الجمعة 11 تشرين ثاني , 2022 03:30

بالمال والسلاح: هكذا سيدعم الموساد المتظاهرين في إيران!

أعمال الشغب في إيران

"لا تقلقوا، نحن سنحرر إيران". قالها أخيراً الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال تجمع انتخابي في كاليفورنيا، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. لم يخبرنا بايدن كيف سيفعلها، انما تولى مركز FDD، (وهو مركز أبحاث شارك استشارياً، في إدارة، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما وبايدن) شَرْحَها، عبر آليات أوصى باعتمادها ترتكز بمعظمها على ضرورة فرض مزيد من العقوبات. وبناء على هذه التوصيات، قدم العميد المتقاعد في جيش الاحتلال، والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب ناجل، استراتيجيته، التي يجب على "إسرائيل" اتباعها، لدعم المتظاهرين في إيران، لكن هذه المرة، على طريقة أكثر دموية، يتولى تنفيذ معظمها، جهاز الموساد.

لم يكن قيام الموساد في عمليات تخريبية في إيران أمراً مستغرباً. بل هو نشط وبشكل مستمر على امتداد الأراضي الإيرانية. حتى أن الأجهزة الأمنية المختصة كانت قد أحبطت مرات عدة محاولات اغتيال أو عمليات تخريبية، كما قبضت على الكثير من الشبكات الفاعلة. وكان آخرها في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حيث أُعلن عن اعتقال 10 أشخاص (ينشطون في طهران وهرمزغان) في محافظة ​أذربيجان​ الغربية شمال غرب ​البلاد، على صلة بالموساد، وكانوا قد أجروا اتصالات مباشرة عبر الفيديو مع ضباط في الجهاز، كما أقدموا على حرق سيارات ومنازل تعود لأشخاص مرتبطين بالأجهزة الأمنية​ وأرسلوا الفيديوهات إلى ضباط الموساد في مقابل ​المال​.

غرف سوداء بدعم مالي ضخم وتغطية إعلامية مستمرة على مدار السنة. وآخر ما توصل إليه المستشارون والمقربون من مراكز القيادة الإسرائيلية: الإعلان عن ساعة الصفر لجعل المشهد دموياً عبر ضرب العملة الوطنية والاقتصاد ثم الدعم بالسلاح.

يقول المدير التنفيذي لمركزFDD ، مارك دوبوفيتش، في تقرير مشترك مع يعقوب ناجل، انه قد "حان الوقت للاستفادة من أكبر فرصة منذ الثورة الإسلامية لقيادة تغيير جذري في المنطقة. سلسلة الاحتجاجات هي فرصة لبدء عملية من شأنها أن تضعف بشكل كبير الحرس الثوري وربما تؤدي إلى انهيار حكمهم المدمر... لا داعي للإعلان مقدماً أن الهدف هو استبدال النظام، يكفي إضعافه". ويشير دوبوفيتش، إلى ان "بعض التوصيات قد تم تنفيذها بالفعل من قبل الأطراف المعنية بطريقة سرية". وتقوم التوصيات على ضرورة اتباع سياسة "إحداث الضرر على عدة مستويات"، وتكون على الشكل التالي:

على المستوى الاقتصادي

-جعل السعر الحقيقي للعملة عند أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار. في أيام الشاه كان سعر الصرف نحو 70 ريالاً للدولار، والآن تجاوز 350 ألف ريال للدولار، وينبغي أن يكون الهدف تخفيضه إلى نحو 500 ألف.

-ينبغي أن تتضمن بعض الجهود رسائل للإيرانيين مفادها أن الحكومة الفاسدة سرقت أموالهم، وبالتالي لا يوجد غطاء على البنوك لودائعها وعليها "الركض إلى البنوك" وسحبها. ويتم الترويج تحت هذا البند، لما حصل في لبنان. ويقول الكاتبان بأنه ذلك سيؤدي إلى قيام الإدارة بنشر رسائل على غرار "أموالك في أمان معنا"، وهي وصفة أكيدة للفوضى.

