الخميس 28 نيسان , 2022 04:24

زيارات عراقية لافتة ومهمة الى إيران

السيد رئيسي والحلبوسي

تشهد الجمهورية الإسلامية في إيران هذه الأيام، عدة زيارات لمسؤولين رسميين عراقيين، لافتة بكل ما يتعلق بها من طبيعة الوفود واللقاءات، وصولاً الى ما يتمخض عنها من نقاشات ومواقف وقرارات.

أما الزيارة الأولى، فهي لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي والوفد النيابي المرافق له، الذي يلبي دعوة تلقاها من نظيره الإيراني محمد باقر قاليباف، وهذه أول زيارة للحلبوسي إلى إيران منذ انتخابه لدورة رئاسية ثانية في البرلمان، مطلع كانون الثاني/يناير الماضي.
وقد التقى بالأمس الأربعاء، كبار المسؤولين في إيران، على رأسهم الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى قاليباف، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني.

وكان للقائه مع الأخير أهمية كبيرة، نسبة للمواقف التي أطلقت خلاله حيث أعلن شمخاني بأن بلاده ستردّ بسرعة وحزم، على أي عمل يهدف إلى الإضرار بأمنها، إذا انطلق من الأراضي العراقية. واصفاً الإجراءات التي اتخذت من داخل العراق ضد مصالح إيران بأنها غير مقبولة، لافتاً أن طهران تتبنى نهج التصدي الواعي للتهديدات، في إطار رصدها لحركات التدخل من قبل الطيان المؤقت والولايات المتحدة الأمريكية والتيارات المرتبطة بهما (في إشارة الى ضربة الصواريخ الأخيرة ضد مقر الموساد الاستراتيجي في أربيل).

أما الحلبوسي فقد قال في معرض حديثه عن النهج المعادي لإسرائيل، بأن البرلمان العراقي يُعدّ مشروع قانون لتجريم التعاون والعلاقات مع كيان الإحتلال، من أجل منع أي تحرك محتمَل في هذا المسار. وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية، أكدّ الحلبوسي أن الحوار المستمر والتعاون المشترك بين الأطراف العراقية، هو شرط لتشكيل حكومة فاعلة وقوية في هذا البلد. مضيفاً بأن إيران بما تمتلكه من نفوذ معنوي، في أوساط بعض المجموعات السياسية العراقية، تستطيع لعب دور مهم في إيجاد تلاحم سياسي في البلاد.

أما خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره محمد باقر قاليباف، فقد شدّد الحلبوسي على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين الجارين، لأن استقرار إيران سينعكس إيجاباً على العراق وبالعكس. مؤكداً على أن الطرفين يعملان على إعادة استقرار المنطقة بشكل كامل بخطوات جادة، وأن شعبي البلدين يتطلعان إلى علاقات أفضل، وأن تنعكس هذه الخطوات على ما يُؤمّن مستقبلهما باستقرار أمني واقتصادي، يبعد خطر وشبح الحروب والأزمات. لافتاً إلى أن حفظ السيادة وحسن الجوار وحماية حقوق المواطنين، يجب أن تكون هي المبادئ العامة والثابتة في العلاقات بين دول المنطقة، وما بين البلدين الجارين. مشيراً الى أهمية أن تكون هناك مواقف مشتركة لدول المنطقة في البرلمان الدولي، لأن أغلب التحديات التي تواجهها هذه الدول هي تحديات مشتركة.
أما الرئيس قاليباف فقد أكد أن بلاده تأمل أن يتمكن العراق من تشكيل الحكومة المقبلة في أسرع وقت ممكن، عبر اتفاق سياسي بين مختلف مكوناته، بما يحقق مصالح الشعب العراقي في تقرير مصيره. مشدداً على أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم اللازم للعراق في هذا الشأن. مبيناً أن محادثاته مع الحلبوسي، تطرقت للعديد من الملفات وسبل تعزيز العلاقات الثنائية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وبيئيا.

زيارة وزير الكهرباء العراقي

وفي موازاة زيارة الحلبوسي والوفد المرافق له، التقى وزير الكهرباء العراقي عادل كريم، بوزير النفط الإيراني جواد أوجي في العاصمة طهران. حيث تم البحث في تطوير وتوطيد العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة، وتزويد وزارة الكهرباء العراقية بمادة الغاز الضرورية، لتشغيل المحطات التوليدية استعداداً لصيف العام 2022. حيث اتفق الطرفان على التوصل إلى حلول مرضية لكليهما، بشأن الالتزامات القانونية والأسعار وتسديد قيم الوقود المورد، وفق آلية تضمن انسيابية التوريد خلال هذا العام.

وبالتالي ستؤدي هذه الخطوات بالتأكيد، الى منع تكرار ما حصل في العراق خلال العام الماضي، أو على الأقل الحدّ من شدة ذلك.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور