الإثنين 17 نيسان , 2023 03:03

معاريف: على إسرائيل أن تستوعب المتغيّرات الإقليمية بسرعة

الاتفاق السعودي الايراني

على ضوء المستجدات الأخيرة التي حملت عدداً من خطوات إعادة العلاقات بين عدد من الدول في المنطقة، وعلى رأسها الاتفاق السعودي- الإيراني، يتزايد القلق داخل كيان الاحتلال، لما ستحمله هذه المستجدات من انعكاسات ستضر تباعاً المصالح الإسرائيلية. وتقول صحيفة معاريف العبرية، ان "ليس واضحاً إلى أين ستؤدي هذه المسيرة، لكنها بالتأكيد تستوجب تفكيراً جديداً في إسرائيل. هذا يستوجب من إسرائيل أن تتخذ سياسة لاجمة كي تمنع مساً بمكانتها في نظر أصدقائها".

النص المترجم:

في الأسابيع الأخيرة نضجت مسيرة مشوقة لتسويات في الشرق الأوسط، تتداخل وميل المصالحة بين سلسلة لاعبين مركزيين في المنطقة، لكن في جعبتها خطوات مفاجئة ومهمة أكثر، بينها استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وهوية الوسيط الصيني. وإذا لم يكن هذا بكافٍ فالتطبيع بين نظام الأسد في سوريا والعالم العربي يبلغ ذروته مع استئناف العلاقات الدبلوماسية المرتقبة بين الرياض ودمشق. يدور في السياق السوري حديث عن مسيرة تدريجية جرت في السنتين الأخيرتين لكنها تسارعت في أعقاب الهزة الأرضية في تركيا وسوريا.

من المهم التشديد على أنها ليست تطورات التقت معاً مصادفة، بل فهم في أوساط اللاعبين الأساسيين في المنطقة بأنه من الجدير تعزيز ميل التسويات وقبول الواقع في الظروف الراهنة، سواء في شكل نظام الأسد الذي تبقى على حاله رغم جرائم الحرب، أو خطاب بناء أكثر مع طهران، بالذات في ضوء التخوف من خطواتها.

ما الذي يقبع في أساس هذا الاعتراف؟ أولاً، مكانة الولايات المتحدة في المنطقة؛ والاعتراف السعودي بضرورة الحوار الرسمي مع إيران يعكس إحساساً بثقة أقل من جانب الرياض بوقوف واشنطن إلى جانبها عند الحاجة. ليس هذا شرخاً في العلاقات، بل علامات استفهام تجاه واشنطن وسلم أولويات تجاه الشرق الأوسط. ثانياً، طرأت مسيرة تدريجية من التطبيع بين دول عربية ودمشق؛ فالإمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق في 2018، والأردن أعلن عن استئناف العلاقات مع سوريا في 2021. ثمة فهم بأن لا مفر من تحسين الخطاب مع طهران؛ وإلى جانب ذلك، يعد هذا هو الوقت لإعادة سوريا إلى الحضن العربي من أجل استقرار الساحة السورية وربما حتى إبعادها، وإن قليلاً، عن العناق الإيراني.

ما آثار كل ذلك على إسرائيل؟ استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يعد مفاجأة استراتيجية، وإن لاحت مؤشراتها في أروقة الاستخبارات. لقد وضع نتنياهو تقدم العلاقات بين السعودية وإسرائيل في مركز خطة العمل السياسية. لا يوجد بالضرورة تضارب بين الأمور، لكن من ناحية إسرائيل، الصورة مركبة على نحو خاص. فالتآكل في الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة، بخاصة في السياق الإيراني، مقلق وقد يشهد على تخوف عربي من أن طريق إيران إلى دولة حافة نووية محتم.

واضح لطهران أن خصومها اتخذوا هذه الخطوات في ضوء عدم الثقة والمعارضة لسياستها، لكن من ناحيتها، هناك ما يعزز الثقة "بعدالة طريقها"، بقدرتها على التصدي للعقوبات بل والسعي إلى الأمام في السياق النووي.

تعكس المسيرة الإقليمية فهماً ينبغي البحث بموجبه عن حوار قريب مع خصومك، بالذات في ظروف يكون فيها التزام القوة العظمى الأمريكية غير واضح. ليس واضحاً إلى أين ستؤدي هذه المسيرة، لكنها بالتأكيد تستوجب تفكيراً جديداً في إسرائيل. هذا يستوجب من إسرائيل أن تتخذ سياسة لاجمة كي تمنع مساً بمكانتها في نظر أصدقائها.

على خلفية ذلك، فإن الصدع الداخلي في إسرائيل والشكل الذي ينظر فيه إلى خطواتها يمسان بمصالح إسرائيلية. فهي تعتبر لاعباً ليست وجهته واضحة. يجدر بإسرائيل أن تستوعب معاني المسيرة الإقليمية، وبسرعة.


المصدر: معاريف

الكاتب: ميخائيل هراري




روزنامة المحور