الثلاثاء 08 شباط , 2022 04:31

هآرتس: الجيش لم يكن في أي يوم في وضع أكثر خطورة مما هو الآن!

في سياق تغيير موازين القوة الإقليمية وتثبيت محور المقاومة لمعادلات الردع في السنوات القليلة الماضية، ومؤخراً في عمليات الرد اليمنية التي حملت رسائل ضرباتها على العمق الاماراتي تهديدات للكيان الإسرائيلي، ومع توقّع جيش الاحتلال لحرب تتوّحد فيها الجبهات، فان الاعلام العبري لا ينفك عن ذكر الثغرات في الجيش والكيان على كافة المستويات.

وفي مقال لصحيفة "هآرتس" العبرية يشير الكاتب الى ان " وزير الأمن بني غانتس وكوخافي لا يدفعان قدما بمواضيع حيوية تهيئ الجيش للحرب القادمة متعددة الجبهات. لذلك، يتوقع أن يؤدي ذلك الى كارثة فظيعة...الجيش لم يكن في أي يوم في وضع أكثر خطورة مما هو الآن...ان الكارثة الفظيعة هي فقط مسألة وقت".

المقال المترجم:

رغم أن رئيس الاركان، أفيف كوخافي، تسلم من سلفه، الجنرال غادي آيزنكوت، جيش في حالة تدهور صعبة وغير مستعد للحرب، إلا أنه كان يتوقع من كوخافي ايقاف هذا التدهور واعادة الجيش الى السكة. للأسف هذا لم يحدث. وزير الأمن بني غانتس وكوخافي لا يدفعان قدما بمواضيع حيوية تهيئ الجيش للحرب القادمة متعددة الجبهات. لذلك، يتوقع أن يؤدي ذلك الى كارثة فظيعة تنزل على شعب اسرائيل. لجنة التحقيق بعد الحرب القادمة لن تفيد. الجيش لم يكن في أي يوم في وضع أكثر خطورة مما هو الآن.

من اجل ألا يحكم علينا بالفناء، لا سمح الله، هاكم المواضيع التي يجب دفعها قدما بشكل مستعجل:

_ الامدادات: هذه الامدادات لن تعمل أبدا في الحرب القادمة. والجيش سيتوقف عن السير ليوم أو يومين على الاقل لأن آلاف شاحنات الجيش الاسرائيلي قديمة من الستينيات وهي غير مؤهلة لنقل الامدادات في فترة الحرب. الجيش قام بخصخصة معظم المنظومات التي تتعلق بنقل الفيالق وتأمين قدرتها المادية في الحرب ومنحها لشركات مدنية. هذه الشركات يجب عليها أن تنقل للقوات الوقود والذخيرة والغذاء والمعدات وقطع الغيار والمياه ومواد الاستبدال والدبابات وناقلات الجنود المصفحة وكراجات لإصلاح الاعطال والسيارات ومعدات ميكانيكية ثقيلة (بما في ذلك تشغيلها اثناء الحرب) وما شابه. هذه الشركات ينقصها آلاف سائقي الحافلات والشاحنات والسيارات المصفحة. والعدد القليل من السائقين الذين يعملون والموجودين هم من العرب، ولن يمتثلوا في الحرب القادمة مثلما لم يمتثلوا في عملية "حارس الاسوار". المستوى الامني يعارض ولا يفعل أي شيء من اجل اخراج العربة من الوحل. عدم المسؤولية هو في مستوى مرتفع جدا.

_ الحرس المدني: تشكيله وتدريبه لما سيأتي هي امور حيوية من اجل منع اعمال الشغب للعرب المتطرفين والبدو التي ستندلع في الحرب القادمة وستكون اضعاف ما حدث في عملية حارس الاسوار. خطر حقيقي يحلق فوق رؤوس سكان اسرائيل وفوق ممتلكاتهم لأنه يوجد في أيدي المشاغبين مئات آلاف قطع السلاح وأطنان من الذخيرة، التي جزء كبير منها تمت سرقته من الجيش. لا يوجد للشرطة وحرس الحدود القدرة على التعامل مع ذلك. إذا يجب تشكيل حرس وطني مدني يتكون من عشرات آلاف جنود الاحتياط الذين هم الآن غير مدمجين في وحدات الجيش الاسرائيلي لأن وحداتهم تم حلها. دورهم سيكون حراسة الشوارع وبيوت المدنيين والممتلكات، وسيكونون مسؤولين عن الحركة في الشوارع.

