بشكل عام وعلى وجه الخصوص بأن لا تمتلك إيران أسلحة نووية على الإطلاق". الا أن هذه "الوثيقة" ستتضمّن بسحب الصحيفة مجرّد "تلميح بأن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية".

تراجع تأييد "إسرائيل" في الحزب الديموقراطي

رأت شيرا رودرمان (رئيسة رابطة تقوية العلاقات بين إسرائيل ويهود الشتات)، في مقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن "الدعم الأمريكي الموجه لإسرائيل لم يعد محل إجماع شامل في واشنطن، ولم تعد تتلقى دعمًا من الجدار إلى الجدار كما اعتدنا أن نعتبره أمرًا مفروغًا منه في سنوات وعقود سابقة، مع العلم أن هذا التراجع سيضر بشدة بإسرائيل في ضوء تفاعل الديناميات والتغيرات الجارية في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية". وتابعت أنه "من غير المعروف ما هي معدلات تراجع الدعم لإسرائيل في غضون عقد من الزمان، خاصة في ضوء تزايد الأصوات المعترضة على السياسة الإسرائيلية داخل الدوائر التقدمية المتطرفة في الحزب الديمقراطي الأمريكي تحديدا، ومع مرور الوقت تكتسب المزيد والمزيد من الدعم من قبل الشباب الأمريكيين، لكنها في حقيقة الوقت تثير ردود فعل مضادة لإسرائيل، مما قد يتسبب بحدوث انفصال لا رجعة فيه عن أقسام كبيرة من السكان الأمريكيين".

يُضاف الى كلّ ما سبق المشاكل السياسية الداخلية التي تعصف بالكيان المؤقت حالياً وخصوصاً أن زيارة بايدن تأتي في ظل حكومة تصريف أعمال ورئيس وزراء انتقالي لا يملك الصلاحيات الكافية لاتخاذ القرارات الجديّة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور