الجمعة 16 نيسان , 2021 08:17

ماذا لو فازت حماس في الانتخابات الفلسطينية؟

محمود عباس ومرسوم الانتخابات
كيان الاحتلال قلق من فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية بعد تعدد اللوائح الانتخابية لحركة فتح والانقسامات الداخلية.

بعد تحديد 22 أيار القادم موعدًا للانتخابات التشريعية الفلسطينية، يسيطر القلق على الجانب الإسرائيلي خوفًا من فوز حركة حماس على حساب حركة الفتح التي تعاني من انقسامات داخلية نتج عنها طرح ثلاث قوائم انتخابية، الأولى تمثل اللجنة المركزية للحركة، الثانية يقودها مروان البرغوثي وناصر القدوة، أما الثالثة فهي بقيادة محمد دحلان المعارض اللدود لمحمود عباس.

وفي مقابلة مع قناة كان الإسرائيلية، أكد المنسق السابق لأعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية الجنرال كميل أبو ركن على الموقف الإسرائيلي حيال فوز حماس بالانتخابات "في حال جرت الانتخابات، وفازت حماس بالضفة الغربية، فمن المؤكد أننا لن نكون على تواصل مع كيان سياسي فلسطيني يضم حركة حماس".

الموقف الإسرائيلي وضحه الصحافي إليئور ليفي في مقال له على صحيفة يديعوت أحرنوت حيث قال إن السلطات الإسرائيلية "تبدو لها الانتخابات الفلسطينية مزعجة جدًا بسبب ظروفها الحالية، فإذا فازت حماس، فلن تقبل إسرائيل، وستقطع علاقاتها بالسلطة الفلسطينية كما حدث في المرة السابقة، دون أن يكون واضحا ما إذا وصلت الرسالة في واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي".

وانتقد ليفي الخطة التي تعتمدها فتح في الانتخابات وقال "حركة فتح تصل إلى انتخابات البرلمان الفلسطيني وهي في حالة انقسام، بينما تبادر حماس إليها وهي موحدة، مع خطة عمل منظمة" مضيفًا أنه "رغم كل الرايات الحمر التي رفعت أمامه، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما زال ماضيًا في خطة الانتخابات، سعياً لإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية، حتى لو كان ثمنه انتصار حماس، وفيما إسرائيل منزعجة، فإن العالم يحذر من العواقب"

وعمل الكاتب على التحريض لإلغاء أو تأجيل الانتخابات الفلسطينية نتيجة الانقسام الذي تشهده حركة حماس "مقولة التاريخ يعيد نفسه، أولاً كمأساة، ثم مهزلة تنعكس عملياً على السلطة الفلسطينية، فرغم كل التحذيرات والتجارب الماضية، فإن فتح تصل إلى استحقاق الانتخابات التشريعية مقسمة إلى عدة أجنحة منقسمة ومتضاربة، بينما تقف حماس نموذجية وموحدة ومتماسكة، وكأننا نعيش في 2021 ذات الأجواء التي عشناها في الانتخابات الأخيرة 2006".

وشرح ليفي في مقاله عن القوة التي يمتلكها معارضو حركة فتح، حيث قال "دحلان يكتسب قوة في قطاع غزة من خلال عشرات آلاف لقاحات كورونا بدعم الإمارات العربية المتحدة، ويتمتع البرغوثي بتأييد شعبي هائل في استطلاعات الرأي العام، وسيمنحه نجاحه في الانتخابات البرلمانية قفزة قد تحقق حلمه الحقيقي بالترشح لانتخابات الرئاسة، فيما يمتلك فياض قواعد دعم في نابلس وطولكرم، وإذا لم يكن ذلك كافيًا فإن حماس تأتي للانتخابات بتشكيل جبهة موحدة".

كما عرض الأساليب التي اعتمدتها حماس لكسب تأييد العدد الأكبر من الفلسطينيين، وأشار إلى أن "حماس لجأت لعدة متغيرات لصالحها، فقد خصصت ثلث القائمة للنساء، سعياً منها لجلب عدد كبير من النساء لصناديق الاقتراع للاستفادة من قوتهن الانتخابية، ما يثير خطرًا محدقًا لدى رؤساء فتح، ممن بعثوا مؤخرًا برسالة رسمية لأبي مازن يحذرون فيها من خسارة فتح في الانتخابات، وأوصوا بوقفها"، وتابع قائلا: "وصلت الرسالة لأبي مازن، قرأها، لكنه اختار حتى الآن تجاهلها، وعدم الرد عليها".

واستغرب ليفي تصرفات فتح "المتهورة" ملقيًا باللوم على "رجال عباس" فبالرغم من كل هذه التحذيرات، "فإن أبا مازن يركض، وعيناه مفتوحتان ليصطدم بجدار إسمنتي، رغم أن ثلاثة أشخاص أساسيين يهمسون في أذنه: ماجد فرج وحسين الشيخ وجبريل الرجوب، حيث يشكك الأخيران بقدرة فتح على الفوز، لكنهما يخشيان إخبار رئيسهما بذلك، فيما يقود الرجوب جبهة واضحة كي يكون خليفته، لذلك فهو يضغط لإجراء الانتخابات بناء على علاقاته مع حماس، وقدرته على التوصل لاتفاقات معها".

وأكد ليفي على عدم تدخل أمريكا حتى الساعة في موضوع الانتخابات الفلسطينية، لكنها "متى شاءت، أن تمارس ثقلها على أبي مازن، وتضغط عليه لوقف الانتخابات"، حتى أنه قدم للعباس مجموعة من الأعذار التي قد يتذرع بها لوقف الانتخابات "إنه شخصياً قد يصدر أعذارا مختلفة لتأجيل أو إلغاء الانتخابات، ومنها ذلك الادعاء أنه بدون إجراء الانتخابات في القدس، فسوف يلغيها، وكذلك التذرع بارتفاع معدلات الإصابة بكورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يتم تأجيل الانتخابات حتى تتحقق السيطرة على الفيروس".

كما لفت إلى الدور الذي يمكن لكيان الاحتلال أن يلعبه بهدف تعطيل العملية الانتخابية "إسرائيل يمكنها تعطيل الانتخابات بمنع الحركة بين المناطق الفلسطينية، ومنع دخول مراقبين أجانب، وربما اتباع طريقة الجزرة بتكريم أبي مازن سياسيا مقابل وقف الانتخابات، رغم أن إسرائيل مطالبة لاحتمال أن يصر عباس على المضي قدمًا، وأن تكون حماس على رأس الفائزين، ما قد يؤدي لزعزعة الاستقرار الأمني".

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية منعت من اجراء الانتخابات في القدس المحتلة وحتى الترشح فيها.

وفي نهاية المقال وجه ليفي رسالة مبطنة إلى الفلسطينيين وبالأخص حركة فتح التي تلجأ في حل المعضلات التي تواجهها إلى "إسرائيل" بقوله "الفلسطينيون لديهم قاعدة معروفة: النار الداخلية تميل عادة لتحويل نفسها نحو إسرائيل".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور