الثلاثاء 22 حزيران , 2021 02:45

الشهيد سليماني الحاضر الغائب في الانتخابات

الشهيد قاسم سليماني

"انتخب في هذا الوقت تكريمًا لدماء الشهيد القائد قاسم سليماني، وأن دماء القائد سليماني هي التي دفعتنا للمشاركة في هذه الانتخابات" هذا ما قالته شابة إيرانية عند سؤالها عن سبب تأخرها حتى منتصف ليل الجمعة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

لم يعتد الشعب الإيراني على غياب الجنرال سليماني، فبصمته لم تغب يومًا عن الاستحقاق الرئاسي. وكان اللافت في انتخابات هذا العام، انتشار صورة له رافعًا اصبعه المصبوغ بالحبر، في إشارة إلى أنه قد مارس واجبه الانتخابي، وتعود هذه الصورة إلى آخر انتخابات رئاسية عاشها الشهيد سليماني في العام 2017 قبل أن تغتاله القوات الأميركية في بغداد.

غاب الشهيد سليماني جسديًا هذا العام، لكنه كان حاضرًا في إرادة الشعب الإيراني الذي شارك بكثافة وحماسة في الانتخابات، فمنذ الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة الـ 18 من حزيران، تهافتت الحشود الغفيرة إلى مراكز الاقتراع، وكان مشهد المقترعين في مدينة كرمان قرب جنة الشهداء حيث ضريح الشهيد سليماني ثوريًا، عبروا فيه عن تمسكهم بنهج وخط الشهيد سليماني.

حضر المقترعون وبيدهم الأعلام الإيرانية وصور الشهيد سليماني جنبًا إلى جنب جوازات سفرهم مؤكدين "أن مشاركتهم تأتي حفاظًا على الانتصارات والانجازات التي أحرزها الشهيد سليماني وكل شهداء الجمهورية".

وقد استذكر الإيرانيون وصية الشهيد سليماني في معرض حديثه عن إيران "فلتعلموا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي الحرم، وسوف تبقى سائر الحُرم إنْ بقي هذا الحرم، إذا قضى العدوّ على هذا الحرم فلن يبقى هنالك من حرم، لا الحرم الإبراهيمي ولا الحرم المحمّدي"، لتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقةً بصور لناخبين يحملون صورة الشهيد بيد وباليد الأخرى بصماتهم الانتخابية.

في هذا السياق قال ممثل اهالي في محافظة فارس في مجلس الخبراء "ان المشاركة في الانتخابات هي لتداوم تكريم دماء الشهداء أمثال الشهيد قاسم سليماني"، وأكد على ذلك المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايراني في الشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة له على تويتر " نشارك جميعًا جنبًا الى جنب في انتخابات هذا العام، إحياء لذكر القائد العزيز سليماني، ومن أجل شموخ الوطن"، مشددًا على "ان الأعداء الخارجيين الذين رفعوا شعار "لا لصناديق الاقتراع"، كانوا يرومون في الأمس زعزعة الامن في الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر الحظر وتنظيم داعش الارهابي، واليوم من خلال بث اليأس بين الشعب... لا لأعداء إيران الحبيبة".

من جهته قال عضو مجلس الخبراء الشيخ علي أكبر کلانتري بعد إدلائه بصوته "حضور الانتخابات واجب وحق للشعب ويجب أن يُنفّذ هذا الواجب بأفضل طريقة ممكنة، اننا ملزمون ومسؤولون عن دماء الشهداء والشهيد سليماني، لذا فإن التصويت يعني قبول الشهيد سليماني وليس داعش ولا الولايات المتحدة ولا اسرائيل ولا للظالمين ".

إذًا لم يفز السيد إبراهيم رئيسي بالانتخابات وحده هذا العام، فقد فاز معه الشهيد سليماني والشهداء، فوصلت أصواتهم من خلال صناديق الاقتراع وأثبتت إيران أنها تحيا بدماء الشهداء.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور