الجمعة 22 تموز , 2022 12:33

‏"يديعوت أحرنوت": انقسام في الجيش حول الرد على تهديدات حزب الله

مسيرات حزب الله فوق "كاريش"

قالت قناة "كان" العبرية نقلاً عن الاعلام اللبناني أن الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين سيزور لبنان في 31 تموز / يوليو و1 آب / أغسطس لـ "مواصلة جهوده لإيجاد حل بين إسرائيل ولبنان فيما يتعلق بالصراع البحري بين البلدين وذلك على خلفية تنامي تهديدات نصر الله". اذ يأخذ الكيان المؤقت تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بجدية وحسب الاعلام العبري، فهو معني بالتوصّل الى "اتفاق" الترسيم قبل شهر أيلول / سبتمبر المقبل.

الا أن بعض الإنذارات العسكرية التي يقوم بها الحزب كإرساله المسيّرات تشكّل نقطة انقسام في رأي أوساط الاحتلال حول طبيعة الرد عليها أو على أعمال جديدة  مع التركيز على تجنّب الخيارات التي تؤدي الى أيام من القتال، حسب ما أوضح الكاتب  الاسرائيلي يوسي يهوشع في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية. 

المقال المترجم:

إسرائيل مستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك الهجمات الإضافية للطائرات بدون طيار من قبل حزب الله. الآراء منقسمة في الجيش الإسرائيلي: في حين أن هناك من يقترح التباطؤ، هناك المزيد والمزيد من الأصوات التي تزعم أن تصعيد حزب الله يتطلب عملاً انتقاميًا.

 

تأخذ المؤسسة الأمنية على محمل الجد تهديدات زعيم حزب الله، حسن نصر الله، عقب الصراع على منصة "كارش". خلال الأيام القليلة الماضية قبل إقلاع رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى الخارج، جرت مناقشات حساسة في الموضوع بمشاركة رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي وآخرين حول خيارات سلوك الحزب المتوقع، والرد الإسرائيلي المحتمل، والذي أدى حتى الآن إلى اتخاذ إجراءات. إطلاق الطائرة. الآن تسمع أصوات أخرى تدعي أنه سيكون من الخطأ التراجع حتى لو تم إطلاق مسيّرات غير مفخخة.

 اتخذ نصر الله قراراً بالتحريض على الانتقادات من الداخل في القضايا الاقتصادية، وخاصة في مجال الطاقة، تجاه اسرائيل - وبذلك يصور نفسه على أنه المدافع عن لبنان. وشوهدت في الدولة المجاورة صور قاسية للاشتباكات على الوقود في المحطات، ويضطر المواطنون إلى البقاء بدون كهرباء لساعات طويلة. بدأ الأمر بتصريحات عدائية، وبعدها أطلق ثلاث طائرات بدون طيار مخصصة لأغراض الجمع والوعي، لكنها فشلت عندما أسقطتها طائرة مقاتلة وصواريخ صاعقة من سفينة حربية. بالإضافة إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي عن ذلك قبل أيام قليلة تم إسقاط طائرة أخرى بوسائل ناعمة.

يحاول حزب الله اتهام إسرائيل بأزمة الطاقة الشديدة في لبنان ومستعد لان يتورط في أيام قتالية. في صحيفة "الاخبار" اللبنانية المتماثلة مع حزب الله اقتبس وهو يقول: "نحن نرفع المستوى كي يخضع الامريكيون والإسرائيليون كون انهيار لبنان متواصل. إذا كان حل بعض الأشخاص في لبنان هو الخنوع فمن ناحيتنا فهذا غير مقبول باي حال من الأحوال".

أمامه عدة خيارات، من مهاجمة المنصة بطائرات بدون طيار، أو استخدام الغواصين، أو على الأرجح، كما يقدر الجيش الإسرائيلي إطلاق مسيرات لجمع المعلومات دون المخاطرة بالمس بالمدنيين.

إذا ما وقع السيناريو المعقول، فان مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي تعتقد بانه لن يكون من الصواب التردّد بإسقاطها وبل القيام بعمل انتقامي. المعضلة هي في الوجهة التي سيتم اختيارها كي لا يضطر الطرفان للانجرار الى أيام قتالية والى التدهور.

أول الخيارات يتمثل بقصف أهداف للحزب في سوريا، وثانيها مهاجمة مواقع بنية تحتية بعيدة للحزب في قلب لبنان مثل مستودعات الصواريخ غير الدقيقة، وثالثها ضرب أهداف أخرى للحزب يفضل أن تكون فارغة على الحدود الشمالية، خاصة وأن القناعة السائدة في دولة الاحتلال أن الحزب "تسلق شجرة طويلة، وسيكون من الصعب عليه النزول منها دون ردّ على إسرائيل".

لذلك هناك درجة عالية من اليقظة في جميع التشكيلات في جيش الدفاع الإسرائيلي، ويعتقد البعض أن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل من وجهة نظر نصر الله سيكون اعترافًا بكيان إسرائيلي، وهو يعارض هذه الحقيقة لأنه في رأيه أي خطوة للتطبيع سيئة. ومع ذلك، إذا تحقق تقدم في الاتفاقية (ترسيم الحدود البحرية)، فسيكون قادراً على القول إنه تم تحقيق ذلك بفضل معارضته التي لم تشمل حتى المواجهة المسلحة.

خلافا للتقرير الذي نشر في الأيام الأخيرة، يقول مسؤولون كبار في إسرائيل إنهم لا يفكرون في نقل الحفارة وهذا ليس على جدول الأعمال. إلى جانب ذلك، وكما تم توضيحه في الأيام الأخيرة على المستوى السياسي، فإن إسرائيل محقة في دفع المفاوضات بوساطة أميركية بما يعود بالنفع على لبنان أيضًا.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: يوسي يهوشع




روزنامة المحور