الثلاثاء 19 تموز , 2022 02:30

قمة الحسم في طهران!!

قمة ثلاثية رئاسية في طهران

في حدث بالغ الأهمية على صعيد منطقتنا والعالم، تجمع الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم الثلاثاء، قمة رئاسية ثلاثية تضم كلاً من رئيسها السيد إبراهيم رئيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي سيكون موضوعها الأساسي استكمال مسار آستانة لتسوية الأوضاع في سوريا سياسياً، بعدما أعلنت تركيا منذ فترة، نيتها شن عملية عسكرية في منطقة الشمال السوري.

لكن الجانب المهم أيضاً في الزيارة، سيكون فيما يتعلق بزيارة الرئيس بوتين، والتي ترصدها بدقة العديد من الدول على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، على ضوء زيارة رئيسها الأخيرة للمنطقة، بالإضافة الى الكيان المؤقت الذي يخاف من انعكاساتها السلبية، على صراعه الوجودي مع إيران ومحور المقاومة.

لا عملية عسكرية في سوريا

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر خاصة بموقع الخنادق، بأن الدولة التركية قد صرفت النظر عن تنفيذ هذه العملية، لاسيما في ظل إصرار كل من موسكو وطهران، على عدم حصولها، لما لها من تداعيات خطيرة لن تقف عن حدود سوريا، وبما يحقق المصالح الأمريكية والإسرائيلية فقط.

وهذا ما عبّر عنه بوضوح، قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي خلال لقائه بالرئيس التركي أردوغان، حينما قال له: "أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على تركيا وسوريا والمنطقة". مؤكداً على ضرورة وأهمية الحفاظ على وحدة سوريا، وأن أي عمل عسكري فيها سيصب في مصلحة الجماعات الإرهابية. مشيراً بأن إيران ستتعاون مع تركيا حتما في محاربة الإرهاب، لكن الحفاظ على وحدة الاراضي السورية، هو أمر مهم جداً بالنسبة لها، مشدداً على وجوب حلّ القضايا الخلافية مع سوريا من خلال الحوار.

كما أكدّ الإمام السيد الخامنئي، أن الجمهورية الإسلامية تعتبر أمن تركيا هو من أمنها، وأن على تركيا أيضاً أن تعتبر امن سوريا هو أمنها. مضيفاً بأن إيران دافعت عن حكومة أردوغان دوما سواء في القضايا الداخلية او في مواجهة التدخلات الأجنبية، وأنها تدعو بالخير للشعب التركي. وأكدّ الإمام الخامنئي على ما قاله أردوغان "وكما قلتم نحن اصدقاء وقت الشدّة".

ولم تغب القضية الفلسطينية عن هذا اللقاء، حيث شدد الإمام الخامنئي بأن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، وأنه يجب عدم الاعتماد على أميركا والكيان الصهيوني.

زيارة بوتين

أما النصف الثاني من هذا الحدث ذو الأهمية الكبيرة، فهو زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تأتي بعد أيام فقط من زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمنطقة والتي لم تحقق نجاحاً يذكر. لذلك ستبعث زيارة الرئيس بوتين رسالة قوية إلى الغرب، تؤكد أن العالم يتغير بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، وأن هناك خططاً لموسكو بإقامة علاقات استراتيجية أوثق مع إيران في مواجهة العقوبات الغربية.

ويترقب العالم ما قد يفضي اليه اللقاء بين الإمام الخامنئي والرئيس بوتين، وهذا ما أشار اليه مستشار الأخير للسياسة الخارجية "يوري أوشاكوف"، الذي وصف اللقاء بالإمام الخامنئي بالمهم للغاية، خصوصاً بعدما تطور الحوار بينهما، حول أهم القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية والدولية. ووصف "أوشاكوف" أن مواقفهما متقاربة او متطابقة في معظم القضايا.

ولذلك قد تؤدي هذه الزيارة، الى توقيع الاتفاقية الاستراتيجية للتعاون الشامل ما بين البلدين، والتي سلمت روسيا إيران نسخة عن مشروعها لذلك، خلال زيارة وزير خارجيتها "سيرغي لافروف" في حزيران / يونيو الماضي. كما من الممكن أن تؤدي الى العديد من القرارات الاستراتيجية، التي قد يكون من بينها: إلغاء الدولار نهائياً كعملة للتبادل التجاري ما بينهما، وتسخير قدراتهما لتخطي العقوبات الأمريكية الجائرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور