الثلاثاء 11 أيار , 2021 02:35

الكشف عن أهداف عملية "حراسة الأسوار" الإسرائيلية

كشف الكاتب الإسرائيلي "رون بن يشاي"-في مقالة له لجريدة "يديعوت أحرنوت"- عن الأهداف الإسرائيلية للعدوان على غزة، وهذا نص المقال المترجم، مع التصرف بعدم ذكر العبارات المسيئة للمقاومة الفلسطينية.

العنوان: هذه المرة يعرف الجيش الإسرائيلي ما يريد تحقيقه

مجلس الوزراء وافق على ثلاثة أهداف قتالية مسبقًا، وهدف آخر لا يقل أهمية هو الحفاظ على شرعية العمل بالقوة، لكن لماذا قدروا خطأ أن حماس لا تريد التصعيد؟

دخل الجيش الإسرائيلي عملية "حراسة الأسوار"، بأهداف تم إعدادها مسبقًا لفترة طويلة. وعلى عكس عملية "الجرف الصامد" عام 2014، التي بدأها الجيش دون معرفة ما يريد تحقيقه، وما أرادت الحكومة للجيش أن يحققه، هذه المرة تم تحديد الاهداف وطرق العمل، وكلها حصلت على موافقة مسبقة من مجلس الوزراء.

حدد الجيش الإسرائيلي لنفسه ثلاثة أهداف:

1_إلحاق أضرار جسيمة ومدمرة بالصواريخ وغيرها من القدرات القتالية لحركة حماس والجهاد الإسلامي والتنظيمات (المقاومة).

2_تقويض قدرتها التدميرية على إعادة تأهيل الأنظمة العسكرية، وبالتالي تقويض قدرتها على مواجهة إسرائيل لسنوات.

3_إعادة تأهيل الردع أمام منظمات غزة التي تقودها حماس، وهو ردع تآكل بشكل كبير في السنوات السبع التي مرت على "الجرف الصامد".

طريقة عمل الجيش الإسرائيلي وعملياته جديدة، وقد صممها بشكل أساسي القائد السابق للقيادة الجنوبية، اللواء "هرتسلي هاليفي"، نائب رئيس الأركان الحالي، يجب تحقيق الأهداف الثلاثة من خلال استخبارات دقيقة، وتسليح دقيق بمستوى لم يكن موجودًا في عملية "الجرف الصامد"، بحيث لا توجد نية لاحتلال أراض أو دخول القطاع، ولكن إصابة آلاف الأهداف على وجه التحديد، من شأنها أن تمنع أكبر قدر ممكن من الخسائر غير المتوقعة.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى هدف آخر (للعملية) وهو الحفاظ على (شرعية) الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملياته في غزة، وهذا الهدف الرابع لا يقل أهمية عن الأهداف السابقة، لأنه إذا فقد الجيش الإسرائيلي أو دولة إسرائيل شرعية العمل العسكري، التي قدمتها لها الولايات المتحدة، عبر إصابة المدنيين، سيسارع المجتمع الدولي للتحرك، والمطالبة بضرورة وقف العملية قبل أن تتحقق الأهداف، كما حدث بالفعل في الماضي.

يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى بضعة أيام من العمل الدقيق والحذر، الذي سيصيب مبدئيًا أهداف البنية التحتية، ووسائل الإنتاج غير المتنقلة والمعروفة مسبقًا. مثل مواقع الإطلاق ومواقع إنتاج الصواريخ، والتخزين والأنفاق القتالية والأنفاق الهجومية وحماس والقوات البحرية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي. ثم تأتي الأهداف التي من المفترض أن تفهمها المخابرات، وتترجمها إلى أمر هجومي في وقت قصير أثناء القتال.

لقد توصل الجيش الإسرائيلي إلى أنه ليس لديه أرض للعمل في غزة، لأنه لا ينوي احتلال المنطقة والسيطرة عليها. وهناك إجماع في الحكومة على هذا الأمر، لكن تحقيق الأهداف التي حددها الجيش الإسرائيلي لنفسه، وخطة العمل التي قدمها لمجلس الوزراء طموحة للغاية. نأمل أن يكون من الممكن تفعيلها بنسبة عالية من النجاح.

هذا ليس بديهيًا على الإطلاق - لأن حماس والجهاد استعدوا لهذه الحملة وانطلقوا في أعماق الأرض، ولأنه قد تكون هناك أحداث مثل ضربة جماعية مميتة، لا سمح الله - في إسرائيل أو غزة - من شأنها أن تؤدي إلى تدخل دولي لوقف العملية قبل تحقيق أهدافها. اعتبارًا من صباح اليوم، كل شيء يسير كما هو مخطط له، بما في ذلك الهجوم على القادة العسكريين لحركة حماس والجهاد.

وسيكون الاختبار الأولي أيضًا، هو أساليب العمليات والوسائل التكنولوجية، التي يحاول رئيس الأركان كوخافي وقائد القوة البرية اللواء جويل ستريك، استيعابها في الجيش الإسرائيلي. وأهمها طريقة عرض هجومية مصممة لتحديد مكان المقاومين، الذي يحاولون الاختفاء بسرعة وضربهم. أحد الأمثلة على ذلك هو الهجوم الليلة الماضية على فرق إطلاق حماس التي كانت في طريقها للانطلاق، ومن المفترض أنه سيكون هناك المزيد من الأمثلة - بما في ذلك ما يسمى بعمليات القتل المستهدف - في الأيام المقبلة أيضًا.

ولا يزال السؤال مطروحًا: لماذا تقدر إسرائيل دائمًا أن حماس لا تريد التصعيد، وأنها تعمل كعامل تقييد لفصائل المقاومة الأكثر تشدداً. هذا سؤال يتم فحصه من قبل مجتمع المخابرات بأكمله، ومن قبل جهاز الشاباك بشكل خاص.

نهاية العملية لا تزال مفتوحة، وحماس والجهاد الإسلامي لم يفقدا بعد إرادتهما في القتال. ومع ذلك، ينتهي غدا شهر رمضان في عيد الفطر، وهو عيد مقدس ربما تريد حماس أن يحتفل به سكان غزة بسلام. الجيش الإسرائيلي لا ينوي هذه المرة السماح بحدوث ذلك.

ستكون الجولة الحالية مختلفة عن الجولات السابقة، من حيث أن إسرائيل تعتمد على قدراتها الدفاعية ضد الصواريخ التي تطلق من غزة، وعلى الحاجز الأرضي "الوهج الجنوبي" الذي يمنع تسلل المقاومين عبر الأنفاق. يهدف هذان النظامين الدفاعيين، إلى تمكين سكان الجنوب من أن يعيشوا روتين الحياة في حالة الطوارئ، ولكن دون خسائر كبيرة. هذه هي النوايا حتى الآن- يبقى أن نرى إلى أي مدى سيتم تحقيقها، وإلى أي مدى ستحقق إنجاز الردع الذي حدده جيش الدفاع الإسرائيلي لنفسه باعتباره إنجازًا مطلوبًا.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: رون بن يشاي




روزنامة المحور