الأربعاء 07 أيلول , 2022 05:10

هآرتس: تحقيق أميركي باعتداءات كتيبة "ناحال" الاسرائيلية

الاعتداءات الإسرائيلية

تتزايد اعتداءات الجيش الإسرائيلي ومختلف الوحدات التابعة له على الفلسطينيين بشكل مستمر. ولا يمكن استثناء التغطية السياسية لهؤلاء من الجريمة. وفيما كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن خلال حملته الانتخابية وضع الدفاع عن حقوق الانسان على رأس أولوياته خلال ولايته، فإنه "باع" ذلك اولاً في زيارته إلى السعودية، وثانياً بإجراءاته غير المجدية التي يتعامل بها مع كيان الاحتلال. إذ ان تحقيقاته التي غالباً ما تفضي بإثبات اعتداءات الجيش على المدنيين والعزل في فلسطين المحتلة، فإن الإجراءات المتخذة لا تشكل رادعاً وإلا ما استمر هذا العنف لعقود.

صحيفة هآرتس العبرية تشير في مقال لها إلى انه "طلب من السفارة الأمريكية في إسرائيل إعداد تقرير داخلي عن نشاطات على خلفية أحداث متزايدة متورط فيها جنود هذه كتيبة "الناحال"، والتي في بعضها تم تسجيل سلوك غير لائق تجاه السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتشير إلى ان " زيارة بايدن، لإسرائيل وفي مناطق السلطة الفلسطينية في تموز الماضي، لم تؤد إلى استئناف العملية السياسية أو القيام بخطوات أمريكية استثنائية في صالح الفلسطينيين".

النص المترجم:

تظهر وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً اهتماماً خاصاً بنشاطات كتيبة "الناحال الأصولي" في الجيش الإسرائيلي، نيتسح يهودا، في "المناطق" -أي الضفة الغربية-. طلب من السفارة الأمريكية في إسرائيل إعداد تقرير داخلي عن نشاطات على خلفية أحداث متزايدة متورط فيها جنود هذه الكتيبة، والتي في بعضها تم تسجيل سلوك غير لائق تجاه السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.

أجرى الموظفون في السفارة مقابلات من أجل ذلك مع مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين، وجمعوا منشورات في وسائل الإعلام الإسرائيلية وتقارير لمنظمات حقوق إنسان عن أحداث شارك فيها جنود الكتيبة. يبدو أن الأمريكيين معنيون بموضوع الخدمة الطويلة للكتيبة في الضفة الغربية، على الأغلب 8 – 10 أشهر في السنة مثل الكتائب الأخرى في لواء المشاة "كفير"، ويريدون معرفة ما إذا كان الجدير تقديم توصية للجيش الإسرائيلي بإخراج الكتيبة من هذا القطاع لفترة أطول.

الحادث الذي أثار اهتمام وزارة الخارجية في واشنطن هو ذلك الذي قتل فيه فلسطيني معه جنسية أمريكية، عمر أسعد ابن الـ 80، قرب رام الله في كانون الثاني الماضي، والذي احتجزه جنود الكتيبة الذين وضعوا حاجزاً طياراً في قرية جلجليا شمالي رام الله في وقت متأخر من الليل. وقد حاول معارضة الفحص، وعندها كبل الجنود يديه وقاموا بتكميم فمه. ألقوا العجوز الفلسطيني على الأرض في طقس بارد. وعندما أُطلق سراح السائقين الفلسطينيين الذين تم احتجازهم، بقي أسعد مرمياً على الأرض. تركه الجنود هكذا وواصلوا طريقهم. بعد ذلك، قالوا بأنهم اعتقدوا بأنه كان نائماً. استدعى السكان طبيباً فلسطينياً إلى المكان في وقت لاحق وقرر وفاة أسعد بسبب نوبة قلبية.

رئيس الأركان، افيف كوخافي، أجرى تحقيقاً في الحادث، وأمر في أعقاب ذلك بتوبيخ قائد الكتيبة وعزل ضابطين من عملهما، اللذين كانا في المنطقة أثناء الحادث، قائد فصيل وقائد حظيرة. وقد تم فتح تحقيق في الشرطة العسكرية في القضية، الذي انتهى مؤخراً. في القريب، من شأن النيابة العامة العسكرية أن تتسلم القرارات حول هذا الشأن. ضباط كبار في الجيش قالوا بعد الحادث للصحيفة بأن "الجنود لم يروا أمامهم إنساناً".

مؤخراً، كان جنود الكتيبة متورطين في أحداث استثنائية. ففي 24 آب الماضي تم وقف أربعة جنود في "نيتسح يهودا" عن العمل بعد نشر فيلم ظهروا فيه وهم يضربون فلسطينيين قرب رام الله. في هذا الحادث أيضاً أدان رئيس الأركان سلوك الجنود. وفي 2019 تم اعتقال جنود من الكتيبة، وتم الحكم عليهم بعد أن قاموا بضرب فلسطينيين في منطقة رام الله، الذين تم اعتقالهم بتهمة المشاركة في عمليات قتل فيها جنديان من الكتيبة.

شكلت الكتيبة في نهاية التسعينيات في محاولة لتجنيد شباب متدينين للجيش الإسرائيلي كانوا قد تسربوا من المدارس الدينية. بعد بضع سنوات، جند في الكتيبة بضع مئات من الجنود في كل سنة، لكن ولتحقيق أهداف التجنيد الرقمية، استوعب الجيش في هذه الكتيبة أيضاً جنوداً غير أصوليين. بعض المتجندين اختاروا الانضمام للكتيبة كي لا يخدموا مع النساء (هذا هو الإطار القتالي الوحيد في الجيش الذي لا تدخل النساء إليه أبداً)، لكن مع مرور الوقت، تحولت الكتيبة إلى مدينة لجوء لـ"شبيبة التلال"، وهم نشطاء يمينيون متطرفون أرادوا التجند ولكنهم لم يقبلوا في وحدات أخرى في الجيش. الخلفية الأيديولوجية لكثير من الجنود والأجواء في الكتيبة والرقابة الضعيفة أحياناً من قبل القيادة العليا، كل ذلك أدى إلى أحداث كثيرة نسبياً للتنكيل الموثق للفلسطينيين.

الاهتمام المتزايد للإدارة الأمريكية بنشاطات الجيش في الضفة يرتبط أيضاً بحادثة أخرى حدثت مؤخراً، التي لم يكن جنود "نيتسح يهودا" متورطين فيها، قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة.

يبدو أن أحداث الأشهر الأخيرة أدت إلى الانشغال الأوسع للإدارة الأمريكية بما يحدث في الضفة. زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإسرائيل وفي مناطق السلطة الفلسطينية في تموز الماضي، لم تؤد إلى استئناف العملية السياسية أو القيام بخطوات أمريكية استثنائية في صالح الفلسطينيين، ولكن الإدارة الديمقراطية، مثل إدارة أوباما من قبل وبخلاف تام عن إدارة ترامب الجمهوري، تزيد الانشغال بالمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وبسلوك الجيش في المناطق، وهي الآن تطلب تفسيرات أكثر من الحكومة الإسرائيلية ومن الجيش الإسرائيلي.

رفضت السفارة الأمريكية في القدس الرد على توجه "هآرتس" بهذا الشأن. وقالت المتحدثة بلسان السفارة: "نحن لا نتطرق إلى محادثات دبلوماسية خاصة".


المصدر: هآرتس

الكاتب: عاموس هرئيل




روزنامة المحور