- يجب إنشاء "صندوق لدعم المضربين والمتظاهرين". إنشاء الصندوق بمبادرة وتمويل أميركيين هو الحل الصحيح، لكن إذا لم يحدث ذلك، فعلى إسرائيل أن تقود العملية، ولا شك في أنه ستكون هناك دول يسعدها المشاركة في التمويل. بسبب انخفاض سعر صرف الريال، فإن الصندوق الذي سيضمن الدخل لعشرات الآلاف وحتى مئات الآلاف من المضربين أو المتظاهرين ليس مهمة اقتصادية صعبة للغاية.

على المستوى الاستخباري

-يجب على إسرائيل نشر معلومات استخباراتية، عن الموقع الدقيق لمنازل ومكاتب كبار المسؤولين في الحكومة والقضاء والحرس الثوري والباسيج، حتى يتمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى أي شخص. معلومة استخباراتية قيّمة أخرى ستكون مفيدة للغاية وهي المعلومات حول تحركات القوات الإيرانية التي تواجه الاحتجاجات من جهة، وتعطيل أنظمة القيادة والسيطرة والبيروقراطية واللوجستية لهذه القوات، من جهة أخرى.

على المستوى التشغيلي

-استخدام بعض قدرات الدولة المنسوبة إلى إسرائيل لتعطيل المسار الطبيعي لنشاط الصناعات الإيرانية الرئيسية، مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والتعليم والجامعات والقطاع المالي.

-يجب تشجيع الإضرابات في هذه القطاعات دعماً للتظاهرات. إن تعطيل النشاط الحالي سيشجع الإضرابات. يجب أن يصبح النشاط يومياً وجزءاً من BBM، جنباً إلى جنب مع العمليات الكبيرة، ومن المهم ضمان الاستمرارية حتى لا تتشكل موجة وتتلاشى.

-تجنيد وسائل الاعلام، مثلاً ان تقوم خلال كلمة الرئيس بنقل المعلومات للمتظاهرين، أو الاستفادة من قنوات التعلم عن بعد في الجامعات، بعدما تم حظر الدراسة في الحرم بسبب الاحتجاجات.

التسليح

-إيجاد طريقة لنقل أسلحة بسيطة (مسدسات، ذخيرة) للمتظاهرين، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ضد القوات الأمنية. ليس هناك شك، بأن البعض سيرفض اللجوء إلى التسليح لأسباب مختلفة (عدم القدرة على ضمان أن ينتهي الأمر بالأسلحة في الأيدي الصحيحة فقط، والمشاكل اللوجستية والنقل)، ولكن هذه الهواجس يمكن التغلب عليها.

ومع ذلك، "من المهم للغاية التأكد من أن الأسلحة لا تصل إلى المافيا الإيرانية والمنظمات الإجرامية، ثم تجد طريق العودة إلى غزة، على الرغم من أن حزب الله، بتشجيع من الحكومة الإيرانية، يسلح المنطقة على أي حال". ويشير ناجل إلى انه "إلى جانب الأنشطة التي يمكن لإسرائيل القيام بها ويجب عليها القيام بها، ستكون هناك الإجراءات الموصى بها في المذكرة المنشورة التي يتعين على الولايات المتحدة تنفيذها".

للتحضير لحملة شاملة ضد إيران

وتخلص المذكرة التي نشرت أيضاً على صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، إلى ضرورة دعم قدرة الإعلام والإنترنت في إيران على التواصل مع الشبكات الاجتماعية التي تغذي المظاهرات، وفرض العقوبات والضغط الاقتصادي.

ويوصي كل من دوبوفيتش وناجل، بضرورة اتباع المسار الذي تمت الإشارة إليه، استجابة للأصوات التي سمعت مؤخرًا في إسرائيل، ومفادها "أننا يجب أن نستعد لحملة شاملة ضد إيران في السنوات القادمة، وهذا هو المكان الذي يتم فيه توجيه جهود التطوير والتجهيز للجيش الإسرائيلي والموساد... من المهم أن تحصل بعض الإجراءات الموصى بها على دعم وموافقة رئيس الوزراء بنيامين القادم، نتنياهو والوزراء المعنيين، ولا يساورنا شك في أن هذا سيحدث قريبًا، لكن الفترة الانتقالية القادمة يجب ألا تضيع، فإن أعمال الشغب ستحدث، لكنها لا تدوم إلى الأبد".


الكاتب: مريم السبلاني




روزنامة المحور