الأربعاء 01 حزيران , 2022 04:39

أمريكا تخسر باكستان لصالح الصين

التعاون الاقتصادي ما بين الصين وباكستان

هذا ما استخلصه الكاتب الصحفي الباكستاني حسن علي، في مقال له بمجلة تايم الأمريكية، مؤكداً بأنه وبغض النظر عن موعد إجراء الانتخابات النيابية الباكستانية المقبلة، ومن سيفوز فيها من القوى السياسية هناك، فإن من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تخسر في باكستان، بسبب إجماع الكثير من القوى السياسية هناك على أن المستقبل لصالح الصين، وبالتالي فإن مستقبل بلادهم يرتبط ببكين وليس بواشنطن.

وأشار الكاتب إلى أن العلاقات ما بين البلدين، بلغت أدنى مستوى لها خلال حكم رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي اتهم الإدارة الأمريكية بالتآمر عبر أدواتها الداخلية الباكستانية، لإزاحته من منصبه. مضيفاً بأن باكستان كانت في السابق أحد أقوى حلفاء واشنطن وشريكا موثوقا به في الحرب الباردة، لكن زيارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الأخيرة إلى آسيا، والتي هدفت لتعزيز العلاقات مع حلفاء بلاده القدامى في القارة، فشملت اليابان وكوريا الجنوبية والهند، لكنها استثنت صديقا قديما آخر وهو باكستان، الذي قال الكاتب بأن واشنطن ظلت تتنازل عنها بشكل مطرد للصين.

شواهد التراجع والخسارة

_الجولة التي قام بها وزير الخارجية الباكستاني المعين حديثا بيلاوال بوتو زرداري في الصين والتي وصف خلالها الأخيرة بأنها بلده الثاني.

_ تراجع النفوذ الأميركي في باكستان عجّل في إنهاء احتلالهم لأفغانستان، ما أدى إلى ظهور توترات طويلة الأمد بين البلدين، حيث حمّل كل جانب الآخر مسؤولية الفشل.

_ تقول باكستان أن مشاركتها في الحرب على أفغانستان، أودت بحياة 70 ألف شخص من مواطنيها، وكبّدها خسائر اقتصادية تجاوزت 150 مليار دولار، وأدّى الى تحولها الى هدف لحركات التطرف الإرهابية "للتطرف" العنيف. وبالرغم من ذلك، لطالما ألقت واشنطن باللوم على الجيش والمخابرات الباكستانية، متهمةً إياهم بإيواء أسامة بن لادن في مخبأ في أبوت آباد، وبأنهم يساعدون طالبان سرا لكي تستعيد الأخيرة السيطرة على أفغانستان.

_ مرّت العلاقة ما بين البلدين بتقلبات عديدة في الماضي:

1)بعدما كانت باكستان تتلقى الدعم الأمريكي كمكافأة على انضمامها الى الحملة الأمريكية ضد الشيوعية، تم تعليق المساعدات كعقوبة على تقارب إسلام آباد مع الصين ومصر في العام 1965.

2)تحسنت العلاقة مرة أخرى في السبعينيات، في عهد إدارتي الرئيسين الأميركيين السابقين نيكسون وفورد، بهدف دخول باكستان كوسيط لتحسين علاقة بلادهما مع الصين. لكنها عادت الى التوتر مرة أخرى، في ظل إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر، الذي قطع عنها المساعدات العسكرية، لمعاقبتها على بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم.

3)ومع تحول باكستان إلى خط أمامي في حملة واشنطن ضد الإتحاد السوفياتي في أفغانستان، عاد التعاون معهما مرة أخرى، إلى أن انتهت الحرب هناك. ما أدى إلى زرع بذور عدم الثقة بين الجانبين، ودفع بباكستان إلى تنمية علاقتها مع الصين.

4)لكن في السنوات الأخيرة، شهدت تباعدا تدريجيا بين البلدين، وتمحور باكستان الحاسم باتجاه الصين، وفي المقابل تقربت أمريكا أكثر فأكثر من الهند (العدو التاريخي لباكستان).

5)هناك مشروع صيني تنموي عملاق في باكستان، يسمى "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني"، وهو برنامج لمشاريع البنية التحتية بقيمة 62 مليار دولار، يهدف إلى إقامة طريق للتجارة والطاقة بين بحر العرب والصين عبر باكستان، ويجعل بكين محورا للتنمية الاقتصادية في باكستان.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور