الإثنين 19 تموز , 2021 04:00

سوريا بوابة الصين إلى المنطقة

الرئيس الأسد والوزير الصيني "وانغ يي"

إذاً فقد اختارت الصين سوريا بوابة لها، كي تزيد من مشاركتها في الشؤون السياسية والأمنية للمنطقة. كما أن العلاقة ما بين الدولتين ليست وليدة السنوات الأخيرة، بل هي امتداد 65 عاماً، من العلاقات الدبلوماسية التي كانت فيها، بكين ودمشق تثقان وتدعمان بعضهما البعض دائمًا. كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، خلال زيارته اليها السبت، والتي تمثل المحطة الأولى في جولته قبل مصر والجزائر.

أهمية الزيارة

تعتبر هذه الزيارة هي الثانية لوانغ الى منطقتنا خلال 5 أشهر، ما يؤكد أن منطقة غرب آسيا باتت تشكل اتجاهًا مهمًا للغاية للدبلوماسية الصينية. كما أن هناك العديد من العوامل والأحداث، التي تجري في المنطقة ومن ضمنها سوريا، تساعد الصين على تسريع هذا التوجه، أبرزها:

_ جاءت الزيارة بعد ساعات من إلقاء الرئيس بشار الأسد القسم والخطاب الإستراتيجي الذي يرسم فيه مسار ولايته لمدة 7 سنوات.

_ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، بالتزامن مع تصاعد عمليات المقاومة ضد وجود هذه القوات في سوريا والعراق. ما قد يسرع من وتيرة انسحابها من هذين البلدين، ويفسح المجال أمامهما لعقد اتفاقيات مشتركة مع الصين.

_للصين وسوريا مصالح مشتركة في مكافحة الجماعات الإرهابية، على رأسهم فصائل "الإيغور".

_ يتوقع أن تلعب الصين دورا رئيسيا، في مساعدة سوريا على إعادة الإعمار، التي تشكل بلداً رئيسياً في المسار البري تحو أوروبا، للمشروع الإستراتيجي الصيني "حزام وطريق".

المواقف التي نتجت عن الزيارة

_ إعلان "وانغ" أن بلاده تتخذ موقفًا حازمًا، ضد تغيير النظام في سوريا. وأنها ستعزز التعاون مع دمشق في مشاريع: مبادرة الحزام والطريق، ومكافحة الإرهاب.

_ تأكيده أن كل محاولات التدخل في سوريا قد فشلت في الماضي، ولن تنجح في المستقبل. ما يعني توجه للصين مستقبلاً، نحو اتخاذ مواقف داعمة وجدية أكثر.

_ مساعدة سوريا على محاربة وباء كوفيد 19، خاصة أنها تعاني من حصار على صعيد الأدوية واللقاحات.

_ تقديم الدعم القوي لسوريا في معالجة المشاكل الداخلية بموجب مبدأ "القيادة السورية والملكية لسوريا" الذي وضعه مجلس الأمن الدولي، وفي صياغة حل سياسي شامل وموحد.

_توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي وفني، إلى جانب وثيقة شهادة تسليم الدفعة الأولى من مساعدات غذائية.

_ انطلاق التحضيرات بين الطرفين، لعقد اجتماع قريب، للجنة المشتركة الصينية- السورية.

الحل الصين للقضية السورية

وتحدث الوزير "وانغ" عندما التقى بنظيره السوري فيصل مقداد بالتفصيل، عن اقتراح بلاده بشأن حل القضية السورية، والمكون من أربع نقاط.

1)يجب احترام سيادة سوريا الوطنية وسلامة أراضيها. حيث تدعو الصين إلى احترام خيار الشعب السوري، والتخلي عن وهم تغيير النظام، والسماح للشعب السوري بتحديد مستقبل ومصير بلاده بشكل مستقل.

2) يجب إعطاء الأولوية لرفاهية الشعب السوري، ويجب الإسراع بعملية إعادة الإعمار. لذا تعتقد الصين أن السبيل الأساسي لحل الأزمة الإنسانية في سوريا، يكمن في الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية والحصار الاقتصادي المفروض عليها.

كذلك، يجب تقديم المساعدات الدولية لها، على أساس احترام سيادتها الوطنية، وبالتشاور مع الحكومة السورية.

3)التمسك بموقف حازم بشأن مكافحة الإرهاب بشكل فعال. فرؤية الصين أنه يجب قمع جميع المنظمات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي، ورفض المعايير المزدوجة.

4)الترويج لحل سياسي شامل وتصالحي للقضية السورية، من خلال دفع التسوية السياسية بقيادة السوريين، وتقريب الخلافات بين جميع الفصائل السورية من خلال الحوار والتشاور، وإرساء أساس سياسي متين، لاستقرار سوريا وتنميتها وتنشيطها على المدى الطويل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور