الجمعة 25 آذار , 2022 05:24

الاوكرانيات: استغلال مقابل اللجوء في أوروبا و"اسرائيل"!

اللاجئات الأوكرانيات

ورّطت السلطة الأوكرانية شعبها، من خلال استمرارها في تجاوز الاتفاقيات الموقعة مع روسيا والانصياع للسياسات الأمريكية التي تسعى لمواجهة موسكو، وآخرها التلويح برغبتها ضم اوكرانيا الى حلف "الناتو"، مهدّدة بذلك الأمن القومي الروسي، ما أدى الى العملية العسكرية التي تخوضها القوات الروسية في أوكرانيا، ما اضطر أكثر من 4 مليون أوكراني الى اللجوء للدول الأوروبية الحدودية أو الى الكيان الإسرائيلي المؤقت.

ادعت هذه الدول والكيان "التعاطف" مع الوضع الإنساني للاجئين حسب ما ظهر في الاعلام، لكنّ الصورة الحقيقة كانت وراء الكواليس حيث استغلال الوضع الإنساني وخاصة للنساء والفتيات الأوكرانيات لأجل غايات أخرى!

"إسرائيل": الدعارة لتسديد ثمن اللجوء!

رأى الكيان الإسرائيلي في اللجوء الأوكراني فرصة لزيادة الاستيطان، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، فقد كشفت وسائل إعلام عبرية (القناة 12) "أن شابات أوكرانيات وصلن إلى إسرائيل وأبلغن عن تعرضهن لضغوطات لإقناعهن بالعمل في الدعارة لتحسين وضعهن الاقتصادي، وأن حوالي 100 إمرأة أوكرانية تقدّمن ببلاغات، وتحقق السلطات حالياً في الواقعة". هذه المحاولات بدأت منذ لحظة وصول اللاجئات الى مطار "بن غوريون" في "تل أبيب" واستمرت ملاحقتهنّ الى الفنادق التي تستقبل القادمين من أوكرانيا.

تم خداع الاوكرانيات من بعض الإسرائيليين الذين تواصلوا معهنّ وعرضوا عليهن مساعدات مالية ليتمكنّ من الهرب والطيران الى "إسرائيل"، ليكتشفن بعد وصولهنّ بأن عليهنّ العمل في إطار غير قانوني لإعادة الأموال التي دُفعت إليهن.  وكذلك ابتزّت اللاجئات الاوكرانيات في هذا العمل مقابل تكاليف العيش اليومية من إيجار منزل وطعام بالإضافة الى راتب لا يتجاوز الـ1350 دولار، وهو مبلغ أقل من الحد الأدنى للأجور في كيان الاحتلال (الحد الأدنى الحالي هو 5300 شيكل أي 1500 دولار).

بدوره كشف موقع "ماكو" العبري، أن أصحاب "بيوت الدعارة" الإسرائيلية "اتصلت بشابات في العشرينات والثلاثينات من العمر من خلال جهات اتصال وسماسرة في أوكرانيا ومولدوفا للمساعدة في إحضارهنّ إلى إسرائيل بحجة أن لديهنّ أقارب فيها ، وذلك بقصد تزويدهن بوثائق مزورة تسمح لهنّ بدخول البلاد دون الحاجة إلى الإقامة كلاجئين في الفنادق". وأضاف الموقع العبري "أنهم يفعلون ذلك من خلال سيدات يعملنّ في الدعارة الإسرائيلية، ويتحدثن اللغة الروسية، من أجل إغواء وصول الفتيات إلى إسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديمهنّ على أنهنّ أقربائهنّ أو صديقات الطفولة".

أوروبا أيضاً متورطة   

كذلك في أوروبا، تعرضت الاوكرانيات الى ابتزازات وسوء المعاملة أو حالات التحرش والاغتصاب، بحسب تقارير منظمة العفو الدولية. وأفادت الشرطة البولندية أنها قبضت على بولندي يبلغ من العمر 49 عاماً اعتدى جنسياً على إحدى الفتيات اللاجئات الأوكرانيّات والتي تبلغ من العمر 19 عاماً. فيما أقدم رجل آخر على إعطاء وعد لفتاة أوكرانية بعمر الـ 16 عاماً بسكن وعمل مقابل أعمال مشبوهة. كما وتتلقى الشرطة العديد من حالات العنف الجنسي.

في العاصمة الألمانية برلين، قدّم أشخاص أماكن لسكن الأوكرانيات "مشكوك بأمرها" حسب الشرطة الفدرالية الألمانية. وقد زارت، مسؤولة بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جونج غيديني ويليامز المخيمات الحدودية في رومانيا وبولندا ومولدافا، وأشارت الى أنها تشعر بالقلق قائلةً إن "هذه هي أنواع المواقف التي يتطلع بعض الاستغلاليين للاستفادة منها".

من ناحية ثانية، تبرز أيضاً قضية الاتجار بالأعضاء كمشكلة أساسية قد يتعرّض لها اللاجئون، ليس فقط النساء، إنما القاصرون على وجه الخصوص من الجنسين الذين فرّوا وحدهم دون اصطحابهم من بالغين. وفي ألمانيا تقول الناشطة الحقوقية الألمانية هوشكي ماو إن " ألمانيا صارت بلداً تستهدفه عصابات الاتجار بالبشر".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور