الإثنين 10 أيار , 2021 03:03

إرادة المعتكفين في الأقصى تتحدى الاحتلال

دعت الفصائل الفلسطينية الشعب الفلسطيني إلى النفير العام بعد المواجهات التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والمرابطين منذ ثلاثة أيام. وكانت المواجهات قد اشتدت صباح اليوم مع توجه عدد من المستوطنين الإسرائيليين إلى بوابة المغاربة استعدادًا للدخول إلى المسجد الأقصى وإقامة "رقصة الأعلام" احتفالًا بما يسمونه يوم "توحيد القدس".

في خطوة استفزازية كبيرة، تجمع عدد من المستوطنين اليهود أمام بوابة المغاربة لمسجد الأقصى صباح اليوم الاثنين استعدادًا لاقتحام المسجد بهدف الاحتفال باليوم الوطني الإسرائيلي -توحيد القدس- "ذكرى استكمال السيطرة على مدينة القدس المحتلة، خصوصًا البلدة القديمة وذلك منذ العام 1967".

ومنذ ساعات الصباح الأولى تسود باحات المسجد الأقصى حالة من الترقب مصحوبة بحملة واسعة من المواجهات بين المرابطين والمعتكفين داخل المسجد وقوات الاحتلال التي أمطرت الفلسطينيين بوابل من القنابل الغازية إضافة إلى إطلاق النار الحي والمباشر، ما أدى إلى إصابة أكثر من 305 فلسطيني وتراوحت الإصابات بين متوسطة وخطرة، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن بعض الإصابات في الرأس والعينين.

وكانت قوات الاحتلال قد منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى داخل المسجد الأقصى لإسعاف المصابين، محاولةً اعتقال بعضهم على الرغم من إصاباتهم الخطرة.

توقيت هذه الخطوة جاء مع المواجهات التي اندلعت مع بداية شهر رمضان والتي أطلق عليها تسمية "هبّة الأقصى"، ردًا على سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية بدءًا من محاولة شرطة الاحتلال السيطرة على باب العمود وقرار المحكمة الإسرائيلية بطرد عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إسرائيليين، وصولًا إلى منع الحافلات المتوجهة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 إلى المسجد الأقصى لإحياء ليالي القدر.

واللافت في الأمر إصرار من كان في الحافلات على التوجه الى المسجد حيث تابعوا مسيرهم سيرًا على الاقدام، ليساندهم أهل القدس بسياراتهم، ما أجبر قوات الاحتلال على رفع الحواجز أمام الحافلات، وكانت المحصلة 90 ألف مصلي في باحات المسجد الأقصى.

مساندة المدن الفلسطينية للأقصى

ومنذ مساء أمس اشتدت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وفي التفاصيل فقد شهدت منطقة باب العامود مواجهات مستمرة تخللها إطلاق قنابل واستخدام لخراطيم المياه من قبل قوات الاحتلال لتفرقة المرابطين هناك، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بإصابات متفرقة. في المقلب الآخر عمد الفلسطينيون إلى استخدام غاز الفلفل والحجارة ما أدى على إصابة 6 من الإسرائيليين.

ودعمًا لما يجري في باحات المسجد الأقصى ومحيطه، قامت عدة مسيرات احتجاجية في عدد من المدن -حيفا والناصرة ورام الله وبيت لحم وجنين- الامر الذي استفز قوات الاحتلال التي قامت بإلقاء القنابل الغازية والمسيلة للدموع واعتقال ما لا يقل عن 15 ناشط. كما استمر أهالي قطاع غزة بإطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات، ما أدى إلى اندلاع الحرائق في عدد منها ومن بينها "بئيري" و "زيكيم".

وبحسب وسائل اعلام عبرية، فإن رشقات صاروخية كانت قد أطلقت من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان المحتلة وساحلها، حيث أطلقت صفارات الإنذار في مستعمرات غلاف غزة وعسقلان وتبع ذلك أصوات لانفجارات ضخمة.

رد الفصائل الفلسطينية

وكانت الفصائل الفلسطينية قد حذرت كيان الاحتلال من التمادي، مؤكدة على جهوزيتها التامة في تصديها لأي عدوان على فلسطين، وداعيةً كل الفلسطينيين إلى النفير العام.

وفي بيان لحركة حماس قال المتحدّث باسمها محمد حمادة إن "الاحتلال الإسرائيلي سيدفع الثمن غالياً جرّاء تغوّله على المسجد الأقصى والمصلّين فيه"، مضيفًا أن "ما يحدث في القدس من اقتحام المسجد الأقصى، والمصلّى القبلي، والاعتداء على المصلّين المعتكفين هناك من جيش الاحتلال، هو حرب دينية يمارسها ودليل على وحشية الاحتلال ونازيته"، داعيًا إلى "الثبات في وجه الاقتحام، وتقديم الغالي والنفيس فداء للأقصى ومنعاً من أن تقتحمه شرذمة المستوطنين".

من جهته أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان على أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة في المسجد الأقصى"، مشيرًا في بيان للحركة إلى أن "تدنيس الأقصى وإصابة المئات من المرابطين جريمة لها ثمنها". أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد دعت "جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل، ومن يستطيع الوصول من الضفة المحتلة، إلى التوافد الشعبي العاجل إلى مدينة القدس وكسر الطوق الذي فرضه الاحتلال على المدينة، لإسناد الأهالي ضد الهجمة الاحتلالية المتواصلة على المدينة والمقدّسات، ولإفشال محاولات المستوطنين اقتحام باحات المسجد اليوم".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور