الخميس 22 نيسان , 2021 05:04

أردوغان العالق في عنق الزجاجة: هل تنقذه تل أبيب

تحولت لهجة تركيا من التصعيد إلى التهدئة مع دول المنطقة إثر محددات خارجية واستحقاقات داخلية لعّل أبرزها 3 عوامل هي التغيرات العالمية الاقتصادية، استلام جو بايدن للرئاسة في الولايات المتحدة، والانتخابات الرئاسية التركية التي ستعقد في عام 2023, مما دفع أنقرة لمراجعة سياستها الخارجية وحتى واقعها الداخلي استعداداً للمرحلة القادمة.

في إطار متصل وبعد سنوات من العلاقات الجدلية بين تركيا والكيان الاسرائيلي قرر أردوغان أن يجرب سلوك طريق تل أبيب كمدخل آمن إلى بوابة واشنطن الكبرى. ويبدو أن الدبلوماسية التركية عالقة في تركيبة جيوسياسية غير واضحة الرؤية حتى لواضعيها أنفسهم.

وكان الرئيس اردوغان قد قرر بداية العام الجاري تحسين العلاقة مع "إسرائيل" في حين ان هاكان يورداكول عضو مجلس إدارة لجنة السياسة الاقتصادية الحكومية قال في مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم” إن تركيا مستعدة لإرسال سفير إلى تل أبيب “بمجرد أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بالرد بالمثل في نفس الوقت.

مؤشرات عديدة أظهرت أن أنقرة تستعد “لأوقات صعبة” ستواجهها مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، نظرًا للمشاعر المعادية لتركيا السائدة في البيت الابيض والكونغرس. ولهذا تأمل أنقره بأن تتمكن بتقربها من إسرائيل من تحييد المعارضة وكسب ود وتأييد واشنطن. لكن، تل أبيب تستمر بتجاهل إشارات تركيا الودية وقد يكون هذا ناتجًا عن علاقتها الحميمة مع عدد من الأنظمة العربية التي قد تغنيها عن العلاقة مع أردوغان.

وبالتالي، لم تعد هناك حاجة لأنقرة بالنسبة لإسرائيل وأصبحت تتحدث عن “المخاطر التركية”.

اذن قد تكون أنقره قد خسرت المنافسة مع تل أبيب، لأسباب عديدة، أهمها صراعها مع السعودية التي سلمت لإسرائيل، وخلفها عدد من الأنظمة العربية الأخرى، التي لا ترتبط بأي علاقة جدية بالقضية الفلسطينية بالمقاربة مع زيف أنقره في محاولاتها اللعب بالورقة الفلسطينية.

وفي الملخص، هناك عدة أمور معقدة حصلت مؤخرًا في المنطقة أوصلت أردوغان إلى الفشل. فمن جهة، أدت سياسته المتمثلة باستعادة النفوذ داخل الحدود التاريخية للإمبراطورية العثمانية إلى توترات بين تركيا والعالم العربي، ومن ناحية أخرى، أدى تطبيع عدد من الأنظمة العربية مع "إسرائيل" إلى ترك التحالف مع أردوغان، إضافة إلى خلافاته مع أوروبا وعلاقته المشوشة مع روسيا، وانهيار الوضع الاقتصادي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور