الجمعة 29 تموز , 2022 04:10

هآرتس: هل تنتقد "إسرائيل" جرائم حرب روسيا وهي نفسها "دولة احتلال"؟

بوتين - لابيد

وصلت العلاقة بين روسيا والكيان المؤقت الى مرحلة الانتكاسة مع تجميد موسكو نشاطات الوكالة اليهودية على أراضيها. وتواصل العلاقة في خطها الانحداري على خلفية تسلّم يائير لابيد رئاسة الحكومة في الفترة الانتقالية قبل الانتخابات المبكرة وهو المعروف بمواقفه السلبية ضد العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا. وكان قد حسم موقفه قبل بدأ العملية عندما صرّح أنّ إسرائيل ستتموضع إلى جانب حليفتها التقليدية الولايات المتحدة، إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا". وبعد العملية اتهم موسكو بـ "إيذاء السكان المدنيين عمداً" وارتكاب جرائم الحرب.

وفي هذا الإطار تنتقد صحيفة "هآرتس" العبرية مواقف لابيد التي كلّفت الكيان خسارة روسيا وذكّرته بأنه "هل مسموح لإسرائيل أن تفتح فمها ضد جرائم حرب واعمال احتلال؟ في الوقت الذي هي نفسها فيه دولة محتلة".

النص المترجم:

أحياناً ينتهي الحفل حتى عندما يظهر أنه يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية، وحتى عندما يدور الحديث عن إسرائيل التي ترقص منذ عشرات السنين رقصة الديمقراطية والعالم الحر مع ممارسة ديكتاتورية عسكرية وحشية في ساحتها الخلفية. هذه هي الطريقة التي تتلاعب فيها بين اليهودي والديمقراطي. هي أيضا تلاعبت في الاشهر الاخيرة بين روسيا والولايات المتحدة. الآن يتبين أنه لا يمكن فعل الأمرين معاً. احيانا الحفل يكون قد انتهى، وربما هذا يكون أفضل.

صحيح أن الولايات المتحدة كانت تعاني كثيرا من جانب اسرائيل، لكن روسيا لا. واشنطن تغفر لإسرائيل كل شيء، حتى عن ادارة ظهرها للغرب أثناء الازمة. لكن بعد ذلك قام يائير لبيد، بصفته وزير الخارجية، بإسماع اصوات اخرى كانت مريحة أكثر لأمريكا. روسيا استيقظت، والآن تخشى إسرائيل من غضبها، لأن تهديدات روسيا بالتحديد تبدو مثل الوعود.

الآن هناك من يدعو اسرائيل الى اتباع سياسة اخلاقية أكثر في تعاملها مع الحرب في اوكرانيا بعد فقدان روسيا. ايضا هذه دعوة اشكالية. هل يوجد لإسرائيل الحق في تقديم مواعظ اخلاقية لدولة اخرى تنتهك القانون الدولي وتتجاهل نداءات المجتمع الدولي؟ هل مسموح لإسرائيل أن تفتح فمها ضد جرائم حرب واعمال احتلال؟ بأي صلاحية اخلاقية بالضبط؟

هل اسرائيل مخولة بالمشاركة في عقوبات ضد دولة محتلة، في الوقت الذي هي نفسها فيه دولة محتلة، تعتبر أي دعوة لعقوبات كهذه ضدها لاسامية؟ حيث أن لبيد في نهاية المطاف الذي غير موقفه من الحرب في اوكرانيا هو من آباء المقاربة التي تقول بأنه مسموح لإسرائيل كل شيء، ويحظر على دول العالم انتقادها، لأن أي تدخل كهذا هو كراهية لليهود. هل سيقدم الآن المواعظ لروسيا؟ على ماذا؟ عن احتلال وجرائم حرب؟

لقد وصلنا الى حافة الهاوية وهذا يجب أن يثير تفكيرنا. اسرائيل حاولت أن تكسب من كل العوالم ونجحت في أن تفقدها كلها تقريبا. اوكرانيا وروسيا غاضبتان منها بدرجة متساوية. في الوقت الذي كشفت فيه اوروبا والولايات المتحدة عن خصائص جيدة نسبيا، اسرائيل وقفت في الجهة المقابلة. وروسيا، التي كانت تأمل في أن ترد لها اسرائيل الجميل عن السماء المفتوحة في سوريا وعن حرية نبش الوكالة اليهودية فيها، اصيبت بخيبة الأمل.


المصدر: هآرتس




روزنامة المحور