الأربعاء 23 حزيران , 2021 01:57

الأمم المتحدة... الناطق الرسمي باسم قتلة أطفال اليمن

سبع سنوات والأمم المتحدة نائمة، غائبة وخارجة عن السمع، فلا ورقة فيتو رفعت لوقف الحصار السعودي الذي يتسبب بقتل 300 طفل يوميًا حسب ما أعلنت وزارة الصحة في حكومة صنعاء، ولا قرارات حاسمة ولا عقوبات فرضت على المملكة، فاليمنيون ليسوا بحاجة إلى مَن يعدّ لهم ضحاياهم، فهم يعرفونهم جيدًا بالاسم والعمر والتهمة - أنهم يمنيون لا غير- لكن السؤال هنا: ما الذي قدمته الأمم المتحدة لإنقاذ هؤلاء الأطفال؟ لا شيء. 

في خطوة مكشوفة الأهداف والدوافع أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدراج حركة أنصار الله ضمن "اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال" في التوقيت الذي تواجه فيه واشنطن والرياض -أداتها في الحرب اليمنية- موقفًا محرجًا بعد العجز الواضح من تحقيق أي تقدم ميداني خاصة في مأرب، وحاجتها القصوى لكسب ورقة ضغط تضعها على طاولة المفاوضات كما اكد رئيس حكومة صنعاء عبد العزيز بن حبتور: "إن قرار الأمم المتحدة بإدراج "أنصار الله" ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال هو "محاولة للضغط علينا كطرف وطني للقبول بقرارات مخفية ومجحفة".

حشدٌ من الأطفال واليمنيين خرج في مظاهرة استنكارية في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، تنديدًا بهذه الخطوة التي وصفوها بأنها تقوم على " تجريم المظلوم وتبرئة الظالم وغض الطرف عنه والتواطؤ معه"، وهم يعلمون "يقيناً من هو القاتل الذي يسعى لحربنا وقتلنا وحصارنا وتجويعنا وأمين عام الأمم المتحدة شريك أساسي وأحد أبرز المتسببين لنا بكل هذه المعاناة" كما جاء في بيان أطفال اليمن، والذي أدان " الهرولة الأممية نحو المال الخليجي" مستنكرا "الرضوخ الأممي لضغوط دول الاستكبار التي خضع لها الأمين العام للأمم المتحدة لتبييض صفحة الجاني على الرغم من وحشيته وقبح وجهه".

بيان أطفال اليمن شدد على ان "الأمم المتحدة قد نصبت نفسها خصماً لأطفال اليمن وجعلت المنظّمات المنضوية تحت مظلّتها شريكاً في كل جريمة ارتكبت بحقنا بسكوتها".

بدوره لفت المكتب السياسي لحركة أنصار الله إلى ان "إدراج الأمين العام للأمم المتحدة للحركة ضمن لائحة منتهكي حقوق الأطفال يُصنّف أنطونيو غوتيريش ومنظمته الأممية ضمن لائحة العار"، معتبرا ان "تصنيف غوتيريش قدم إثباتاً ملموساً أن المنظمة الأممية مجرد منصة تافهة تستغلها الدول النافذة لتحريف الحقائق ومصادرة حقوق الشعوب المستضعفة".

وقد أكدت الحركة ان هذا التصنيف لا يستند على أي حجة وان هناك "آلاف الفيديوهات وثقت المجازر الرهيبة للعدوان السعودي بحق أطفال اليمن".

وتابعت: "كان على الأمين العام للأمم المتحدة لو لديه ذرة من إنسانية أن يرفض التجديد له بولاية ثانية إذا كان المقابل أن يتقلد العار ويبيع ضميره بثمن بخس".

كما قالت "أنصار الله" إنّ "أطفال اليمن يعرفون من قتلهم بالطائرات ويعرفون من يقتلهم بالحصار ويعرفون من يتقلد المناصب الأممية مقابل المتاجرة بدمائهم وبطفولتهم".

من جهته رأى القائم بأعمال وزير حقوق الانسان في حكومة صنعاء علي الديلمي ان قرار الأمم المتحدة "سياسي بامتياز وهو قرار مخالف لأنظمة الأمم المتحدة ويمثل فضيحة لأمين العام... كنا ننتظر خطوات عملية من الأمم المتحدة تجاه ما يتعرض له الأطفال واليمنيون عموما لكن تفاجأنا بتحركها خارج القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وبحماية الأشد ضعفا وخاصة الأطفال والنساء"، مؤكدًا ان "السعودية كانت في القائمة لعدة مرات وتم إخراجها بسبب ضغوط مالية من قبل المملكة العربية السعودية وغيرها من دول التحالف، مؤكدا أن التحرك الجديد يأتي في الاتجاه نفسه".

ويأتي هذا القرار مع تسجيل وزارة الصحة اليمنية أكثر 4000 طفل جريح أصيب بعضهم بإعاقة دائمة، وأكثر من ثلاث ألاف وخمسمئة طفل استشهدوا في القصف السعودي، إضافة لما يقارب 400 ألف طفل يمني يعاني من سوء التغذية من بينهم 80 ألف مهددين بالموت.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور