الإثنين 08 آب , 2022 05:33

يديعوت أحرنوت: الاغتيال في غزة ولبنان لا يحقق الردع

منصور - الجعبري

ظنّ جيش الاحتلال باغتياله القائدين في سرايا القدس تيسير الجعبري وخالد منصور انه سيستعيد "قوة الردع" التي فقدها في السنوات الأخيرة مع تطور قدرات المقاومة الفلسطينية ومعادلاتها، لتكشف السرايا في معركة "وحدة لساحات" مزيداً من التطور النوعي من حيث الجرأة في الرّد على العدوان والاستمرار بالمعركة بكثافة نيران غير مسبوقة سحبت صورة الإنجاز من الاحتلال.

في هذا السياق، ينتقد الكاتب الإسرائيلي عوفر شيلح في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية سياسة الاغتيال التي يتبعها الكيان معتبراً ان التجربة من اغتيال القائد في السرايا بهاء أبو العطا والقائد في كتائب القسام أحمد الجعبري كما اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي، "أثرها في الردع محدود ولا معنى لها".

المقال المترجم:

إسرائيل تقود حملة عقابية ضد حركة الجهاد الإسلامي، ومع ذلك من المشكوك فيه، أن يكون ثمة شخص ذو تجربة في إسرائيل يتوقع أي تغيير كنتيجة لتصفية القيادي في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري. فقبل أقل من ثلاث سنوات قتل في الظروف نفسها سلفه بهاء أبو العطا واعتقدوا في حينه أن إزاحته ستغير الأمور، ومثلما نرى في هذه الأيام، فإنه كان للعملية أثر ردع محدود جدا على الجهاد الاسلامي، وبدأ التأثير طفيفاً عليها.  

وينطبق الشيء نفسه على اغتيال "رئيس أركان حماس" أحمد الجعبري قبل عشر سنوات، وسلفه صلاح شهداء (بعد عشر سنوات أخرى)، وقبل عقد من الزمن على مقتل الأمين العام لحزب الله عباس موسوي؛ احتفل خليفته، حسن نصر الله، بمرور 30 ​​عامًا على توليه المنصب هذا العام. هذا لأن قتل الناس هو وسيلة لها معنى في سياق السياسة فقط.

ليس لإسرائيل سياسة واضحة في التعامل مع غزة، هذا صحيح وهي تسعى من أجل تحقيق الهدوء بكل ثمن، مع دفن خيار الدولة الفلسطينية. ونتيجة البحث عن الهدوء بكل بثمن تقريب، تقع إسرائيل تحت تأثير تنظيم صغير له القدرة على أن يشغل إسرائيل ويملي ردود فعلها

سلوك إسرائيل مع غزة يثبت للفلسطينيين المرة تلو الأخرى، أن المقاومة العنيفة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق شيء ما؛ ولدى بنيامين نتنياهو كانت هذه سياسة شبه معلنة، والحكومة اليوم تواصل طريق نتنياهو.

ما هي السياسة الأخرى فيما يتعلق بغزة؟ الاستفادة من العلاقات مع دول المنطقة لتصميم بديل لسكان غزة، لدق إسفين بينهم وبين المنظمات (حركات المقاومة) التي تسيطر على حياتهم، وربط هذا البديل بالسلطة الفلسطينية، من أجل تنقذنا من الانزلاق إلى دولة ثنائية القومية.

تقديم خطة بعيدة المدى تشمل ميناء وتنمية اقتصادية تكون فيها مصر والسعودية ودول الخليج شريكة، تمر من خلال مؤسسات السلطة الفلسطينية وشعبها. لإظهار لأهل غزة أن لديهم حياة مختلفة، بما في ذلك درجة من الاستقلال والحرية، ومن يمنعهم من ذلك هم حماس والجهاد.

بدون مثل هذه السياسة، محكوم علينا بجولة أخرى تتلوها جولة وجولة، وسيستمر الحديث عن إنجازات عملياتية وتحكم استخباري لا يقدمان أي شيء، بل سندخل بسنوات أخرى من المعاناة والمخاوف للمستوطنين في غلاف غزة، ومئات آلاف الإسرائيليين الذين يدفعون الثمن الحقيقي للشلل.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: عوفر شيلح




روزنامة المحور