الإثنين 26 أيلول , 2022 12:38

الشهيد غضنفر ركن آبادي: سفير لبنان والمقاومة الى إيران

الشهيد السفير غضنفر ركن آبادي

في مثل هذه الأيام منذ 7 سنوات، أدى تدافع الحجاج في مدينة منى، بسبب إهمال السلطات السعودية وتقصيرها، إلى استشهاد أكثر من 2121 منهم، ومن بينهم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق في لبنان الشهيد غضنفر ركن آبادي، الذي كان من أبرز من تولى مهام تمثيل بلاده في بلد المقاومة، والذي استطاع أن يترك بصمةً مميزةً لدى الكثير من اللبنانيين.

فما هي أهم وأبرز المحطات في حياة ومسيرة الشهيد السفير ركن آبادي؟

_ من مواليد الـ 21 من آذار / مارس العام 1966، لعائلة ضمت 4 أبناء و4 بنات، كان غضنفر ركن أبادي أكبرهم. ومنذ طفولته كان مهتمًا بدراسة الشعائر الدينية.

_ وبينما كان يبلغ من العمر حوالي 12 عاما فقط، شارك في المسيرات والمظاهرات المتعلقة بالثورة الإسلامية. وبعد انتصارها وهجوم نظام صدام حسين على الجمهورية الإسلامية، سرعان ما لبّى ركن آبادي واجب الدفاع عنها، ملتحقاً في جبهات الدفاع المقدس وهو في عمر لم يتجاوز الـ 15 عاماً، واستمر في ذلك حتى انتهاء الحرب عام 1988.

_ بالتزامن مع أدائه لواجبه الجهادي، واصل مسيرة تعلمه، بحيث تم قبوله خلال العام 1985 في جامعة الإمام الصادق (ع)، بعد نجاحه في امتحان الدخول.

_ومن خلال متابعته للدراسات الإسلامية والعلوم السياسية في هذه الجامعة، تعرّف على الأفكار الثورية والمقاتلين الثوريين المشهورين في عصره، مثل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي. وفي الوقت نفسه، عُرضت عليه وظيفة في وزارة الخارجية فقبلها، وكان هذا بداية دخوله الى عالم السياسة.

_ حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق (ع) وتوجه إلى لبنان لمزيد من الدراسات، حيث حصل فيه على الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية في بيروت. وقد كان يجيد اللغات التركية والعربية والإنكليزية.

_ ارتبط بعلاقات وثيقة وقوية جداً مع المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، حتى يُروى عنه بأنه كان خلال حرب تموز من العام 2006، يعمد الى تسليم الطرود والمساعدات إلى الشعب اللبناني على الدراجة النارية، لدرجة أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كتب رسالة بخط اليد تقديراً وشكراً له. كما ارتبط بعلاقات وثيقة وقوية بالشعب اللبناني من كافة أطيافه، حتى وصفه البعض من جمهور المقاومة بسفير لبنان الى إيران.

_ تدرج في العديد من المهام والمسؤوليات:

1)الخبير السياسي بإدارة الشرق الأوسط: تقريباً من العام 1990 حتى العام 1994.

2)سكرتير أول للسفارة الإيرانية في بيروت: من 1994 حتى العام 1999.

3)النائب الأول للشرق الأوسط: من 1999 إلى 2003.

4)القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بدمشق: من 2003 حتى العام 2008.

5)رئيس قسم الشرق الأوسط والعرب وشمال أفريقيا: 2008 حتى العام 2011، وبالتزامن تولى أيضاً رئاسة اللجنة السياسية للجنة دعم فلسطين في رئاسة الجمهورية الإسلامية.

6)سفير جمهورية إيران الإسلامية في لبنان: من 2011 إلى 2015.

7)أمين مركز الفكر والمساعد الأول للوكيل العربي الأفريقي لوزارة الخارجية: 2015-2016

8)عضو المجموعة العلمية في وفد الإمام القائد السيد علي الخامنئي.

_ كان معروفاً بصفات التواضع والتفاني في الخدمة الى أقصى الحدود، وكان ممن يمتلكون الماماً كبيراً في القضايا الكبرى العالمية وعلى صعيد الأمية، وكان يحرص على عدم اهمال التفاصيل الصغيرة في عمله.

_ كان من المتعلقين بشدة بفلسطين وبقضية تحريرها، كما كان من الناشطين في مجال التقارب والحوار الإسلامي المسيحي، والذي استطاع أيضاً إعطاء الزخم للعلاقات الإسلامية الوحدوية.

_ في الـ 19 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2013، نجا من العملية الإرهابية التي نفذتها جماعة عبد الله عزام التابعة لتنظيم القاعدة، والتي استهدفت تفجير سفارة الجمهورية الإسلامية في بيروت، وارتقى على إثرها مسؤول أمن السفارة الشهيد رضوان فارس. يومها صرح السفير غضنفر ركن آبادي لوسائل الإعلام الى حزنه وتألمه لعدم استشهاده في هذا الهجوم.

 _ لكن وفي 24 أيلول / سبتمبر من العام 2015، خلال موسم الحج من ذلك العام، حصلت مجزرة وفاة الحجاج في منى، وأدرج اسمه في البداية ضمن المفقودين، ثم روّجت السلطات السعودية لإشاعات دخوله باسم مستعار وبجواز سفر مزور، والتي سرعان ما تبين كذبها عندما تأكد لاحقاً دخوله باسمه لكن بجواز سفر عادي غير ديبلوماسي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور