الجمعة 16 تموز , 2021 08:38

زيارة إيرانية أمريكية متزامنة للعراق: تصادف أم حوار غير مباشر

العراق

أفاد مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالأمس الخميس، أن اجتماع الأخير مع المبعوث الأمريكي "بريت ماكغورك"، تركز على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، والمضي قدما لمرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

 وجاء هذا اللقاء (الكاظمي – ماكغورك) بعد يوم واحد، من اجتماع مسؤولين أمنيين عراقيين بوفد إيراني رفيع المستوى ترأسه وزير الاستخبارات السيد محمود علوي.

لذا فإن تزامن حصول هذه اللقاءات في العاصمة العراقية، يوحي باحتمال، حصول نوع من المفاوضات الجانبية غير المباشرة بين إيران وأمريكا، خصوصاً وأن "ماكغورك" هو منسق الشرق الأوسط وأفريقيا في البيت الأبيض، وقد تتطرق هذه المفاوضات الى تبادل "السجناء" كما أشارت اليه وزارة الخارجية الأميركية قبل يومين حين قالت " نجري محادثات غير مباشرة لكنها فعالة مع إيران بشأن تبادل السجناء"، وهي استكمال لصفقة التبادل التي تمت بين الجانبين قبل نحو3 أشهر (غير مباشر) وقضت بتحرير واشنطن مبلغ 7 مليار دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في المصارف الأميركية مقابل اطلاق سراح طهران 4 جواسيس أميركيين معتقلين لديها.

الكاظمي في واشنطن

ومن المقرر أن يزور الكاظمي خلال هذا الشهر، العاصمة الأمريكية واشنطن، للضغط على الأمريكيين من أجل وضع جدول زمني محدد لانسحاب جنودهم. خصوصاً وأنهم قد استغرقوا طويلاً، في حواراتهم الإستراتيجية، والتي لم تحقق حصول بغداد على برنامج زمني واضح للانسحاب حتى الآن.

وفيما لا يزال نحو 2500 جندي أمريكي على الأراضي العراقية. شهدت البلاد مؤخراً عمليات تستهدف القواعد الأمريكية، بأعدادٍ متزايدةٍ من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة. فمنذ حوالي عشرة أيام فقط تم إطلاق 14 صاروخ على قاعدة عين الأسد، و3 صواريخ أخرى سقطت بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد.

توقيت مريب لتصاعد عمليات داعش

هذا وقد شهدت عدة مناطق في العراق، ارتفاعاً كبيراً في عدد عمليات تنظيم داعش (الذي تدعي أميركا أن وجودها مرتبط بمحاربته)، والذي يواصل تنفيذ هجماته على مناطق تقع في أطراف المحافظات: ديالى، كركوك، وصلاح الدين. مستهدفاً من خلال هذه العمليات، ألوية الحشد الشعبي والقوات الأمنية والمدنيين، عبر إقامة الكمائن بالعبوات الناسفة، أو من خلال تنفيذ الهجمات خاطفة على القرى ليلاً، مستفيداً في تنفيذ ذلك من تضاريس جبال "حمرين" الوعرة.

وتمثل هذه السلسلة الجبلية، قاعدة أساسية ومهمة لانطلاق هجمات "داعش" على كل مساحة البلد، لأنها تمتد إلى مساحات واسعة في المحافظات ما بين شمال العراق (إقليم كردستان) حتى أطراف العاصمة بغداد. وعلى الرغم من نجاح الحشد والقوات العراقية الأخرى، في خفض معدلات عمليات داعش خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذه العمليات تصاعدت بشكل ملحوظ، ربما لكي تؤثر أمريكا على سير الحوار مع العراق من جهة، أو من أجل زعزعة جهود إجراء الانتخابات النيابية المقبلة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور