السبت 09 نيسان , 2022 02:22

العقوبات على روسيا: سوريا تقدم المساعدة ومنطقتنا أبرز المستفيدين

التعاون بين البلدين على صعيد البطاقة الذكية

يبدو أن إجراءات الحظر والحصار والعقوبات، التي فرضت ومازالت تفرض على روسيا، بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، ستدفع بالأخيرة الى العديد من الخطوات الاستراتيجية، التي لن تصب في مصلحة أمريكا وحلفائها. ومن هذه الخطوات تعزيز التعاون مع حلفائها في منطقتنا، لتشمل قطاعات أخرى لم يشملها ذلك سابقاً. وأبرز مثال على ذلك، ما كشف مؤخراً عن تعاون سوريا مع روسيا، بخصوص تجربة "البطاقة الذكية" المتعلقة بالوقود والمواد الغذائية المدعومة من الدولة.

فبالرغم من أن روسيا هي المصدّر الأول للعالم بالغاز والنفط، كما أنها من أهم مصدري المواد الغذائية الحيوية، ولا تعاني من مشاكل في هذه القطاعات بتاتاً. إلا أنها على ما يبدو، ستنتهج خططاً لدعم مواطنيها بهذه السلع، لتخفيف آثار العقوبات الخارجية عنهم قدر الإمكان.

ولسوريا تجربة وخبرة كبيرة في هذا المجال، خلال السنوات الماضية، من التعامل مع المواد المقننة والتسعير، مروراً بالأنظمة والمعدات والبطاقات، التي يجب أن تتواجد لدى الوزارات والإدارات المختصة والمواطنين. فسوريا قد تعرّضت للعديد من إجراءات الحظر والعقوبات لسنوات طويلة، وتم حرمانها من المواد الغذائية وغيرها (عبر قانون قيصر الأمريكي مثلاً). الأمر الذي جعل لديها تجربة أكثر بكثير من بقية الدول، التي لم تتعرض لمثل هذه العقوبات والإجراءات سابقاً.

والبطاقة الذكية يوجد منها نوعان: الأول للوقود وهو ما يختص بمتابعة وزارة النفط ومديرياتها، والثانية للمواد الغذائية المدعومة والمقننة أي ما يختص بمتابعة وزارة التجارة وحماية المستهلك.

لذلك طلبت السفارة الروسية في دمشق، عبر وزارة الخارجية السورية، أن يقوم وفد من عندها بزيارة هذه الوزارات، والاجتماع بمسؤوليها للاطلاع على تجربتهم في هذا المجال. وقد تم الاجتماع ومناقشة كل الإجراءات التي تقوم بها الوزارة، بما فيها البطاقات الذكية، وإجراءات ضبط الأسعار، وطرق التسعير والتعامل مع المواد المقننة، وقد تم تزويد الوفد الروسي بكل المعلومات.

ليس سوريا فقط

ولن تقتصر مجالات وخيارات التعاون مع سوريا فقط، بل ستشمل دولاً كثيرة في منطقة الشرق الأوسط على علاقة جيدة بروسيا، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران. فقد فتحت آفاق زيادة الكثير من الصادرات الى هذه المنطقة، سواء من المنتجات العسكرية عالية التقنية أو التقليدية، أو حتى الطاقة والتكنولوجيا والفضاء والمواد الغذائية.

حيث أن روسيا في السنوات الماضية، أقامت علاقات مع العديد من الدول، مثل تلك التي طالتها العقوبات الغربية مثل إيران والسودان، أو تعيش حروباً مثل اليمن وسوريا وليبيا، أو تتعرض لحصار اقتصادي مثل لبنان، أو يجري فيها صراع سياسي داخلي مثل العراق. كما لدى روسيا ما تقدمه لدول عربية أخرى أيضاً، مثل دول الخليج وشمالي أفريقيا. وأبرز هذه المجالات: المنتجات العسكرية، استكشاف الفضاء، الطاقة النووية، تكنولوجيا المعلومات، الأمن الغذائي، المعادن والخشب والسياحة الطبية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور