الجمعة 10 حزيران , 2022 05:00

وحدة "يهلوم": هل يدخل الاحتلال في صراع ديني بسبب تجنيد النساء؟

وحدة "يهلوم"

برزت في الفترة الماضية العديد من المشاكل الداخلية التي يعاني منها جيش الاحتلال، كتآكل قواته البريّة، والفضائح اللاأخلاقية في مواقعه. ومع اعتماده دمج النساء في وحداته انتشرت أيضاً الفضائح الجنسية وابتزاز المجنّدات.

إن ظاهرة دمج النساء، التي يسعى قادة الجيش اليوم الى اعتمادها في الوحدات القتالية ووحدات النحبة في الجيش، حيث يدور الحديث عن استعداد لاستقدام نساء الى وحدة "يهلوم"، أمر ترفضه الحاخامات اليهودية المتدينة. فقد ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن "الحاخامات اليهود في المعاهد الدينية الإسرائيلية، يستعدون لمحاربة قرار الجيش الإسرائيلي السماح للنساء بالانضمام إلى وحدات قتالية خاصة"، معتبرين أن "الجيش الإسرائيلي تجاوز خطًا أحمر واضحًا". بدوره انتقد الحاخام شلومو أفينير القرار، قائلاً: إنه "بناءً على القانون اليهودي، من المستحيل على الرجال أن يخدموا جنبًا إلى جنب مع النساء في وحدة قتالية"، معتبرًا أن القرار يشكل "جريمة أخلاقية باسم المساواة".

ما هي وحدة "يهلوم"؟

"يهلوم" أو الماسة بالعربية، هي وحدة الهندسة للعمليات الخاصة، تنتمي إلى سلاح الهندسة القتالية. تعتبر أيضاً كوحدة كوماندوس النخبة على الرغم من أنها لا تنتمي إلى المشاة.  تمثّل أعلى سلطة هندسية في الجيش ولديها العديد من "القدرات الخاصة" التي تشمل "السطو الهندسي والتخريب الهجومي والتخلص من القنابل وتفكيك العبوات الناسفة والمغاوير الهندسية واكتشاف الأنفاق". تعمل هذه الوحدة بشكل مستقل جنبًا إلى جنب مع الوحدات الخاصة الأخرى.  توصف عمليات بالهادئة والسرية. وتنقسم إلى خمس فرق تشغيلية وأربع فرق بناء قوة.

تدريب الجنود

يعتبر مسار التدريب في الوحدة من أصعب المسارات في جيش الاحتلال، ويتطلب العديد من القدرات الجسدية والعقلية، ومحتوى التدريب مصنّف ويختلف حسب المتطلبات. يتم منح جميع الجنود الفرصة لخوض تدريب لمدة 4 أيام والذي يعتبر صعبًا بشكل خاص، حيث يتم تمرير الأنسب فقط وقبوله في الوحدة. يختبر هذا التدريب القدرات البدنية والفنية والعقلية للمنتسبين، ليتم انتقاء الأفضل منهم نحو الخطوة التالية وهي إجراء مقابلة ، وبعد ذلك يتم تحديد ما إذا كان سيتم قبولهم في الوحدة.

تدوم الدورات التدريبية للمقاتلين حوالي عام وأربعة أشهر، وتشمل بالإضافة إلى التدريب المهني في الهندسة القتالية تدريبات قتالية عالية تشمل:

_ تدريب المشاة الأساسي والمتقدم

_ ممارسة الرماية

_ تدريب البقاء على قيد الحياة والملاحة

_ تدريب "كراف ماغا" (فنون الدفاع عن النفس)

_ تدريب "مكافحة الإرهاب" (LOTR)

_ التدريب الهندسي القتالي وخاصة التخريب

_ تدريب المظلة (حسب الدورة والمعايير)

_ تدريب التسلق وركوب الأمواج والإنقاذ

بعد أشهر طويلة من هذه التدريبات يتم فرز الجنود وفقًا لمهاراتهم ثم تقسيمهم إلى تدريبات مخصصة وفقًا لمسارهم، ثمّ التدرّج في تدريبات أخرى لكل مسار تخصصي. بعض الجنود الذين تلقوا دورة الضباط وأكملوا هذه المرحلة بنجاح، يتم تعيينهم كقادة في كتائب الهندسة القتالية.

الأسلحة والمعدات

إن الأسلحة اليت يستخدمها جنود وحدة ""يهلوم" هي الأسلحة الهجومية من طراز M4A1 أو Tavor X-95 Plat-Top، بما في ذلك الإصدار الصامت ونسخة الرشاش X-95-S-SMG. كما يتسلّح جنودها بمسدسات خاصة للقتال في الاماكن المزدحمة مثل البيوت والانفاق. الى جانب الأسلحة الصغيرة الإضافية رشاشات (طراز Negev وMag) وبنادق قنص M24 SWS وBarrett M82A1 (عيار 0.5 بوصة، هي بندقية مضادة للمعدات تستخدم بشكل أساسي لضرب الأهداف المادية كالمباني والمركبات وإلقاء القنابل).

كما يتم تجهيز هذه الوحدة بوسائل بصرية مختلفة، بما في ذلك وسائل الرؤية الليلية، ووسائل الاستطلاع ووسائل الاتصال. كما أن فرقة "مكافحة الأنفاق" مجهّزة بالوسائل المناسبة التي تسمح للجنود بالبقاء لفترات طويلة في النفق كأجهزة التنفّس بالإضافة الى أنظمة وتقنيات خاصة للتفجير الأنفاق. فيما تمتلك المجموعة المخصّصة للتعامل مع الألغام والمتفجرات المعدات الأساسية مثل كاشف الألغام، لملابس الواقية، والخوذات الخاصة والوسائل الخاصة في التخلص من القنابل.

للوحدة أيضاً آليات قتالية للتنقل، مصفّحة من طراز "همر" و"ولف"، بالإضافة إلى آلية محمية بوسائل نزع فتيل القنابل والمتفجرات وحمل عبوات ناسفة وروبوتات عسكرية.

كذلك تضم الوحدة جرافات (D9) مدرعة وحفارات محمية وحفارات صهاريج بهدف "نزع سلاح وتطهير حقول الألغام، وتطهير مناطق الشحن، وفتح الشرايين وكسر الحواجز، وتحديد مواقع الأنفاق تحت الأرض وكشفها، وهدم الهياكل والبنية التحتية للعدو"، وبعض هذه الجرافات تعمل بالتحكّم عن بعد.

وعندما "يكون هناك خطر كبير في الوصول إلى مكان الحادث"، تتحرّك الوحدة في مدافع ثقيلة مضادة للطائرات من نوع POMA.

على الرغم من كل هذه التقنيات "المتطوّرة" التي يمتلكها جيش الاحتلال الا أنه لا يسجل سوى مزيد من الإخفاقات. ولم "تنقذه" من مأزق أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزّة أولاً، قبل أنفاق حزب الله في لبنان التي تشكّل معضلة للاحتلال. وقد كان للأنفاق دوراً أساسياً في انتصار المقاومة في حروب الاحتلال على غزّة وآخرها في "سيف القدس"، ودور آخر في صقل الإمكانات العسكرية للفصائل الفلسطينية. واليوم مع ظاهرة دمج النساء واتساعها بين مختلف وحدات الجيش، يدخل الاحتلال في أزمة داخلية ذات طابع ديني مع الحاخامات.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور