الإثنين 27 تشرين أول , 2025 12:59

كتاب: الحق يصنع القوة: القوى الصاعدة والنظام الدولي

كتاب: الحق يصنع القوة: القوى الصاعدة والنظام الدولي

الكتاب "الحق يصنع القوة: القوى الصاعدة والنظام الدولي" للباحثة ستايسي غودارد يقدم رؤية تحليلية عميقة حول كيفية تشكّل القوة في النظام الدولي الحديث، من خلال الشرعية والخطاب السياسي وليس فقط عبر القدرات العسكرية أو الاقتصادية.

الفكرة المحورية

ترى غودارد أن القوى الصاعدة لا تصبح قوية لأنها تمتلك موارد ضخمة، بل لأنها قادرة على تبرير أفعالها بطريقة مقبولة ومقنعة ضمن النظام الدولي. أي أن "الحق" أو الشرعية يمكن أن يتحول إلى "قوة" بحد ذاته. فالخطاب الذي تستخدمه الدول لتبرير تصرفاتها الخارجية يصبح جزءًا من قوتها، وليس مجرد غطاء سياسي لها.

البنية العامة للكتاب

يضم الكتاب ستة فصول رئيسية:

- معضلة القوى العظمى: الغموض والنوايا وسياسات القوة الصاعدة
يناقش كيف تتعامل القوى الكبرى مع صعود قوى جديدة - هل تحتويها أم تواجهها؟ ويبين أن القرار يعتمد على كيفية فهم نوايا القوة الصاعدة من خلال خطابها الشرعي.

- السياسة الشرعية: كيف يجعل الحق الدولة الصاعدة قوية
تشرح الكاتبة أن الدول الصاعدة تستخدم الخطاب الشرعي لتقديم مطالبها باعتبارها مشروعة، مما يقلل من مخاوف القوى الكبرى ويزيد فرص قبولها في النظام الدولي.

- الحالة الأمريكية (1817–1823): استيعاب بريطانيا لصعود الولايات المتحدة
توضح هذه الحالة كيف نجحت أمريكا في إقناع بريطانيا بأنها ليست قوة ثورية مهددة، بل إصلاحية ملتزمة بالقواعد الليبرالية للنظام القائم، مما أدى إلى تعاون سلمي بدل الحرب.

- الحالة البروسية (1863–1864): ثورة منضبطة أعادت تشكيل أوروبا
تبيّن الكاتبة كيف استطاعت بروسيا تحت قيادة بسمارك أن تبرر توسعها على أنه شرعي وهادف إلى استقرار القارة، ما سمح لها بتوحيد ألمانيا دون مواجهة أوروبية شاملة.

- الحالة الألمانية النازية (1938–1939): الخطاب العدواني وغضب بريطانيا
هنا يبرز كيف فشلت ألمانيا النازية في إقناع الآخرين بشرعية سياساتها، إذ بدا خطابها الثوري تهديدًا للنظام الدولي، مما أدى إلى مواجهة عسكرية عالمية.

- الحالة اليابانية (1930–1933): هفوة منشوريا
تناول مثال اليابان التي فقدت شرعيتها بعد غزو منشوريا، فتحولت من قوة مقبولة إلى خصم يجب احتواؤه، ما أدى لاحقًا إلى حرب شاملة في المحيط الهادئ.

الخاتمة: الشرعية والقوة في النظام الدولي المعاصر

تستخلص غودارد أن القوة المادية وحدها لا تضمن التفوق، بل يجب أن ترافقها قدرة على بناء سردية شرعية مقنعة. وتشير إلى أن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين سيتحدد ليس فقط عبر موازين القوة العسكرية والاقتصادية، بل أيضًا من خلال الطريقة التي تضفي بها الصين الشرعية على توسعها وسلوكها الدولي.


الكاتب: ستايسي غودارد




روزنامة المحور