الأربعاء 15 شباط , 2023 11:26

هآرتس: عدم الحديث عن حرب أهلية خطأ كبير

الحرب الأهلية في كيان الاحتلال

ينقسم كيان الاحتلال حول تشخيص خطورة العمليات الفدائية الأخيرة في الداخل. إلا انه على الرغم من محاولة التطمينات التي تحاول الحكومة بثها، يكثر الحديث عن احتمالات متزايدة لنشوب "حرب أهلية". وتقول صحيفة هآرتس العبرية، انه "منذ سنوات كثيرة، نشعر أننا غرباء في دولتنا... سنة 2023 ربما سنتذكرها أنها سنة الانقلاب القضائي، فما الذي تخبئه لنا سنة 2026؟".

النص المترجم:

هل هناك كثيرون يقولون "حرب أهلية"؟ لا، لا تقولوا ذلك. هذا طابو. لن تحدث حرب أهلية، فنحن شعب واحد، أخوة، جئنا هنا من الشتات والكارثة من أجل تجسيد حلم الأجيال ولكي نبني ونُبنى. هيا نعلن جميعاً: لن تحدث في إسرائيل حرب أهلية.

هذا خطأ كبير، لأنه يعطي فرضية ضمان لأصحاب القوة الذين يقسمون الشعب الآن إلى معسكرات، معسكرات لا يوحدها سوى الكراهية المتبادلة فيما بينها. شبكة الأمان هذه تمكنهم من القول: ها نحن نغرس أصابعنا في عيونكم. وإذا لم يكن هذا كافياً فسنقتلعها، لأنكم تبقون أخوة بالنسبة لنا، وعليكم الجلوس بهدوء في بيوتكم. فالفكرة التي لا يجب ذكرها (ممنوع الحديث عن حرب أهلية) لا يجب أن نتبناها لأنها تعطي الأمن الزائد والطاقة لمن يخربون.

سأكون هنا مثل كثيرين يفكرون مثلي. ربما أصبحنا أقلية في بلادنا، لكننا أقلية كبيرة، ثرية ومثقفة. من غيرنا لا يمكن أن تكون هنا دولة. نتجول مع أصابع مغروسة في عيوننا منذ سنوات كثيرة، يمكن القول منذ أن قتل أعداؤنا رئيس حكومتنا واحتلوا مكانه. منذ ذلك الحين، بالتدريج، من سنة إلى أخرى، كل ما نفكر فيه ونحلم به ونؤمن به ونريده آخذ في الانسحاق تحت أقدام الذين كانوا يريدون أن نكون أخوتهم.

منذ سنوات كثيرة، نشعر أننا غرباء في دولتنا، الدولة التي قامت على المساواة والتنور والتقدم والسلام. وحتى الآن اتفقنا مع الفكرة العامة، وهي أن دولتك تفعل خلاف ما كنت تريد أن تفعل، بسبب وهم الاحترام المتبادل والضمان المتبادل والماضي والمصير المشترك والأمل بمستقبل مشترك وجيد. بسبب هذا الوهم وافقنا على التنازل عن الفكرة السامية، المبدئية، وهي أن جميع المواطنين متساوون، ووافقنا على أن يكون هناك أشخاص يحاربون ويعملون، وفي المقابل يجلس أشخاص كثيرون في البيوت دون أن يحاربوا ويعملوا. بسبب الضعف وافقنا، وبسبب السذاجة. وافقنا على أن نعيش كشعب يحتل ويستعبد. وافقنا على أن قيام نظام فيه نوعان من الناس، فوقيين ودون. حيث يحكم الفوقيون الضعفاء بقوتهم الكبيرة ويفعلون بهم ما يحلو لهم. بضعفنا، وافقنا على ذلك بسبب العمى.

كغرباء نسير في دولتنا. عندما أسمع عن ساجد مزهر (17 سنة) وهو ممرض متطوع من مخيم الدهيشة للاجئين والذي أطلقت قوات أمن دولتي النار عليه وقتلته أمتلئ غضباً وخجلاً. حياة شاب أزهقت. شاب وسيم كل الحياة أمامه كان يمكن أن يكون صديقاً أو زميلاً أو زوجاً أو أباً. لماذا مات؟ بسببي. بسبب دولتي، بسبب أنه إنسان من النوع "ب"، وأنه مسموح إطلاق النار عليه هكذا بدون أي رد أو عقاب.

وعندما أسمع عن 5 شباب قتلوا في معركة على يد قوات أمننا، أمتلئ بالحزن والخجل، والتقدير، تقدير لخمسة من بين عشرات الآلاف الذين تجرأوا، رغم كل الاحتمالات، على القيام والإظهار بأنهم بشر ويستحقون الاحترام. ما هو الخيار الذي قدموه لهم عدا عن بناء بيوتنا؟ ما الذي تعرضه عليهم، يا سيد سموتريتش، موافقتهم أن يكونوا حطابين لك؟ لو تربيت في جنين بدلاً من "بيت إيل" لما تجرأنا على الخروج من بيوتنا بسبب غضبك. تأييدي كامل لعائلة ساجد ولكل الشباب الآخرين الذين قتلناهم بسبب قصر النظر والعمى والعنصرية وعبادة القوة. صحيح، أعرف أننا حاولنا صنع السلام، ولكننا في المقابل حصلنا على الإرهاب. فهل يعني ذلك أن نتوقف عن المحاولة؟ وأن نستثمر كل طاقاتنا في الصواريخ وصواريخ الاعتراض؟ وماذا عن الاستثمار في البشر؟

 الخيط الأخير الذي أمسكنا حتى الآن هو المحكمة، على الأقل نظرياً. كان يمكنني الذهاب والمطالبة بالعدالة. كان يمكنني طلب العون. ولكن حتى هذا شطب الآن من جدول الأعمال. الآن، نفس الجزء من الشعب الذي أخاف منه يمسك بالزمام بشكل كامل. وما الذي يخبئه لنا المستقبل؟ هل يجب على من يريد الحصول على جواز سفر التوقيع على تصريح ولاء؟ هل توجد أفضلية لوزراء الحكومة وأبناء عائلاتهم في الطابور لزراعة الأعضاء؟ منع التحقيق مع الوزراء وأعضاء الكنيست ورؤساء البلديات؟ تعيين يغئال عمير وزيراً في الحكومة، ربما رئيساً للدولة؟ توقيف نصف سكان الدهيشة على الحائط بسبب رشق الحجارة؟ رئاسة الحكومة ستنتقل بالوراثة؟ سنة 2023 ربما سنتذكرها أنها سنة الانقلاب القضائي، فما الذي تخبئه لنا سنة 2026؟


المصدر: هآرتس

الكاتب: زئيف سملنسكي




روزنامة المحور