الإثنين 30 آب , 2021 02:39

شبوة: خط تماس جديد بين السعودية والامارات

لا تكاد الدولتان تلملمان أخبار الخلافات بينهما عن وسائل الاعلام العالمية، حتى تجد السعودية والامارات نفسيهما على خط تماس جديد. فاليمن بالنسبة لهاتين الدولتين كصفيح ساخن، وكل الصدامات بينهما قد ينتج عنها اشتباك مسلّح كما حدث في أبين وعدن ويحدث الآن في شبوة.

في تصعيد جديد، قامت قوات حزب الإصلاح -أداة السعودية في البلاد- بمحاصرة عناصر "النخبة الشبوانيّة" -المدعومة إماراتيًّا- والمتواجدة في محيط منشأة بلحاف في شبوة، والتهديد بطردهم من الميناء. وتأتي هذه الخطوة بعد دعوات كان قد وجهها محافظ شبوة محمد صالح بن عديو إلى الامارات "الكف عن دعم التمرد والتحكم في موارد البلاد"، وفشل الوساطات في اقناع القوات الإماراتية بالانسحاب من هذه المنطقة.

مصادر عسكرية يمنية أكدت أن مجموعات مسلحة تم رصدها، الأحد، وهي في طريقها إلى بلحاف، توازيًا مع تحليق واسناد جوي لطائرات إماراتية. يقابله استحداث قوات الإصلاح خنادق ونقاط تمركز عسكرية في محيط بلحاف. إضافة لتوجيه المدافع نحو معسكرات قوات الانتقالي داخل المنشأة التي استخدمتها الامارات كقاعدة عسكرية لها. ما يُنذر بتدهور الأوضاع في شبوة.

وقد أكدت مصادر قبليّة أن أبو ظبي قد فقدت الاتصال بحوالي 15 من قواتها في بلحاف، كانوا في دوريات عسكرية في محيط المنشأة، ورجّحت أنهم قد تعرضوا للاختطاف، لأن كل ما يدور حول عملية اختفائهم المفاجئ يدعو للريبة. خاصة مع وجود خلفيّات ثأرية بين الجانبين بعد قيام "النخبة الشبوانية" بمصادرة عدد من شحنات الأسلحة قادمة من الصومال -مكان تمركز قاعدة عسكرية تركية- كانت تسلك طريقها إلى شبوة لصالح ميليشيا حزب الإصلاح.

في ظل هذه التطورات التي تنذر بالتصعيد العسكري القريب بين الجانبين، أمهلت الرياض المسلحين التابعين للإصلاح بالانسحاب من الميناء خلال ساعة واحدة، مع تهديدها بقصف كل المواقع التي تم استحداثها. فيما قامت الطائرات الحربية الإماراتية باستهداف عدة مواقع لميليشيا الإصلاح في الشبيكة.

هذا الخلاف لم يكن الأول بين الميليشيات الموالية للرياض وأبو ظبي، ولن يكون الأخير. في ظل تزايد أطماع الجانبين بالاستيلاء على المناطق النفطية اليمنية، حيث تشهد البلاد توافد عدد من الناقلات الأجنبية لنهب النفط الخام بما يقدّر بمليارات الدولارات.

لكن السؤال هنا، هل ان السعودية والامارات غير قادرة على ضبط ميليشياتها؟ أم أن ما يجري من اشتباكات عسكرية ميدانية بين الجانبين منظّم وبالتالي سيأخذ منحى "توجيه الرسائل بالنار"؟

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.ح


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور