الإثنين 20 شباط , 2023 05:31

استهداف السفينة الإسرائيلية في بحر العرب: مسرحية فاشلة

سفينة Campo square

مسرحية جديدة، أطلقتها وسائل إعلام إسرائيلية منذ أيام، عندما زعمت بأن حرس الثورة الإسلامية قد أطلق طائرة من دون طيار انتحارية "شاهد 136" نحو ناقلة النفط "كامبو سكوير" في الخليج التابعة لشركة السفن "زودياك"، والتي يسيطر عليها الملياردير الإسرائيلي "إيال عوفر". مشيرةً إلى أن مصادر أمنية إسرائيلية كبيرة أكدت هذه التقارير قائلةً بأن هذا الهجوم هو محاولة إيرانية للانتقام من إسرائيل بسبب النشاطات التي تنسب إليها.

وفي السياق، ذكر موقع "بي بي سي - BBC" بالفارسية أيضاً، أن مسؤولاً عسكرياً أميركياً ومصدراً عسكرياً رفيع المستوى في المنطقة، قد أفادها بأن عدة سفن وطائرات مسيّرة إيرانية استخدمت في الهجوم على السفينة.

ولكي تكتمل عناصر المسرحية، ادعى رئيس وزراء الكيان المؤقت "بنيامين نتنياهو" بالأمس الأحد، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزرائه: "في الأسبوع الماضي هاجمت إيران مرة أخرى ناقلة نفط في بحر العرب وانتهكت حرية الملاحة".

وعليه، بناءً للعديد من الحوادث المماثلة، يتضح بأن هذا الأسلوب ليس سوى حرب نفسية بريطانية إسرائيلية تُشن ضد الجمهورية الإسلامية، التي لطالما نفت وجود أي صلة لها بهكذا أحداث، كما حصل اليوم مع نفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد كنعاني لذلك، حينما قال في مؤتمره الصحفي: "نحن نرفض هذا الاتهام والكيان الصهيوني معتاد على توجيه الاتهامات. ستواصل إيران جهودها في الحفاظ على أمن وحرية الملاحة في المياه الدولية ولها دور حاسم للغاية، ونحن من بين الدول التي تؤكد على الأمن الشامل لجميع الدول. ولكن الكيان الصهيوني يعرض أمن الآخرين للخطر ولا يلتزم بأمن الدول الأخرى. مثل هذا الكيان ليس له الحق في اتهام الآخرين."

خطر انعدام الأمن البحري للكيان المؤقت

نفي مسؤولية إيران عن حصول هذه الهجمات، لا يجب أن يخفي حقيقة أن اقتصاد الكيان المؤقت قائم على البحر، وأنه في حال حصول حالة انعدام الأمن البحري لسفنه، يمكن أن يعطل 85٪ من آلية حكومته.

وهذا ما بيّنه الخبير الإيراني في الشؤون الجيوسياسية الدكتور جواد معصومي، عندما أشار في مقابلة صحفية  إلى ضعف كيان الاحتلال في المجال البحري قائلاً: "أي عمل بحري ضد إسرائيل يعتبر تهديدا خطيرا لوجودها". مضيفاً حول الحادثة الأخيرة، بأن ناقلة النفط التي تعرضت للقصف تعود لرجل أعمال صهيوني مقيم في لندن، تم رصدها في بحر عمان قبل هذا الحادث، لكن المريب أنه في كل مرة بعد تعرضها للهجوم تقوم مجموعة "العمليات البحرية التجارية" التابعة للحكومة البريطانية وكذلك وزارة الدفاع البريطانية تعلن وتؤكد الخبر من خلال نشر بيان. لذلك يستنتج الدكتور معصومي بأن انعدام الأمن لهذه السفينة التجارية يعني عدم فاعلية الاتفاقات الأمنية للغرب مع الحكومات العربية في المنطقة.

الضجيج الإعلامي الصهيوني سياسي وأمني

يعتقد جواد معصومي أنه قبل الإبلاغ عن هذه الأحداث لوسائل الإعلام، كان ينبغي أن يكون هناك تحقيق في كيفية ضربهم وماذا كانت، لكن الضجة الإعلامية دون التحقيق في السبب الرئيسي لهذا الحدث تشير إلى أن هذا الحدث كان ناعماً وذكياً. وهو نوع من تشويه الذات من قبل الغرب والنظام الصهيوني لإشعال النار في المنطقة. ووفقًا لهذا الخبير، تم تنفيذ هذا الحدث بناءً على نمط من العمليات النفسية الإعلامية، ويمكن أيضًا تفسير الموجة الإعلامية حول تسرب الغاز من خط أنابيب نورد ستريم بما يتماشى مع السياسة الإستراتيجية الحربية للولايات المتحدة وبريطانيا. ويقول: يبدو أن هذه العمليات مخططة مسبقا مع محاولة نسبها لبلدنا من أجل خلق مواجهة وهمية بين إيران والمجتمع الدولي وإحياء مشروع عزل الجمهورية الإسلامية الفاشل. أبعاد هذه الخطة هي أنه من خلال نسب الاتهامات لإيران، بما في ذلك المغامرات الإقليمية، تسعى الولايات المتحدة وإنكلترا إلى إقناع الرأي العام والحصول أخيرًا على الإذن بمواصلة تواجدهما في المنطقة، ومن ناحية أخرى تريدان السيطرة على الموارد من خلال بناء إجماع إقليمي في منطقة غرب آسيا للحفاظ عليها والاستمرار.

جهد الغرب وأمريكا لمواصلة التوتر

لذلك فإن المؤكد هو محاولة الطرف الآخر استمرار التوتر والأزمة في المنطقة من خلال المواجهة والفتنة والترويع ومحاولة عزل الجمهورية الإسلامية. وفي النهاية يشير الدكتور جواد معصومي إلى نقص التوثيق في مزاعم النظام الصهيوني وحلفائه بخصوص حادثة الاعتداء على سفينة رجل أعمال صهيوني في مياه الخليج، ويضيف: الهجوم على قاعدة عين الأسد الإرهابية، أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها وقفت بشجاعة ضد العدو. ولذلك فإنها تملك كل الشجاعة، في أن تعلن مسؤوليتها عن أي عملية أخرى. وفي حادثة اتهام العدو الأخيرة، يظهر أنه خالي الوفاض، فيما سيؤدي تطرف الكيان المؤقت الى إشعال أزمة في المنطقة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور