الخميس 09 كانون الاول , 2021 04:22

الانسحاب الأمريكي القتالي من العراق: المقاومة هي الحكم!

الانسحاب الأمريكي من العراق

أعلنت الدولة العراقية اليوم الخميس، عن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي في البلاد، على أن تستمر العلاقة بين العراق وهذه القوات، في مجالات التدريب والاستشارة والتمكين. وقد أعلن ذلك مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، من خلال تغريدة له على تويتر التب قال فيها:"اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق، وستستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين".

وفي نفس السياق، كان رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي قد ناقش هذا الموضوع مع وزيرة الخارجية البريطانية "ليز تراس"، من خلال التنسيق المشترك لإنهاء الدور القتالي لهذه القوات.

ووقف الدور القتالي لقوات التحالف، ما هو الا صيغة لتوصيف الانسحاب العسكري الأمريكي من هذا البلد، بعد بأن أقر ذلك تصويت البرلمان العراقي في مطلع العام 2020، بعد أيام من استشهاد القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، التي تمر الذكرى السنوية الثانية لاغتيالهما بعد أقل من شهر، وفي هذا دلالات كبيرة.

خاصة وأن ذريعة وجود هذه القوات، كان وجود تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، الذي أعلنت الحكومة العراقية هزيمته في أواخر العام 2017، واستعادت السيطرة على كامل أراضي البلاد، بما فيها الخط الحدودي مع سوريا، من خلال نجاعة وقدرات الحشد الشعبي والقوات العسكرية العراقية، دون الحاجة اليها اصلاً. وبالتالي لم تعد هذه الذريعة صالحة للاستخدام، رغم وجود مسألة الخلايا النائمة التابعة لهذا التنظيم، والتي تصاعد نشاطها مؤخراً بشكل مريب.

فصائل المقاومة تراقب بدقة وهي الحكم
لا شك ان فصائل المقاومة بأغلبيتها، تراقب عن كثب صحة تحقق هذا الانسحاب، خاصة في القواعد العسكرية والمطارات مثل :قاعدة عين الأسد ، مطار بغداد وقاعدة النصر، قاعدة بلد الجوية، مطار أربيل والملحق العسكري التابع له، قاعدة الحرير. وبالتالي لن يكون بمقدور الأمريكيين محاولة خداع هذه الفصائل، كما لن يكون في مصلحتهم ذلك.

لأن فصائل المقاومة وفق ما تم الإعلان عنه، عبر العديد من القادة، مثل الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي والأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي والأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، قد توعدوا وتعهدوا بأن يكون مطلع العام الجديد، هو بداية تنفيذ عمليات المقاومة في حال لم يتم تحقيق الانسحاب الكامل.

حتى أن كتائب سيد الشهداء نفذت حملة لتطويع من يرغب من الشباب العراقي، في المشاركة بالعمليات ضد القوات الامريكية، واستطاعوا جمع عشرات الآلاف منهم.

كما أن الولايات المتحدة الامريكية ليس من مصلحتها ذلك، في إطار خططها الاستراتيجية لما تسميه بالتهديدات الكبرى مع الصين وروسيا، فإن تبقي جنودها في العراق والمنطقة، تحت التهديد بالاستهداف المباشر. لذلك عمدت في الفترة الماضية الى تفريغ قواعدها، ونقل المعدات باتجاه الأردن التي وقعت معه اتفاقية تعاون عسكرية، تعوض غيابها في بعض الساحات.





روزنامة المحور