_ حماية المكان في القرى الحدودية: لا يوجد هناك من يقوم بحماية القرى الحدودية في الشمال أمام آلاف الصواريخ وقذائف المدفعية التي ستسقط على اراضيهم وقراهم كل يوم. وحتى مئات أو آلاف مقاتلي حزب الله الذين سيجتازون الحدود ويحاولون السيطرة على القرى. الجيش الاسرائيلي غير مستعد لذلك. لهذا فان القرى الحدودية يجب عليها الدفاع عن نفسها. وبدلا من أن يزود الجيش هذه القرى بالسلاح ويساعدها في التدريب يقوم بجمع السلاح منها خوفا من السرقة، وهذا تفكير غير معقول وغير مسؤول بسلامة سكان الجليل.

_ ابلاغ الجمهور عن التهديد الذي تتعرض له الجبهة الداخلية واعداد الجبهة المدنية (الجبهة الداخلية) للحرب: المنطقة أو السكان الذين كان يمكن أن يكونوا خارج ساحة القتال أو بعيدا عنها سيتحولون الى ساحة الحرب المركزية متعددة الساحات القادمة. الجيش يتعامل مع هؤلاء السكان وكأن الامر يتعلق بفائض من العبيد. الجبهة الداخلية التي يوجد فيها حوالي 10 ملايين مواطن سقطت بين الكراسي وهي غير مستعدة للحرب الاكثر قسوة التي تحل علينا منذ حرب الاستقلال. الحديث يدور عن إطلاق 3 آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة بالمتوسط كل يوم على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. النتيجة هي حوالي 100 موقع مدمر كل يوم.

_ التزود بالسلاح الحديث وتحسين القدرة القتالية متعددة الاذرع في الجيش الإسرائيلي: صواريخ ارض – ارض والليزر الهجومي والدفاعي (الذي هو عمليا سيكون بعد بضع سنوات)، هي عوامل مهمة داخل عدة عوامل تشمل مضادات الطائرات كدفاع مضاد للطائرات المسيرة وتعزيز سلاح المشاة. هذه يمكنها أن تعطي حل مكمل للطائرات ضد الطائرات المسيرة والصواريخ وقذائف العدو، وهجمات جنوده في البر. بدلا من اقوال قائد سلاح الجو الجديد المتبجحة والمتغطرسة فقد حان الوقت للفهم بأنه في الحرب متعددة الجبهات القادة لا توجد لسلاح الجو قدرة على الوقوف وحده امام التهديد التقليدي لإيران وتوابعها. الدمار والخراب الذي سيصب دولة اسرائيل بسبب الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة كل يوم يساوي تدمير قنبلة نووية بدون الغبار النووي.

_ تعزيز سلاح المشاة واخراجه من انحطاطه: ترتيب القوات وميزانية وقوته البشرية تم تقليصها في السنوات الاخيرة الى تحت الخط الاحمر، وهو لا يمكنه اعطاء رد في حرب متعددة الجبهات. أي خمس جبهات في نفس الوقت (لبنان وسوريا وغزة واندلاع في يهودا والسامرة لعشرات آلاف الاشخاص من التنظيمات المسلحة وفوضى يقوم بها آلاف المشاغبين العرب والبدو داخل اسرائيل الذين لديهم سلاح وذخيرة). الجيش البري أصغر من أن يستوعب مهماته في الحرب لأن منظومة الاحتياط غير مؤهلة للحرب ووصلت الى الحضيض. الجيش الاسرائيلي يمكنه إذا التعامل بصعوبة مع جبهة ونصف وليس مع خمس جبهات مثلما ستكون الحال في الحرب القادمة.

الفجوات الموجودة في الجيش وعدم استعداده لحرب متعددة الجبهات تصرخ الى عنان السماء: ولكن المستوى الامني يستمر في تجاهله وكأنه يقول "الكلاب تنبح والقافلة تسير". لو أن الامر لم يكن يتعلق بوجود وأمن دولة اسرائيل ومواطنيها لكان يمكن أن أبقى غير مبال. ولكن في ظل الجمود والثبات والعجز للمستوى الامني فان الكارثة الفظيعة هي فقط مسألة وقت.


المصدر: هآرتس - اسحق بريك

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور