السبت 10 نيسان , 2021 06:45

تحضيرات إسرائيلية لمواجهة بحرية مع إيران

حرب سفن بين إيران وإسرائيل

يستعد كيان الاحتلال الإسرائيلي لتصعيد المواجهة البحرية مع الجمهورية الإسلامية، عقب استهداف سفينة "ساويز" الإيرانية في البحر الأحمر. وبحسب التقرير الذي نشرته قناة كان العبرية، تشير التقديرات إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال رد وتصعيد إيراني في المواجهة البحريّة المحتملة.

وكان موقع "والا" الإسرائيلي قد نشر تقريرًا للصحافي الإسرائيلي ، "أمير بوخبوط"، يوضح فيه أسباب احتمالية هذا التصعيد، حيث قال: "إن العمليات الصاخبة قد تجر "إسرائيل" إلى حرب مع إيران، دون التأكد ما إذا كان ضروريا؛ لأن المواجهة بينهما تقوم على السرية التي تتيح للطرفين مساحة من الإنكار، رغم أن العمليات الإسرائيلية في الساحة البحرية مثل ضرب سفينة بعيدة لا تشكل خطراً مباشراً، لكنها تشجع طهران على الرد، وتعريض المصالح الإسرائيلية الحساسة للخطر، وقد تقوض شرعية هجماتها في سوريا".

وبحسب بوخبوط، فإن "الأضرار التي لحقت بالسفينة الإيرانية في البحر الأحمر تشير إلى تغيير جذري في سياسة النشاط العسكري الإسرائيلي تجاه إيران؛ حيث أدلى هذا الهجوم لتعميق الحملة البحرية المفتوحة مع طهران، وعلى عكس الماضي فقد اختفت السرية، وتراجعت القدرة على إنكار هذه النشاطات العسكرية".

كما أشار في تقريره إلى أن "متابعي الهجوم في المنطقة يرونه مؤشرًا على إلغاء قدرة إيران على إنكارها، مما يجعل هذه الخطوة مصدر غموض لها، وعند القيام بذلك يتم انتهاك السرية الحرجة لهذه الحملة، لذلك يتم توجيه أصابع الاتهام بسرعة لإسرائيل. وإذا عدنا إلى الوراء خلال الأشهر القليلة الماضية، سنكتشف أن غلاف الغموض قد تحطم قبل ذلك، عندما ضربت "إسرائيل" ناقلات نفط إيرانية".

وأكد بوخبوط في حديثه على أن "قوات الاحتلال نفذت 12 هجوماَ ضد أهداف إيرانية"، وردا على ذلك، يعتقد أن رد الإيرانيين كان خطوة "غير عادية ومتطرفة للغاية"، فأوضح أن "الإيرانيين قرروا ضرب سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر والمحيط الهندي، رغم أن الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية مثار انتقاد الخبراء العسكريين، فالحرس الثوري، لا يزال يسعى للانتقام المرير لاغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني، ومهندس المشروع النووي الإيراني محسن فخري زادة".

وفي التقرير، طرح بوخبوط تساؤلاً حول ما إذا كان "لدى إسرائيل نية متعمدة للدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، التي استمرت لعقود، واعتمدت على السرية التي تسمح للجانبين، بالحفاظ على إبقاء المواجهة على نار صغيرة خاضعة للرقابة، وعميقة في الظل، حتى لا يتم الانجرار إلى حرب لا يحتاجانها، وقد يكون لديهما الكثير مما سيخسرانه، علما بأن ذات الحملة السرية تتم بشكل شبه حصري بإطلاق الصواريخ ووضع الألغام".

وتوصل في نهاية تحليلاته إلى أن "الوضع المعقد الذي وجدت إيران نفسها فيه بعد الهجمات الإسرائيلية يتطلب منها الرد بنسخة "العين بالعين"، مما يجعل الوضع حربا حقيقية على ممرات الشحن، وهذا واقع أمني يتطلب من السفن الإسرائيلية التفكير بعمق، حيث تجاوز الإيرانيون الخطوط الحمراء، مما مثّل تغييرًا في سياستهم، والسؤال ما إذا كانت إسرائيل تنوي الدخول بمواجهة مباشرة مع إيران بما يعرض مناطقها الحساسة للخطر، فـ 98٪ من وارداتها تأتي بحرًا".

وختم بوخبوط تقريره محذرًا كيان الاحتلال من رد مفاجئ للحرس الثوري الإيراني قد يعرض الداخل الاسرائيلي للخطر، "أما بالنسبة للجبهة الداخلية المحمية، فالأعمال الإسرائيلية الصاخبة في الساحة البحرية، والتي انزلقت منذ فترة طويلة من الظل إلى ضوء الشمس، قد تعرض مصالحها القومية والحساسة للغاية للخطر، فإيران على بعد ألفي كم من سواحلها، ولا تشكل تهديدًا مباشرًا لها، لكن إذا تلقى حرسها الثوري "الضوء الأخضر" من النظام، فستكون إسرائيل مطالبة بإعادة تحديد قواعد اللعبة، خاصة إعادة الحملة إلى الظل".

في سياق آخر، أشارت قناة كان العبرية إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي" التقى نظيره الأميركي، لبحث البرنامج النووي الإيراني "ومخاوف إسرائيل" من إمكانية العودة للاتفاق.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور