الجمعة 10 كانون الاول , 2021 02:46

ماكرون ينتقم من المحور الانجلوسكسوني بتوطيد علاقته بالخليج

ماكرون وبايدن

بهدف انقاذ الصناعات الدفاعية الفرنسية وعلى أمل إبرام صفقات أسلحة كبيرة، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منطقة الخليج، وتحديداً للدولتين اللتين احتلتا مكانة متقدمة في مرتبة التسلح العالمي في السنوات الأخيرة، تحديداً خلال حرب اليمن وهما السعودية والامارات. هذه الزيارة التي تأتي بعد أزمة الغواصات الأسترالية لا شك أنها تأتي ضمن إطار الخوف الفرنسي من الخطوات الأميركية في هذا المجال والتعرض لهذا القطاع بشكل مباشر.

الدبلوماسي الهندي السابق "M.K Bhadrakumar" لفت في مقالة نُشِرت على موقع "AsiaTimes" إلى أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انتقم من المحور الانجلوسكسوني بعد صفقة الغواصات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "AUKUS" (أوكس) من خلال توطيد العلاقات مع الامارات والسعودية.

وتطرق الكاتب إلى الزيارة التي قام بها ماكرون إلى الامارات وصفقة التسلّح التي أبرمتها باريس مع أبو ظبي خلال هذه الزيارة، مشيراً إلى أنّ "صفقة بيع الطائرات الحربية الفرنسية من طراز "Rafale" هي أكبر صفقة دولية من نوعها أُبرِمت حتى الآن".

الدبلوماسي الهندي أنّ "الصفقة هذه ليست مجرد صفقة تجارية بل أنّ ماكرون استغلّ الاستياء الإماراتي من تردّد الرئيس الأميركي جو بايدن بالموافقة على صفقة بيع طائرات "F-35" وسط الهواجس الأميركية من علاقات أبو ظبي مع الصين".

ورأى أنّ "فرنسا تقلّل من فاعلية أساليب الضغط الأميركية"، مشيراً في نفس الوقت إلى "تساؤلات لدى دول الخليج حول مدى الالتزام الأميركي بالمنطقة. وأوضح بأنّ "صفقة طائرات "Rafale" مع الإمارات قد تكون بداية فقط بالنسبة للرئيس الفرنسي، وبأن المستقبل قد يحمل المزيد من المفاجآت"، حسب تعبيره.  

وبالنسبة لزيارة ماكرون للسعودية، رأى الكاتب أنّ الرئيس الفرنسي هو أول "زعيم غربي يزور الرياض ويلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ ان اتُهم الأخير بالتورّط في قتل الصحفي جمال خاشقجي".

واشار الكاتب الى ان أنّ "ماكرون وفي الوقت الذي يعزز فيه موقع فرنسا في منطقة الخليج فإنّه أيضاً يوجّه رسالة مفادها أنّ باريس يمكن أن تكون بديلاً عن واشنطن في منطقة غرب آسيا وسط تزايد الحديث عن تقليل اعتماد دول الخليج على واشنطن". 

وتابع الكاتب بأنّ "بايدن يتعرّض لضغوطٍ متزايدة للتواصل مع بن سلمان وبأن ذلك قد يكون الثمن الذي يجب أن يدفعه مقابل صفقة "AUKUS".

وكانت استراليا قد باشرت في 16 أيلول من العام الحالي بالخطوة الأولى في برنامج للتزود بغواصات تعمل بتقنية الدفع النووي ضمن إطار التحالف الدفاعي الجديد الذي أنشئ مع الولايات المتحدة وبريطانيا والذي أثار غضب وحفيظة فرنسا. لتكون هذه أول اتفاقية توقع وتنشر، منذ إعلان الدول الثلاث في أيلول عن تحالفها الدفاعي الجديد الذي يسمى "أوكوس" للتعامل مع التوترات الاستراتيجية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في المحيط الهادئ والذي تم بعد إلغاء أستراليا عقداً ضخماً لشراء 12 غواصة فرنسية ذات دفع تقليدي بقيمة 55 مليار يورو.


المصدر: AsiaTimes

الكاتب: M.K Bhadrakumar




روزنامة المحور