الخميس 01 تموز , 2021 01:55

في ذكرى استشهاده... بهشتي "أمة في رجل"

الشهيد بهشتي

قبل أربعين عامًا، في 28 حزيران 1981، هز انفجار ضخم جنوب العاصمة طهران، المقر الرئيس للحزب الجمهوري، مستهدفا أحد أقوى شخصيات الثورة الإسلامية بعد الامام الخميني وأحد أعمدتها الدكتور آية الله السيد محمد حسيني بهشتي.  

ولعل أكثر ما شكل استفزازًا وتهديدًا فعليًا والذي استدعى اغتياله بهجوم عنيف كهذا، مواقفه الجريئة المناهضة لكل أشكال الاستبداد والاستعمار في العالم، وإيمانه بالثورة ونصرة المستضعفين وقال "لقد كانت القدس لمدة من الزمن قبلة للمسلمين وإن تحريرها هو هدف، ستكون لنا من أجل بلوغه جهود طويلة الأمد...إن أحد السبل المؤثرة لتحقيق هذا الهدف هو التنفيذ الحقيقي للثورة الإسلامية في العالم".

أبرز محطات الشهيد بهشتي

ولد السيد محمد بن فضل الله بهشتي في مدينة أصفهان في إيران عام 1928، من عائلة علمية محافظة، انتقل إلى مدينة قم لمواصلة دراسته في حوزتها العلمية على يد كبار المراجع والعلماء أبرزهم آية الله البروجردي والإمام الخميني الراحل (قدس سره).

حصل السيد بهشتي على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة طهران، وهو أحد مؤسسي الحزب الجمهوري الإسلامي، فيما شغل عدة مناصب منها رئيس سابق لكل من السلطة القضائية -وهو أحد أهم مؤسسيها- ومجلس الشورى الإسلامي ومجلس الخبراء كما كان له دور كبير في إعداد دستور الجمهورية الإسلامية.

يتقن الشهيد بهشتي عدة لغات وهي الإنكليزية والألمانية والفارسية والفرنسية والعربية.  

بدأ السيد بهشتي نضاله العلني ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي مع بدء صناعة النفط في إيران عام 1951، حيث كان من أبرز الوجوه المؤثرة والفاعلة في الدفاع عن الحكومة الوطنية لمحمد مصدق. 

في عام 1956 شارك الشهيد بهشتي إلى جانب الإمام الخميني في النضال ضد الشاه - ربيب الولايات المتحدة في ذلك الوقت- ثم ما لبث أن بدأ بعد عام من ذلك بنشر طروحاته في مجال الحكومة الإسلامية، الأمر الذي دفع بالنظام لممارسة الضغوط والتضييق عليه الأمر الذي اضطره إلى مغادرة قم إلى أصفهان.

وفي عام 1965أوفد آية الله البروجردي الدكتور بهشتي إلى ألمانيا ليتولى مسؤولية التبليغ، وبقي هناك لمدة خمس سنوات، واجتمع في العراق بالإمام الخميني خلال عودته إلى إيران.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية بقي بهشتي عضوا في مجلس الشورى الإسلامي، وانتخب أيضا عضوًا في مجلس الخبراء، ثم ترأس مجلس خبراء الدستور، ومجلس خبراء القيادة، فضلًا عن قيادته للحزب الجمهوري الإسلامي الذي تأسس عقب أسبوعين من انتصار الثورة الإسلامية بناء على طلب الامام الخميني.

بعد ثورة الوعي التي فجرها السيد بهشتي في أوساط الشباب الإيراني خاصة فيما يتعلق بضرورة التحرر من التبعية التي فرضها نظام الشاه وكشف نقاط الضعف وملفات الفساد ووقوفه إلى جانب الإمام الخميني في كل خطوات الثورة وما شكّله من تأثير قوي في مجريات الأحداث والخطوات التي تلتها في ترسيخ أسس الثورة دستوريا وقانونيا أصبح السيد بهشتي على رأس قائمة الاغتيالات. حيث اغتيل في 28 حزيران 1981 مع 72 مسؤولا بينهم 4 وزراء (الصحة والنقل والاتصالات والطاقة) وشيع جثمانه تشييعا مهيبا مع باقي الشهداء ثم دفنوا في جنة الزهراء جنوب العاصمة الإيرانية طهران.

وصف الإمام الخميني، الشهيد بهشتي بأنه "أمة في رجل"، الرجل الذي سيبقى "شوكة في أعين أعداء الإسلام".

للشهيد مؤلفات عدة أهمها:

- النظام المصرفي وقوانين الإسلام المالية.

- الحكومة في الإسلام.

- دور الإيمان في حياة الإنسان.

- صوت الإسلام في أوروبا.

- الله في القرآن - وهي رسالته التي نال بها درجة الدكتوراه.

- الإسلام والأيديولوجيات المعاصرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور