الجمعة 14 أيار , 2021 09:07

بايدن يمنح نتنياهو مهلة محددة لاستكمال العدوان على غزة

يخطئ الكثيرون التقدير، بأن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن سيتخلى عن دعمه المطلق لإسرائيل، لعلاقته الشخصية المتوترة مع بنيامين نتنياهو، أو أن "إسرائيل" عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، تملك استقلالية اتخائذ القرارات الإستراتيجية، فكيان الإحتلال ما هو إلا كيان وظيفي، تدعمه أميركا بشكل مطلق وعلى كافة المستويات، وتحافظ على وجوده وضمان تفوقه، ليكون وكيلها في المنطقة الذي يرعى مصالحها، ويحقق سيطرتها السياسية والعسكرية.

 لذا في الأحداث الفلسطينية الأخيرة، فإن كل الدلائل تشير على أن خيار الحرب على غزة، لم يخرج عن الإطار الحاكم لعلاقتهما، فنتنياهو لا يستطيع اتخاذ قرار بشن العمليات على غزة، إلا بعد أن يحصل على الضوء الأخضر من واشنطن، والذي يعني دعمها العسكري والاستخباراتي والسياسي الدولي، خلال مراحل العملية، فما هي الدلائل على هذا التقدير، والتي تتحكم بمسار السلوك الإسرائيلي؟

صمت أعقبه كشف الأهداف

منذ بدء الأحداث في القدس المحتلة، عبر الإعتداء الإسرائيلي على السكان الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ولاحقاً في سماح شرطة الإحتلال للمستوطنين بالإعتداء على الفلسطينيين في الأحياء والمسجد الأقصى، وما سببه من هبة شعبية للمقدسيين، استطاعت "إسرائيل" حشد الرأي العام العربي والإسلامي والدولي المناصر لها. لم تعلن واشنطن عن موقفها الرسمي من هذه الأحداث، خصوصاً أن رئيسها جوزيف بايدن هو الداعم الرئيسي لما يسمى بحل الدولتين. الذي يقتضي معارضة أي عمليات استيطان إسرائيلية جديدة من جهة، ويدعو الفلسطينيين لاتخاذ المفاوضات سلوكاً بحل قضيتهم من جهة أخرى. ما يفتح المجال أمام التقدير، بان سبب الصمت هو رغبة أمريكية لدفع الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً أنها تخطط لإنهاء مشاكلها في المنطقة، للتفرغ للتهديد الإستراتيجي لها المتمثل بالصين.

لكن مع تطور الأحداث، وتحوله إلى مواجهة عسكرية بين المقاومة والاحتلال. صرحت واشنطن عن رأيها بوضوح، عندمأ أعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض "جين ساكي"، عن دعم الإدارة الأمريكية ل"تل أبيب" بمواجهة الهجمات الصاروخية التي تشنها المقاومة، زاعمةً أن امريكا تمارس ضغوطاً على "إسرائيل" بشأن معاملة الفلسطينيين، ومؤكدة بأن دعم بايدن "لأمن إسرائيل وحقها المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها" أساسي و لن يتراجع عنه أبداً.

أما الرئيس جوزيف بايدن فقد أعلن عن أهداف أمريكا بوضوح، خلال حديثه بالأمس مع الصحافيين، حينما أكد على دعمه للكيان، معتبراً "رد فعله" على صواريخ المقاومة بغير المبالغ فيه، موضحاً أن إستراتيجيته الأساسية، هي "وقف العنف" وإعادة الهدوء الدائم، عبر التواصل مع الأطراف في المنطقة لتقليص الهجمات، خصوصاً إطلاق الصواريخ على كيان الإحتلال.

الدعم في مجلس الأمن

وعلى الصعيد الدولي، فقد عارضت الخارجية الأمريكية جهود الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لإصدار بيان عن الأحداث، ثم عرقلت دعوات دول عدة لعقد جلسة مفتوحة للمجلس. ليبرر سبب الرفض بعدها، وزير الخارجية الأمريكي "انطوني بلينكن"، بأنه للسماح لجهود الوساطات في المنطقة بالنجاح، مع موافقته على أن تعقد الجلسة المفتوحة نهار الثلاثاء المقبل، والتي تم لاحقاً الموافقة على تقديم موعدها إلى يوم الأحد.

 هذا الامر يمكن اعتباره إعطاء مهلة زمنية محددة لإسرائيل، لاستكمال عملياتها العسكرية التي يتوقع لها أن تنتهي بالفشل قريباً، خصوصاً بعد صمود الفلسطينيين الكبير شعباً ومقاومة أمام العدوان الإسرائيلي، وظهور تهديد وجودي لمستقبل الكيان، عبراشتعال الأوضاع الداخلية فيه، والذي وصفه مسؤولوه السياسيون ببوادر حرب أهلية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور