الثلاثاء 29 تشرين ثاني , 2022 01:26

مونديال قطر: إسرائيل غير مرحّب بها!

مشجع سعودي يهاجم مراسلاً اسرائيلياً

أسقطت مقاطع الفيديو القصيرة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي رفض فيها المشجعون العرب الحديث الى مراسلي القنوات والصحف العبرية خلال فعاليات كأس العالم 2022 في قطر كل استراتيجيات كيان الاحتلال لكي الوعي العربي، وكشفت أن اتفاقيات التطبيع أو علاقات الدول مع الاحتلال تمثّل الأنظمة والحكومات حصراً فيما تتبرأ منها الشعوب العربية.

لخّص تقرير بعنوان "مونديال الكراهية" لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية النّبذ الذي تعرّض له المستوطنون والصحافيون اليهود خلال تغطياتهم في قطر، اذ جاء فيه أن "العداء العربي لإسرائيل في شوارع الدوحة أوصلنا إلى استنتاج أن كراهية إسرائيل هي حديث الكثير من العرب والقطريين في الشارع، وكأن هذه الكراهية ليست مقتصرة على الحكومات فقط".

وتابعت الصحيفة أن المراسلون شعروا أنه بعد عشرة أيام في الدوحة، بأنهم مكروهون وغير مرغوب بهم. ونقلت الصحيفة عن المراسلين بأنه "في الشارع يرافقنا فلسطينيون وإيرانيون وقطريون ومغاربة وأردنيون وسوريون ومصريون ولبنانيون بنظرات كراهية، في البداية قلنا مرحبًا، ومددنا أيدينا، وحين عرّفنا أنفسنا على أننا إسرائيليون، أدى ذلك لمواجهة صعبة مع العرب، وصولًا للشتائم الصارخة بلغة يمكن فهمها".

وأوضحوا أنه "طالما اعتقدنا أن المشكلة مع الحكومات العربية، ومع حكامنا أيضا، لكن في قطر عرفنا مدى الكراهية نحونا بين الناس في الشارع، يريدون مسحنا من على وجه الأرض، وعرفنا إلى أي مدى يثير كل ما يتعلق بإسرائيل حقدًا شديدًا في نفوسهم". مما أجبر المراسلين على الادعاء والتعريف بأنفسهم بأنهم صحافيون  من الإكوادور.

كذلك، أشارت القناة 13 العبرية أن "الصحافيين الإسرائيليين الذين تم إيفادهم من قبل الجهات الإعلامية المختلفة لتغطية مباريات المونديال، تورطوا في الكثير من الحوادث التي هوجموا في بعضها لفظيا، وفي بعضها الآخر تم التعامل معهم بشكل معاد وعدواني من قبل جماهير ومواطنين وسكان قطريين، وعاملين في الملاعب وغيرهم". في السياق نفسه ذكر تقرير في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن كأس العام في قطر وضع الإسرائيليين أمام حقيقة وواقع مؤلمين، وهو الرفض والتجاهل والكراهية، وعدم القبول في بلد عربي مسلم. وأشار التقرير إلى أن "من يزعم أن الخليج ليس لديه عداء تجاه الإسرائيليين، فإنه يخدع نفسه، ويتجاهل الحقيقة".

ومن بين المقاطع التي تؤكد النبذ العربي للإسرائيليين فقد ظهر مشجع سعودي في مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل، وهو يرفض الحديث مع مراسل لقناة عبرية. وقال الشاب السعودي للمراسل: "ليس هناك شيء اسمه إسرائيل، هناك فقط دولة اسمها فلسطين، وأنت غير مُرحَّب بك هنا". وقد علّقت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية على هذا الموقف بالقول هذه "صفعة مدوية على الوجه، لمن يظن أن السلام مسألة وقت"، موضحةً الى أن "سلوك المواطن العربي المعادي لإسرائيل يشير إلى عداء قديم، وإلى مشكلة لا تزال قائمة عمرها 70 عاما".

بالإضافة الى ذلك، امتنع شاب تونسي الحديث والتقاط الصور مع مراسل بعد ما عّرف الأخير أنه "إسرائيلي"، كما رفض شباب لبنانيون الحديث مع مراسل عبري قائلين "اسمها فلسطين لا يوجد إسرائيل".

من ناحية أخرى، كشفت تقارير عبرية، أن الطاقم "الديبلوماسي" التابع لوزارة خارجية الاحتلال، والذي يتواجد بشكل مؤقت في قطر، لمتابعة المشجعين اليهود قدم للسلطات القطرية، وأيضا لـ "الفيفا" احتجاجاً على تعامل القطريين مع الطواقم الإسرائيلية. وذلك بعد أن رفض العديد من القطريين التعامل مع هذه الطواقم وادعى مراسلو القنوات والصحف العبرية أن القطريين رفضوا تقديم الطعام لهم في المطاعم وآخرين طردوهم من سيارات الأجرة.

وفي شهادة لمراسلي إحدى القنوات العبرية فقد قال على الهواء "أنزلني سائق سيارة أجرة في منتصف الطريق بعد أن عرف بأنني إسرائيلي، وطردوني من المطعم بعد أن قام صاحبه بسحب هاتفي وحذف جميع الصور... لا أستطيع أن أضع شعار القناة على الميكروفون فنحن نعاني هنا بشدة، لأن الجميع ينبذوننا بمجرد تعرفهم علينا".

أمام هذا الواقع الذي اكتشفه الاحتلال خلال فعاليات مونديال قطر 2022 أوصت ما تسمى "هيئة مكافحة الإرهاب" لدى الاحتلال بعدم السفر الى قطر وعمّمت تحذيراً على الإسرائيليين طلبت فيه عدم الحضور الى المباريات بسبب الخطر على حياتهم ووصل التحذير الى المستوى الثالث وهو أقل بدرجة واحدة فقط من البلدان التي يصنفها الاحتلال "معادية" مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق. وفيما يتعلّق بالمستوطنين المتواجدين حالياً في قطر فقد أوصتهم "الهيئة" بضرورة إخفاء هوياتهم وعدم التحدّث باللغة العبرية في الشوارع منعاً للاحتكاك.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور